السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

في معنى السعادة

في معنى السعادة
16 نوفمبر 2020 01:20

هل تساءلت ما معنى السعادة، كيف هو لونُها، ما شكلها، كيف يمكن لك أن تقبضَ عليها ذات احتياج، وكيف لها أن تكون مطواعةً تأتيك في مهابةٍ، وتتسلل إليك في محبة، متى تشعر بالسعادة، سؤال الحالات التي نكونها ونعيشها، ونتعايش معها بسلام.
تشعر بالسعادة حينما يحتويك قلب كبير يضيء روحك بالسكينة والأمان، يحبّك دون اشتراطات أو منغصات، يراك وجه العالم وابتسامته وبهاءه، يبوح لك ولهُ تبوح بما في قلبك من ضجيج أو فرح، السعادة هي روحٌ تبعث في أوصالك الدفء فتحيلُ الجفاف حياة خضراء نضِرةً، بك تسمو نحو الأفق الشاسع، والسماء الضاجّة بكَ وَلَهاً وارتباكاً.
 تشعر بالسعادة حينما يأتيك عبر الضوء وهج يطلع من نخلة حب، ليتساقط وعياً جنياً، وبك ينحو نحو الولع الخالص، كالذهب المنقوش بلغة البسطاء، كالشمس حين تشرق على محيّا قمر.
تشعر بالسعادة حينما بغتة تأخذك الحالة الخاصة جداً بك، تلك التي تبعث في أعماقك ابتسامة، ومعك تحلّق بحرية ناصعة كلون الثلج، كالقلب الكبير، كالدفء في صوت حبيب. والسعادة أن تصحو على ألق، وأن تنجو من براثن تعب خالص وأنت تقرأ تفاصيل اللغة الفارهة، فتستمع إلى أثير الود إليك يتسلل عبر وريد الصدق، ماراً بروحك الباحثة عن الحب المُختلف. 
منتهى الحب أن تنحت في أوصال اللغة حرفاً جديداً، تبتكر تعريفاً للشوق، تعريفاً ينطق برؤية فريدة للوفاء، للتكامل، للالتقاء وفق نظرية الانزواء في قلب لا ينبض إلاّ بك، ولا يتنفس إلاّ احتواءك. 
السعادة أن تلتقي روحاً تعلمك معنى العطاء، وبقلبك تركض إلى حيث التعريف الحقيقي للإنسان، ولقيمته كروح، واحتياج، واندماج، واحتواء، هو الحب ما يفعل ذلك كله، وما بك يجازف حيث تلتقي ابتسامة غناء إليها تتعطش، ومعها تسمو بخيلاء. 
بعض الأصوات تنثر في روحك الفرح الذي لم تتوقع، تلك الأصوات الأثيرة إلى الروح وسيلتك للشعور بالسعادة، للتمازج معها، للغياب بين أوتارها الذهبية، بين مخارج حروفها التي لا يدرك سحرها إلاّك، ولا يعيش تفاصيل ارتباكاتها وحنينها خلا قلبك، حين ذات تلاقٍ روحيٍّ يرتمي مادّاً خيط النور باتجاه الشفق، أو الأرق المحفّز على الابتهاج. 
متى تشعر بالسعادة؟ سؤال لو أدركنا عمقه، لعرفنا أن بيننا من يبعث في أرواحنا كل المعاني الجميلة للسعادة التي ننشدها، وهي بين قلوبنا لكننا لا ننظر إليها بعين الرضا، ولا نتعامل معها إلا بمزيد من العقوق لها. 
السعادة في ابتسامة أمٍ تدلف إلى غرفتها صباحاً لتطبع قبلة الوفاء على جبينها الطاهر فتشعر بالارتواء الكامل، والانتعاش الباعث على الحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©