الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الزهرة.. ملك جمال الكون

الزهرة.. ملك جمال الكون
28 نوفمبر 2020 00:53

أحمد مراد (القاهرة)

يوصف كوكب الزهرة بأنه أجمل كواكب المجموعة الشمسية، وسُمي بـ «فينوس» نسبة إلى آله الحب والجمال عند الرومان، وأطلق عليه العرب«الزهرة» نظراً للونه الأبيض، فضلاً عن أسماء أخرى مثل «نجم الصباح» أو «نجم المساء»، لسطوعه وإمكانية رؤيته من الأرض خلال الشروق أو الغروب.

الحرارة.. 460 درجة مئوية
يمتلك الزهرة غلافاً جوياً كثيفاً للغاية، ويتكون من ثاني أكسيد الكربون، ونسبة صغيرة من النيتروجين، بالإضافة إلى السحب السميكة من ثاني أكسيد الكبريت، وهذه الغازات ينتج عنها أقوى عملية احتباس حراري في النظام الشمسي، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة سطح الكوكب إلى أكثر من 460 درجة مئوية، الأمر الذي يجعله أسخن كوكب في المجموعة الشمسية بما فيها كوكب عطارد، وهو أقرب الكواكب إلى الشمس، علماً بأن درجة حرارة الزهرة تكفي لإذابة معدن الرصاص. وتتسم الرياح في كوكب الزهرة بسرعات عالية جداً، حيث تزيد سرعتها عن 320كم/ ساعة، وتعمل هذه الرياح التي تنتقل بشكل سريع عبر أنحاء الكوكب على جعل درجات الحرارة في الليل مساوية لدرجات الحرارة في النهار.

يبعد عن الشمس بـ 108 ملايين كيلومتر
يبعد الزهرة عن الشمس بحوالي 108 ملايين كيلومتر، وهو الكوكب الثاني بعد عطارد من حيث البعد عن الشمس، ويدور حول الشمس باتجاه مماثل لاتجاه عقارب الساعة، لذا يمكن رؤيته خلال فترتي شروق وغروب الشمس. ويعد الزهرة سادس أكبر كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم، وهو أكبر من القمر بحوالي أربع مرات تقريباً، حيث يبلغ حجمه ما يقارب 928.415 مليون كيلومتر، وتبلغ مساحة سطحه 460.234.317 كيلومتراً مربعاً. والزهرة كوكب صخري يتكون من ثلاث طبقات، وهي: القشرة الرقيقة، والوشاح الذي يحتوي على صخور ساخنة، واللب الذي يضم معدن الحديد بحالته الصلبة.

أبيض ناصع
يظهر كوكب الزهرة باللون الأبيض الناصع، وذلك نتيجة لانعكاس أشعة الشمس على أسطح سحبه الكثيفة، ومع نفاذ بعض من أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي السميك للكوكب، فإن هذا الغلاف يرشح الضوء النافذ عبره بحيث يظهر الكوكب باللون البرتقالي، وذلك عند النظر إليه من على مقربة من سطحه الذي يحتوي على صخور.

بلا أقمار
يتميز الزهرة بأنه كوكب بلا أقمار، فلا تدور حوله أي أقمار مثل كوكب عطارد، ويعتقد بعض العلماء أن عطارد كان قمراً للزهرة، واستطاع الإفلات من مداره، كما أن هناك دراسات أخرى ترجح وجود قمر واحد لكوكب الزهرة قبل مليارات السنين نشأ عن طريق اصطدام ضخم بالكوكب، وبعد 10 ملايين سنة حدث اصطدام آخر بعكس اتجاه دوران الكوكب، وأدى هذا الاصطدام إلى اضطراب في مدار القمر فاصطدم بكوكب الزُهرة نفسه واندمج معه.

1600 بركان
يحتوي سطح كوكب الزهرة على عدد كبير من البراكين يزيد عددها المعروف حتى الآن على 1600 بركان، ومن المحتمل اكتشاف براكين أخرى أصغر، ويصل قطر فوهة بعضها إلى مسافة تزيد على 19 كيلومتراً، ويسمى أعلى بركان بـ Maat Mons، ويبلغ ارتفاعه حوالي 8 كيلومترات.

الليل.. 117 يوماًً
يدور كوكب الزهرة بشكل بطئ في اتجاه مخالف لدوران الكواكب الأخرى، حيث يدور حول محوره من الشرق إلى الغرب، ويتكون اليوم الواحد على كوكب الزهرة نتيجة لدورة واحدة حول نفسه، وهو ما يستغرق 243 يوماً أرضياً لإتمامها، بينما يتشكل العام الواحد نتيجة دورة واحدة للكوكب حول الشمس، وهو ما يعادل 225 يوماً أرضياً، لذا فإن اليوم على سطح الزهرة أطول من العام الذي يعادل فترتين نهاريتين وليليتين على الكوكب، فلا تشرق الشمس وتغرب بشكل يومي على كوكب الزهرة، حيث تستغرق فترة الليل 117 يوماً من أيام الزهرة لإتمامها، ويمتاز مدار الزهرة حول الشمس بشكله الدائري شبه المنتظم، فعلى عكس الكواكب الأخرى التي تدور حول الشمس لا ينحرف مدار الزهرة عن الشمس أكثر من ثلاثة درجات فقط، وهذا الأمر يجعله يفتقر لتنوع المواسم المختلفة على سطحه.

رحلات استكشافية
في الحادي والعشرين من فبراير العام 1961، أرسل الاتحاد السوفييتي مسبار «فينيرا 1» لاكتشاف كوكب الزهرة، وتُعد أولى محاولات رصد الكوكب من قرب، ولكن فُقد الاتصال به بعد مرور 7 أيام من إرساله عندما كان على بعد مليوني كيلومتر من الأرض، وفي 15 ديسمبر من عام 1970، هبطت مركبة الفضاء السوفيتية «فينيرا 7» على كوكب الزهرة ليصبح أول هبوط على سطح الكوكب، وتمت أول عملية لنقل بيانات من هناك إلى الأرض، وفي نهاية فترة الثمانينيات من القرن العشرين أطلق الاتحاد السوفييتي أيضاً المركبة الفضائية «فينيرا 15» إلى سطح الزهرة.
وفي عام 1990، أطلقت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» بعثة ماجلان إلى الزهرة، واستمرت هذه الرحلة العلمية لمدة أربعة أعوام تم خلالها رسم ما نسبته 98 % من شكل سطح الكوكب، وأطلقت وكالة الفضاء الأوروبية في عام 2005 مسباراً يدور حوله، كما توجد المركبة الفضائية اليابانية «كاتسوكي» في مدار كوكب الزهرة لدراسة المزيد عن خصائص هذا الكوكب.

توأم الأرض
يُعرف كوكب الزهرة بلقب «توأم الأرض» بسبب وجود تشابه كبير بين الكوكبين في الحجم والتركيب والكتلة والكثافة وأنصاف الأقطار والظروف الحيوية المماثلة تماماً، فضلاً عن تشابه حجم اللب المكون من الحديد لكل منهما، كما يحتوي الزهرة على صخور مشابهة للصخور الموجودة على سطح الأرض.

%90 صخور
تشكل الصخور البازلتية نسبة 90% من مساحة سطح كوكب الزهرة، وتتوزع أغلب هذه الصخور على سهول ذات تدرجات طفيفة على سطح الكوكب، وتقع ما نسبته 50% من مساحة سطح الكوكب على ارتفاعات تزيد عن 500 متر عن نقطة القياس الخاصة بالكوكب، وهو يحتوي على هضبتين رئيسيتين، وهما: الأولى تسمى هضبة عشتار التي تمتد في النصف الشمالي من سطح الكوكب على مسافة تضاهي مساحة أستراليا، كما أنها تحتوي بين ثناياها على أعلى قمة على سطح الكوكب بأكمله، وهي قمة جبل ماكسويل التي تمتد على ارتفاع 11 كيلومتراً. أما الثانية، فتسمى هضبة أفروديت التي توجد على طول خط استواء الكوكب، وتمتد على مساحة تقدر بمساحة أميركا الجنوبية.

1000 فوهة
يوجد حوالي 1000 فوهة صدمية على سطح الزهرة موزعة بالتساوي عليه، والفوهات الصدمية ناجمة عن تصادم الكويكبات والنيازك الصغيرة مع الكوكب، والعجيب أن حوالي 85% من هذه الفوهات محتفظة بحالتها الأصلية، عكس ما يحدث على القمر مثلاً، حيث لاحظ العلماء أن الفوهات الصدمية تتفاوت في مدى الكثافة، وهذا يرجع إلى حدوث اصطدامات ضخمة تمحو آثار القديمة.
ويوضح العلماء أن مقدار كثافة الفوهات وحالتها المحفوظة بشكل جيد على سطح الزهرة تشيران إلى أن الكوكب خضع لعملية تجديد سطح قبل حوالي 300 أو 600 مليون سنة.

أنهار ومحيطات
بسبب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة على سطح الزهرة، فإن بخار الماء الموجود عبر الكوكب يتبخر على الفور، وبحسب الدراسات العلمية كان كوكب الزهرة يحتوي على مياه سائلة في هيئة محيطات وأنهار وجدت على سطح الكوكب قبل ملايين السنين، ويرجح العلماء أن هذه المسطحات المائية خلت من أية مظاهر للحياة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة فيها، وتوقعوا أن تكون حرارة المياه قد تراوحت ما بين 93 إلى 150 درجة مئوية، ومع استمرار الارتفاع في درجات الحرارة وصلت المياه لدرجة الغليان، مما أسفر عن تبخرها بشكل تام مع مرور الزمن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©