عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
انفراجة فنية يعيشها الفنان الإماراتي هزاع الرئيسي خلال هذا العام، حيث أصدر مجموعة من الأغنيات المنفردة، التي حققت صدى كبيراً على مواقع التوصل، وحصدت نسب مشاهدة عالية عبر «يوتيوب»، كان آخرها أغنيات «تغرودة القدس» و«عيمان فيها ارتحنا» و«عزم القيادة»، التي أطلقها تزامناً مع إطلاق «مسبار الأمل» و«لوّل تحوّل»، وتنوعت هذه الأعمال بين الأغاني الوطنية والشعبية الإماراتية الأصيلة وذات الإيقاع الشبابي السريع العصري، لكي يرضي جميع الأذواق، مؤكداً أنه يطوع إبداعاته في حب الإمارات وخدمة الوطن.
انتشار سريع
عن أسباب اختفائه عن الساحة الغنائية الفترة الماضية، أرجع هزاع السبب إلى بعض الظروف العائلية والعملية، لكنه ظل حاضراً من خلال الأغنيات المنفردة التي يطرحها بين فترة وأخرى، وقال في حواره لـ«الاتحاد»: أختار كلمات وألحان أغنياتي بعناية ودقة شديدتين، خصوصاً أنني أتوجه مثل أغلب الفنانين حالياً نحو تنفيذ الأغنيات المنفردة، لأنها أصبحت الأسهل تنفيذاً والأسرع انتشاراً، على عكس الألبوم الغنائي الذي يحتاج إلى فترة طويلة من التحضير واختيار الأغنيات، لافتاً إلى أن مواقع التواصل و«يوتيوب» أصبحوا من العوامل الرئيسة لنجاح الأغنية وتحقيقها الانتشار السريع، لذلك فمن الممكن أن تحقق أغنية واحدة نجاحاً أكبر بكثير من ألبوم كامل. ويرى الرئيسي أن النهج الفني الذي يسير عليه بإطلاق 3 أو 4 أغان في العام، ترضي رغباته وقناعاته، وفي الوقت نفسه يرضي بها جميع الأذواق، حيث اهتمامه الأكبر ينصب نحو الكيف وليس الكم، خصوصاً أنه اكتسب خبرات، وأصبح أكثر نضجاً في عمليات الاختيار وتنفيذ الأعمال الغنائية، ولا يريد أن يحرق نفسه فنياً من أجل الحضور الوهمي، فهو عندما يقدم أغنية لا تمر مرور الكرام، وتظل عالقة في أذهان الجمهور.
احتكار الفنان
وأوضح الرئيسي أن عدم تعاقده حالياً مع شركة إنتاج فنية، لا تؤثر عليه بالسلب من ناحية التواجد والانتشار، وقال: منذ أن دخلت مجال الغناء، وقد قررت أن أنفق عليه من مالي الخاص، أو يتولى الشاعر الذي أتعاون معه إنتاجها وتكاليف تصويرها، فقد كانت لي تجربة سابقة مع شركة «روتانا» عام 2014، وأصدرت معهم ألبوم «أول عشق»، ولا أنكر أنها كانت تجربة جميلة تعاونت فيها مع مجموعة من أبرز صناع الأغنية في الوطن العربي، ولا أمانع في تكرارها مجدداً حتى مع شركات أخرى، لكن الأهم بالنسبة لي هو شروط التعاقد نفسه، لأني أغلب العقود تحتكر الفنان وتتدخل في جميع أموره الفنية حتى في طريقة غنائه، إلى جانب التقيد وحصره في زاوية واحدة لا يتحكم فيها أحد سواها، وهذا ما أرفضه تماماً، لذلك فضلت أن أغرد وحيداً وأظهر إبداعاتي بين فترة وأخرى، وأعتمد على الـ«سوشيال ميديا»، التي خدمت الفن كثيراً من هذه الناحية، وأصبح الفنان قادراً على أن يروج لنفسه وأعماله من دون الحاجة إلى شركة إنتاج.
ولاء وانتماء
وعبر الرئيسي عن سعاته بالنجاح الذي حققته أعماله الغنائية في الفترة الماضية، خصوصاً أنه تعاون من خلالها مع العديد من الشعراء المميزين، والتي نفذت أغلبها لمناسبات وطنية تعبر عن مدى حبه للإمارات، والولاء والانتماء لها، كما كان له الفخر أن يؤدي أغنية «عيمان فيها ارتحنا»، والتي حصدت مليون مشاهدة بعد إطلاقها بأسبوع عبر «يوتيوب»، نظراً لتدفق معانيها ووصولها إلى قلوب المستمعين، إذ عبرت كلماتها عن حالة قريبة من طبيعة الحياة في الإمارات، وعن العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وما تبذله الإمارات من جهود للحد من انتشار الفيروس المستجد «كورونا»، عبر الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الجسدي، وكذلك التضحيات التي قدمها خط الدفاع الأول في التصدي للجائحة.
«مسبار الأمل»
وأوضح أنه أصدر أيضاً أغنية بالتزامن مع إطلاق «مسبار الأمل»، بعنوان «عزم القيادة»، وتقول مطلع كلماتها: في الأرض أخذنا كل مركز ريادة.. واليوم نطمح للفضاء والمجرات.. هذا بفضل الله وعزم القيادة.. وهذا هو الواقع وهذي الإمارات، إضافة إلى أغنية «حبك بحر»، والتي حملت شكلاً آخر من الإيقاعات الخبيتيه السعودية، كما نفذ أغنية «مالكني»، وتميزت بإيقاع الشرح العدني، حيث لاقت استحسان الجمهور لأنها ذات الإيقاع الشعبي الإماراتي، إضافة إلى مجموعة من الأغنيات التي حققت أصداء طيبة، منها «يا رويح الروح» و«الدنيا» و«يا شوق».
تغرودة القدس
بمناسبة إعلان دولة الإمارات عن البدء بإقامة علاقات مع إسرائيل بعد توقيع «معاهدة السلام»، تأكيداً لنهج دولة الإمارات في نبذ العنف والتطرف ونشر التسامح والسلام في العالم أجمع، نفذ الفنان هزاع الرئيسي أغنية «تغرودة القدس» المهداة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن أشعار معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، وزير تطوير البنية التحتية، رئيس مجلس إدارة برنامج الشيخ زايد للإسكان، وألحان حمد إبراهيم وتوزيع إبراهيم السويدي، وحملت ألحانها لون «التغرودة»، التي تعد أحد أنواع الفنون التراثية الإماراتية مثل الشلة والعازي والحربية.
