عدد اليوم
أكمل معكم هنا ما بدأته الأسبوع الماضي، وهو الحديث عن أنواع المسافرين الجدد، الذين أفرزتهم ظروف الحياة الحديثة، وهو حديث يطول وتصنيف يحتاج إلى مجلدات، فلنكمل رحلة التعرف عليهم.
المسافر المتوتر: مع توافر المعلومات عن كل وجهة، فإن هناك فئة من المسافرين، تحمل التوتر في حقائبها وتحاول أن ترى كل شيء، تجده يسأل مرات ومرات ويستوقف المارة ويستشير كل من حوله، وهذا المسافر يخسر وقته وماله وجهده ويعود من سفره بتوتر زائد، وأعتقد بأننا سنرى كثيراً هذا النوع من المسافرين بعد عودة السفر ودوران محركات الطائرات، فكورونا ستجعل جل المسافرين في دوامة من التوتر.
المسافر المنفرد: هو من يبحث عن ذاته، ويحب التأمل في فلسفات الحياة والغوص في أعماقها، وتجده يختار الأماكن التي يمكنه قضاء بعض الوقت فيها محدقاً في ملكوت الخالق أو القيام بنزهة طويلة أو المشي وحيداً عبر الغابات.
محبو المدن: هو نوع من المسافرين يستمتعون بعطلاتهم ورحلاتهم بين حركة المرور والضوضاء وصخب الحياة الحضرية، إن الوجهات المفضلة لمحبي المدينة هي تلك التي يحصلون فيها على فرصة الذوبان في الحياة النابضة بالضجيج ومراكز التسوق والمراكز الترفيهية.
عشاق الطعام: هذا النوع من المسافرين ينطلق حول العالم بحثاً عن الطعام، يتعرف على ثقافات الدول التي يزورها من خلال مطبخها، وتراه يجدول رحلته بناءً على نداء معدته.. إنهم يستكشفون الثقافات المختلفة من خلال المطبخ بغض النظر عن الوجهة.. وهذا النوع مرح جداً في سفره ومزاجه مرتبط بما يأكله.
المسافر الاقتصادي: عادة ما تراه بنفس القميص واللباس ويسكن في سكن أو فندق متواضع، واختيار بعض المسافرين لهذا النوع من السفر يكون عادة للضرورة، حيث يؤثر طول الرحلة وسببها والميزانية في اختيار هذا النوع من السفر، ولا يقتصر الأمر على أصحاب الموازنات البسيطة، ولكن تجد البعض يحب التحدي وقضاء أياماً من رحلته بميزانية متواضعة، هو صنف مُتعِب - أحياناً - فلا تسافر معه إلا للحاجة،، فقليلون من يحبون ركوب حافلة لمدة يومين على طرق وعرة والسكن في فنادق تشاركك فيها الحشرات، وغالباً ما تجد عند هذا النوع من المسافرين قصص وحكايات مسلية وكارثية.
جامعو الذكريات: هم مسافرون – وأنا منهم – يجلبون من كل دولة أو مدينة تذكاراً، قد يكون حجراً أو قلما أو فاتورة شراء أو كاميرا قديمة، ويعرضها ويتفاخر بها، وهذا النوع من المسافرين عادة ما يكون منظما في رحلاته، فهو يجب الترتيب، والتنسيق، والذكريات.
قد نحتاج إلى مجلدات لتصنيف المسافرين والسياح وأنواعهم، فهناك الباحث عن الرفاهية والمسافر المغامر وأصحاب حقائب الظهر، كما أن هناك النوع المخطط والمتتبع للأدلة الإرشادية ومسافرو الحفلات ومسافرو التسوق، فأياً كان نوع المسافرين والسياح، فإنه وكما ذكرت في المقدمة، يجمعهم شيء واحد دائماً... حب السفر
