عدد اليوم
أحمد القاضي (القاهرة)
الحياة الهادئة وسط جزيرة تطل على المحيط، حلم يراود الكثيرين، لكن تحقيقه صعب المنال، فالأمر يتطلب الكثير من الأموال ووقت الفراغ لتنفيذ الفكرة، لكن شاباً مغربياً تمرد على هذا الواقع، بتحويل شرفته المهملة إلى مكان مبهر.
الشاب المغربي عزالدين مارسو كان يشاهد الصور التي تروج لها تلك الجزر وفنادقها الفارهة، لتخطر في مخيلته فكرة أن يفتح عينيه يومياً على مشهد يشبه تلك الفنادق، حيث المياه والإفطار الفاخر العائم على سطح تلك المياه، مستمتعاً بتجربة إفطار مميزة.
يعمل مارسو كمصمم ديكور منزلي، وبسبب طبيعة هذا العمل تعرف على الكثير من الجزر السياحية حول العالم، التي تحول سطح فنادقها إلى مسبح لإطفاء مزيد من البهجة والمتعة لزائري الفندق، فقرر أن يمتلك مسبحه الصغير فوق سطح منزله البسيط في حي شعبي صغير في مدينة طنجة المغربية.
بدت الفكرة في البداية درباً من دروب الجنون، ولكن تأتي كل الأفكار العبقرية من أشخاص محبين للتغيير والسير عكس الاتجاه، ولكن مارسو كان عاقلاً إلى الحد الذي جعله يستشير المهندسين الذين يعملون معه في إمكانية تحمل سطح منزله لهذا المسبح الجديد.
توصل المصمم العبقري إلى الوزن المثالي للمسبح، وهو 1500 كيلو جرام ليكون آمناً تماماً على المنزل، ولا يشكل أي خطر على أهله قاطني المنزل، وبعدها بدأ في التصميم معتمداً على الخشب ليكون بسيط التنفيذ، راقي الشكل، فخم الهيئة، واستمر العمل لأكثر من شهر ونصف الشهر.
كان من المقرر أن تتراوح تكلفة إنشاء مسبح منزلي خاص بين 7000 إلى 8000 درهم مغربي، أي ما يقرب من 700 دولار، ولكن عمل مارسو كمصمم ديكور منزلي، وتمرسه في شراء الأدوات اللازمة للمنازل، كان عوناً له في اكتشاف أبسط الطرق الممكنة لتنفيذ المسبح بتكلفة بسيطة، فاستخدم الأدوات المنزلية وبعض المواد المستخدمة في عمله.
التكلفة العالية للمسبح لم تكن التحدي الوحيد أمام الشاب المغربي، وإنما واجه بعض التحديات والصعوبات أثناء العمل، فقد نفذ العمل بنفسه بشكل كامل، ولم يستعن ببعض العمال لمساعدته حتى لا تزيد التكلفة، ومن بين يديه خرج المسبح الذي أبهر عائلته وودت كل الأسر المغربية أن تتحول أسطح جميع المنازل إلى مسبح راق.
