الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تعلم الشورى بمجلس زايد.. سعيد القبيسي مدرسة الأنتماء

تعلم الشورى بمجلس زايد.. سعيد القبيسي مدرسة الأنتماء
5 ديسمبر 2020 02:07

أبوظبي (الاتحاد)

سعيد بن عبد الله بن مسلم القبيسي، أحد رجالات الوطن الأوفياء، وكرس حياته لخدمة الوطن بإخلاص، وإعلاء شأنه ورفعته، وتأثر بشخصية القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعلم في مدرسته وسار على نهجه، حيث كان، طيب الله ثراه، في بداية تسلمه حكم إمارة أبوظبي يحث في مجالسة أبناء البلاد على الاستعداد ليشمروا عن سواعدهم، ويعملوا معه لبناء بلدهم، ويساعدوه في تحقيق آماله، ويتطلع إلى توفيره لهم من مساكن ومدارس ومستشفيات وطرق وماء وكهرباء وزراعة، كما كان يردد على مسامعهم أنه يريد أن يعوض أبناء هذه البلاد عن ما عانوه من شظف العيش، فكان يعدهم بالأراضي السكنية والتجارية والزراعية، وهو ما حرص عليه القبيسي، فكان شغله الشاغل الارتقاء بالوطن وخدمة المواطنين.

ولأن القائد المؤسس، طيب الله ثراه، كانت له رؤيته الشاملة للاتحاد، انطلاقاً من الإيمان بأنه يحقق تطلعات شعب الإمارات في بناء مجتمع يتمتع بالمنعة والعزة، اقتدى به سعيد القبيسي، رحمه الله، وسار على نهجه في الرغبة القوية في بناء البلاد، وتوفير كافة مستلزمات الحياة العصرية للمواطنين.
ولخبرته الطويلة، تم اختياره في عام 1979 ضمن أعضاء المجلس الاستشاري الوطني بعد فترة وجيزة من إنشائه، كانت له مساهمات مهمة في نقل هموم ومشاكل المواطنين من خلال المناقشات التي تدور في المجلس، كما ساهم إلى جانب بقية أعضاء المجلس في نقل وعرض هموم وتطلعات الموطنين على القيادة بكل أمانة وشفافية، واقتراح الحلول العملية لها والتي كانت تأخذ بها القيادة الحكيمة وتوجه بتطبيقها.
وأيقن القبيسي رحمه الله، أهمية دور المجلس كجهة تشريعية ورقابية، وأنه يشكل جزءاً من السلطة التشريعية، فعمل جاهداً على زيادة وتقوية الروابط بينه وبين المواطنين في إمارة أبوظبي بكافة فئاتهم الاجتماعية، وحرص على أن يقوم بدوره كممثل للمواطنين ومعبراً عن إرادتهم، وساهم في تدعيم قواعد الوحدة الوطنية والشورى، وتحقيق التلاحم بين القيادة والشعب.

مكانة اجتماعية
بحكم مكانته الاجتماعية ومهنته، حرص سعيد القبيسي على حضور مجلس المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» والذي كان آنذاك حاكماً لإمارة أبوظبي خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، كما كان قريباً من القيادة في كل مراحل حياته، وحرص على حضور مجلس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بعد أن تولى حكم الإمارة خلفاً للشيخ شخبوط بن سلطان «رحمه الله»، والذي كان وقتها مصدر الأخبار الوحيد لما كان يعتزم «القائد المؤسس» القيام به، لأنه لا يوجد في ذلك الوقت إعلام مسموع أو مرئي، وفي هذه المجالس شاهد القبيسي، رحمه الله، كيف كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يستقبل ضيوفه، ويجتمع مع مرافقيه ومسؤولي الدولة وزوارها من الشخصيات الرسمية والعامة، حيث كانت تستقبل شخصيات من مختلف الجنسيات والأعمار والفئات. وفي هذه المجالس تعلم القبيسي من ديمقراطية زايد وشاهد بعينيه كيف اعتاد أن يتخذ «القائد المؤسس» قراراته بموافقة القبائل وإجماعها، كما رافقه إلى المناطق القريبة والنائية للاطمئنان على الناس، وتفقد أحوالهم، والسؤال عن حاجاتهم، ومشاورتهم والاستماع إليهم قبل اتخاذ أي قرار، فزايد بالنسبة لهم قول وفعل، وأهداف تتحقق، وأحلام أصبحت واقعاً.

دائرة العمل
بعد مغادرته شركة البترول في 1966 عمل سعيد بن عبد الله بن مسلم القبيسي مع المرحوم الشيخ أحمد بن حامد في دائرة العمل، حين ذاك كمنتدب من الدائرة للعمل لدى عدد من الشركات التي كانت تطور البنية التحتية لإمارة أبوظبي، مثل شركة كات اللبنانية التي كانت من الشركات العربية الرائدة في مجال الطرق والمقاولات في حينه، وكذلك لدى الشركة الهولندية التي كانت تقوم بالحفر البحري، وغيرها من الشركات.

محب للخير 
حرص سعيد بن عبد الله بن مسلم القبيسي، رحمه الله، على عمل الخير، وكان يوفد كل عام عدداً من الحجاج من المقيمين ومن خارج البلاد على نفقته الخاصة لأداء الفريضة، كما كان يقضي شهر رمضان في مكة، كما كان محباً للخير ودالاً عليه ويساعد الناس، كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وبنى العديد من المساجد في الدولة والخارج.

خدمة الوطن
خلال مسيرته الممتدة في خدمة الوطن حظي القبيسي الذي كان كالكثير من أقرانه يحب الشعر ويقرضه، حظي بسمعة طيبة، وكان نموذجاً يُحتذى به، وعمل على بناء الروابط القوية بينه وبين المواطنين، معتمداً على التواصل المباشر معهم في الحياة اليومية والمناسبات الخاصة والعامة، وكان يشحذ الهمم، مثل بقية أقرانه أعضاء المجلس الذين أقبلوا للوقوف مع قائدهم زايد والعمل معه لتحقيق تطلعاته.

دراسة القرآن
ولد سعيد بن عبد الله بن مسلم القبيسي سنة 1912 في جزيرة دلما التي كانت تعتبر مركز الغوص الرئيسي لإمارة أبوظبي في ذلك الوقت، وتوفي والده وتربى تحت رعاية والدته وأخيه الكبير مسلم بن عبد الله، وأخيه الآخر خليفة، وركب معهما البحر في السفينة التي ورثوها عن أبيهم، وذلك بعد أن أتم في الكتاتيب دراسة القرآن الكريم، وشيئاً من الحساب، وكانت مهنة الغوص المهنة الرئيسية في البلاد في ذلك الزمن.
وتنقل سعيد القبيسي بين دلما وأبوظبي وليوا وتزوج، وبعد دخول شركات البترول لإمارة أبوظبي انضم إلى إحدى هذه الشركات وعمل فترة في منطقة الظفرة، حيث كانت تجرى المسوحات الأولية بحثاً عن النفط، ثم انتقل للعمل في جزيرة داس، وبعدها عاد للعمل في إحدى شركات البترول بأبوظبي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©