عدد اليوم
د. شريف عرفة
في بداية ظهور جائحة «كورونا»، تم اعتبار العزل المنزلي أكثر التدابير فائدة لاحتواء العدوى حسب منظمة الصحة العالمية.. وهي فترة استثنائية شكلت كنزاً للباحثين لدراستها وفهم تأثيرها النفسي..
حيث أدت العزلة الاجتماعية لتقويض الرفاهية النفسية لكثير من الناس حسب استطلاعات للرأي.. كما أدت إلى زيادة الوقت الذي يقضيه الأشخاص على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتفاعل الناس ويقارنون أنفسهم بالطريقة التي يواجه بها الآخرون بها نفس حالة العزل المنزلي...
فما تأثير هذه الممارسة على صحتهم النفسية؟
دراسة جديدة
قام الباحث الإيطالي ستيفانو روجيري وزملاؤه، بدراسة نشرت مؤخراً في دورية «بيرسوناليتي آند إندفيديوال ديفرنسس»، بحثت دور مواقع التواصل الاجتماعي «وتحديداً موقع فيسبوك» في تجاوز الإيطاليون لفترة العزل المنزلي الصارمة، التي حدثت في بداية الجائحة.. فكان ما وجدوه مثيراً للاهتمام حقاً.
شارك في هذه الدراسة الطولية 113 شخصاً من مستخدمي موقع فيسبوك «45 رجلاً و68 امرأة»، تراوحت أعمارهم بين 17 و59 عاماً.. حيث أجابوا عن أسئلة استطلاع رأي ثلاث مرات: قبل الإغلاق الكامل، وفي ذروة الوباء بعد أسبوعين، وبعد خمسة أسابيع.. لمعرفة تأثير استخدام موقع فسيبوك في هذه الفترات الثلاثة.
المقارنات الاجتماعية
قبل بداية الإغلاق، وجد الباحثون أن المقارنات الاجتماعية التي يجريها مستخدمو مواقع التواصل مع غيرهم، مرتبطة بضيق نفسي اجتماعي أكبر، وشعور بالوحدة، وانخفاض الرضا عن الحياة، لأننا حين نقارن أنفسنا بالصورة المثالية التي يبرزها الناس لأنفسهم على مواقع التواصل. لكن بعد الإغلاق، وجدوا أن هذه المقارنات الاجتماعية، قللت من شعور الناس بالوحدة والقلق والتوتر وزيادة الرضا عن الحياة.. لأن ملاحظة أن الآخرين يعيشون في نفس الموقف غير المريح، قلل من الشعور بالضيق والوحدة.. انسجاماً مع كون البؤس يحب الرفقة كما يقال! الدعم الاجتماعي الناتج عن الشعور بأننا لا نعاني وحدنا، وأن ما نواجهه يواجهه الجميع، وكلنا نحاول إيجاد حلول واقتراحها، كان له تأثير إيجابي على مستخدمي فيسبوك.
رغم التحذيرات الدائمة من التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الباحثين يؤكدون:
- «بشكل عام، تؤكد نتائج الدراسة الحالية على الآثار الإيجابية للمقارنة الاجتماعية عبر الإنترنت على تقليل الضغط النفسي أثناء الحجر الصحي لـ «كوفيد- 19».
