السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سلا المغربية تستقبل المولد النبوي بـ«كرنفال الشموع»

سلا المغربية تستقبل المولد النبوي بـ«كرنفال الشموع»
29 أكتوبر 2020 01:35

محمد نجيم (الرباط)

دأبت مدينة سلا المغربية، منذ قرون عدة، على تنظيم كرنفال الشموع، الفريد من نوعه في المغرب وفي إفريقيا، وهو الذي يُطلق عليه سكان المدينة «دُورْ الشْمع» احتفاءً بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما يشبه الكرنفال الضخم الذي ينشر البهجة والفرح في مدينة سلا العريقة، وتُعرض فيه الشموع الضخمة بألوانها المتنوعة ومجسمات تحمل علامات ونقوشاً نابعة من الثقافة الشعبية المغربية بمكونها الإسلامي والأمازيغي، ويتيح هذا الحدث الروحي الاستمتاع بمجسمات ضخمة مصنوعة من الشمع الخالص ومزينة بزخارف ورسوم وكتابات تمجد الرسول الكريم. 
وينطلق الكرنفال الذي ينتظره سكان مدينة سلا كل عام، ويعود الفضل في تأسيسه، حسب المؤرخين، إلى الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي، الذي كان في رحلة لزيارة مدينة إسطنبول التركية، فرأى هناك، احتفالاً دينياً نظمته المدينة وتستعرض فيه الشموع الملونة، ولكن ليس بحجم الشموع العملاقة التي تصنع في مدينة سلا، فأعجب هناك بتلك الشموع وقرر أن ينقل الفكرة من تركيا إلى المغرب ليأمر بتنظيم أول حفل للشموع بمناسبة المولد النبوي الشريف عام 986 هجرية، وأصبح بعد ذلك من عادات أهل سلا، وموروثاً مغربياً لا يمكن أن تتخلى عنه المدينة، منذ ذلك التاريخ.
يقول السيد محمد السلاوي: نختار زاوية مولاي عبدالله بن حسون، فننشد فيها الأمداح النبوية ونرقص «رقصة الشمعة» على وقع الطبول والموسيقى المغربية والأندلسية، قبل أن نحط الرحال في ساحة من ساحات سلا، وبعدها نكون في استقبال «المعلمين» وأعيان المدينة وشبابها الذين يحملون تلك الشموع والمجسمات، إلى مائدة العشاء في زاوية دينية من زوايا المدينة وهي كثيرة، ونشرك معنا، في العشاء الأطفال واليتامى والفقراء.
أما محمد بن حسون، وهو أحد المشرفين على تنظيم هذا المهرجان، فيقول عن تاريخه: «عند تولي المنصور الذهبي الحكم قام بجمع صنّاع من مدن سلا وفاس ومراكش وشرح لهم تصوره لصنع مجسمات من الشموع بألوانها المختلفة، والتي تعكس عمق ثقافتنا في بعديها الصوفي والشعبي، حيث إن تلك الشموع وتلك المجسمات تحمل الكثير من رموز بلادنا».
أما الباحث في التاريخ المحلي للمدينة، علي النير، فيقول إن وزن بعض تلك الشموع وتلك المجسمات يصل إلى 50 كيلوغرام، ويطاف بها وسط زغاريد النساء وهتاف الأطفال في أزقة المدينة وشوارعها، في تناغم وتمازج روحاني مع ‬دقات ‬الطبول ‬وإيقاعاتها ‬المتواصلة، ‬وتكون ‬هناك ‬مشاركات ‬لبعض ‬الفرق ‬الشعبية، ‬التي ‬تأتي ‬من ‬مختلف ‬المدن ‬المغربية ‬لتشارك ‬معنا ‬فرحتنا ‬من ‬قبيل ‬فرقة «‬غناوة»، ‬و‬فرقة «‬عيساوة»، ‬و‬فرقة «‬حمادشة»، ‬وفرقة «‬درقاوة»، ‬وهي ‬فرق ‬موسيقية ‬تمثل ‬وتعكس ‬الأجواء ‬الروحانية ‬في ‬الزوايا ‬الصوفية ‬المنتشرة ‬في ‬المغرب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©