القمر.. رومانسية الصخور والمعادن

أحمد مراد (القاهرة)

تغنت مئات القصائد بجمال وسحر القمر الساطع في سماء الأرض، لكن بعد أن صعد إليه العلماء لم يجدوا سوى أنواع متنوعة من الصخور والمعادن والظواهر الغريبة، والحقائق المذهلة.

بيضاوي الشكل
يبلغ حجم القمر %27 من حجم الأرض، أي أكثر بقليل من ربع حجم الأرض، ويعد القمر بيضاوي الشكل، وليس دائرياً أو كروياً، كما يعتقد البعض، أما الجاذبية على سطح القمر، فتعادل نحو سدس الجاذبية على سطح الأرض، ويدور القمر حول الأرض بسرعة مقدارها 3700 كم/‏ ساعة، ويعادل اليوم على سطح القمر، من الشروق إلى الغروب، حوالي 30 يوماً على كوكب الأرض.

4.5 مليار سنة
عمر القمر 4.5 مليار سنة، وهو نفس عمر الأرض، وتمكن العلماء من تحديد عمره من خلال قياس أعمار الصخور القمرية، وبحسب إحدى النظريات العلمية، فإن القمر تشكل عندما اصطدمت صخرة كبيرة بحجم المريخ بالأرض خلال تكون النظام الشمسي، وأدى هذا الاصطدام إلى انفصال جسم صخري كبير، ليقع تحت تأثير جاذبية الأرض ويدور حولها، ليتكون القمر الذي يسطع في سماء الأرض.

خسوف 3 مرات 
تحدث ظاهرة خسوف القمر عندما تقع الأرض بين القمر والشمس في خط مستقيم، الأمر الذي يؤدي إلى حجب ضوء الشمس من الوصول إلى سطح القمر، ويغطي ظل الأرض كامل سطح القمر أو جزءاً منه، ويمكن أن يحدث الخسوف بشكل كلي، فيظلم القمر تماماً، أو يحدث بشكل جزئي، فيظهر القمر بشكل باهت فقط، وتتكرر هذه الظاهرة على مدار العام، بحد أقصى يصل إلى ثلاث مرات.

حار وبارد معاً
يُعاني القمر من تباين شديد في درجات الحرارة على سطحه، حيث تصل خلال النهار على الجانب المشمس إلى حوالي 130 درجة مئوية، بينما تصل درجات الحرارة على الجانب المظلم إلى سالب 150 درجة مئوية، ولا يتمكن من الاحتفاظ بالحرارة.

غبار خطير
يمثل الغبار القمري واحداً من مصادر الخطر على سطح القمر، فهو يشبه الطحين الخشن، ويسبب العديد من المشاكل والمخاطر لرواد الفضاء، حيث إن أحذيتهم تتآكل كلياً، ويمكن أن يتسرب عبر بزة رواد الفضاء، ويؤدي إلى تسريب الضغط، وقد يسبب حمى قش القمر لدى رواد الفضاء الذين يستنشقونه.

يبتعد عن الأرض سنوياً
تصل المسافة بين الأرض والقمر إلى حوالي 384 ألف كيلو متر، واكتشف العلماء أن القمر يتحرك كل عام، مبتعداً عن الأرض بشكل تدريجي بمسافة قدرها 3.8 سم سنوياً، ويعتقدون أن هذه الظاهرة سوف تستمر لمدة 50 مليار سنة، وحينها يستغرق القمر 47 يوماً ليكمل دورة واحدة حول الأرض، مقارنة بما يقارب 27.3 يوم في الوقت الحالي.

أخبار ذات صلة

«فرسان الإمارات» يحتكرون «قفز الحواجز» في «خليجية الشباب»

«الشقيقان» في «لقاء مصيري» للتأهل إلى «الأبطال»

500 ألف حفرة
القمر عبارة عن جسم صخري ذي سطح صلب مليء بالحفر والفوهات البركانية، ويصل قطرها إلى مئات الكيلو مترات، ويعتقد العلماء أن هناك أكثر من 500 ألف حفرة على سطح القمر، فضلاً عن أنه يحتوي على الكثير من الجبال.

مغامرة السير بالأقدام
على الرغم من وجود جاذبية على سطح القمر - تبلغ سدس الجاذبية على الأرض - فإن السير عليه صعب، حيث وجد رواد الفضاء صعوبة في التنقل على سطح القمر، وتغرق أقدامهم في ترابه، ويضطرون للمشي ببطء، فضلاً عن أن التضاريس الوعرة تعيق سيرهم. وتمكن 12 شخصاً فقط من السير على سطح القمر، كان أولهم رائد الفضاء الروسي، نيل أرمسترونغ، في العام 1969، وآخرهم يوجين سيرنان في العام 1972.

400 شجرة قمرية
خلال رحلة مركبة أبولو 14 إلى القمر عام 1971، أحضر أحد رواد الفضاء الأميركان، ويدعى ستيوارت روسا، كمية من تربة القمر، ووضع بداخلها بذورا تمت زراعتها على الأرض في مواقع مختلفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، وأنبتت بعض الأشجار بالفعل، ويصل عددها أكثر من 400 شجرة.

400 ألف رطل قمامة
خلفت زيارات رواد الفضاء إلى القمر قدراً كبيراً من القمامة والمخلفات، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك نحو 400 ألف رطل من المخلفات تركها الإنسان على سطح القمر، وهذه المخلفات عبارة عن الحطام الناتج عن مختلف التجارب والمسابر الفضائية، والبعض من هذه المخلفات لا يزال صالحاً للاستخدام.

4 زلازل
خلال الرحلات التي هبط فيها علماء الفضاء على القمر، اكتشفوا، عبر مستشعر شديد الحساسية للزلازل، أن القمر ليس ميتاً جيولوجياً بالكامل، حيث يحدث على سطحه مجموعة من الزلازل الصغيرة، نتيجة التدافع بين قوة جذب الأرض وقوة الطرد المركزية لدوران القمر.
وهناك أربعة أنواع من الهزات تحدث على القمر، وهي تشبه الزلزال، الثلاثة الأولى تعد من آثار النيازك والزلازل الحرارية الناجمة عن الشمس، وهي غير مؤذية نسبياً، أما الرابع فقد تصل قوته إلى 5.5 على مقياس ريختر، ويمكن لهذه الهزات أن تؤثر في شكل القمر، وفقاً لتقديرات ناسا.

لا هواء ورياح
خلصت الأبحاث والرسائل العلمية إلى أنه لا يوجد هواء على سطح القمر، لذا فإن أي أثر يحدث على سطحه لا يختفي؛ لأنه لا توجد رياح تحرك الرمال، مثل آثار سقوط النيازك، كما أن آثار أقدام رواد الفضاء الذين صعدوا إلى القمر لا تزال موجودة حتى الآن.

مياه في الأعماق
تمكن العلماء المشاركون في بعثة علمية مكلفة بمراقبة واستشعار سطح القمر، من الحصول على كميات من الماء، وبعدها حاولت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» عبر تجربة علمية التأكد من وجود الماء على سطح القمر، وكشفت المعلومات الأولية اكتشاف المياه في الجانب المظلم من القمر، وخلال التجربة العلمية، قام صاروخ فضائي بسرعة 9 آلاف كيلو بعمل حفرة مظلمة يبلغ عرضها 100 كيلو متر في القطب الجنوبي من القمر، ونتج عنه 108 لترات من الماء.

ظلال مرعبة
عندما سار رواد الفضاء على سطح القمر، وجدوا أن الظلال أكثر قتامة من الظلال على الأرض، فضلاً عن أنهم اكتشفوا أن الظلال على القمر محاطة بهالة مضيئة عند النظر من زاوية معينة إلى الشمس، وقد تسببت ظلال القمر في مشاكل للعديد من بعثات أبولو، حيث وجد رواد الفضاء مهمة صيانتها مستحيلة لأن ظلال أيديهم تحجب ما كانوا يفعلون، بينما سقط آخرون على منحدر حاد بسبب الظلال العميقة التي جعلته يبدو وكأنه كهف.