الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مصورون إماراتيون.. يوثقون «مدننا بعيون مختلفة»

لقطة بعدسة خالد الحمادي (الصور من المصدر)
6 أكتوبر 2020 01:06

نوف الموسى (دبي)

تستمر مؤسسة «بحر الثقافة»، في العاصمة أبوظبي، بدعم الفضاءات الإبداعية، عبر تنظيم جلسات نقاشية نوعية، من شأنها أن تفتح أفق الاتصال بين المبدعين الشباب في الإمارات، والوعي الفني الثقافي، ومن هذه الجلسات، الجلسة الافتراضية «مدننا بعيون مختلفة»، والتي أقامتها المؤسسة، مساء أمس الأول، بالتعاون مع مجلة «ناشيونال جيوغرافيك العربية»، والتي استضافت مجموعة من المصورين الإماراتيين الشباب، سردوا لحظة الاكتشاف الأولى لمسيرة السرد البصري، وتحديداً تلك التفاصيل غير المرئية لما هو مرئي في حياتنا اليومية، واللافت في الحوار الذي أدارته السعد المنهالي، رئيس تحرير مجلة «ناشيونال جيوغرافيك العربية»، هو التعبير البديع للمصورة الفوتوغرافية نورة النيادي عن شجرة النخيل، ورمزيتها الجمالية في مخيلتها. 
بينما ارتحلت المصورة عُلا اللوز إلى ظلال الأوجه المختلفة من ثقافات متعددة في منطقة «الراس» بمدينة دبي، والتي أسست فكرة «الجولات الفوتوغرافية» بمشاركة مجموعة من المصورين، تأكيداً بأن المشهد يستدعي أحياناً، اتصالاً جماعياً بالمدينة، إلا أن المصور خالد الحمادي، تمسك بخيوط الضباب وتشكلاته في مسارات حالمة تسربت عبر سماء أبوظبي، مشكلين جميعهم محاور نقاشية حول أسئلة الفوتوغرافيا في رصد تاريخية التحولات في دولة الإمارات. 

الرطب والتمر
المصورة الفوتوغرافية، نورة النيادي، تخصصت في مجال إدارة أعمال دولي، وتعمل في مجال إنتاج المحتوى الترويجي، الساحر في قصتها مع التصوير، هو أنها من مدينة العين، ما جعل «النخيل» في الواحات، مصدراً استثنائياً في تكوينها الفوتوغرافي، وخاصة حديثها عن مواسم الرطب والتمر، ويخيل للمتلقي الانصهار التام لنورة مع فكرة توثيق الأحاسيس والمشاعر التي يمكن استشفافها من صورها الفوتوغرافية، وتقول عنها: «التفاصيل الحميمية، هناك عندما تبدأ جداتنا وأمهاتنا بتجفيف الرطب ووضعه في الماء، ومن ثم تصلك الرائحة الجميلة التي تتسرب عندما (يدبس) التمر، وصولاً إلى مرحلة وضعه في صناديق وإرساله للجيران والأصدقاء»، ورغم الاسترسال اللانهائي للصور الفوتوغرافية، إلا أن وصفها لإحدى الصور، وتحديداً تلك التي تظهر فيها نورة بنفسها، وهي على استعداد للقفز في بحر من النخيل، يمثل انتقالها من مدينتها إلى مرحلة جديدة، وهو تفسير يفتح أفقا لتصورات المصورين تجاه مدينتهم والعالم. 

الإنسان هو المدينة
في سردها لحادثة خاصة، أثناء رحلات المشي التي تمارسها عُلا اللوز، في مدينة دبي، وبالأخص قصة المجموعة التي تتولى بشكل منظم إطعام القطط في الشوارع، جاءت حادثة تواصلها مع الأشخاص الذين التقطت لهم صوراً مسبقاً، بعد لقائها بهم مرة أخرى، أكثر قرباً لأثر التصوير على شخصية المصور، حيث تعبر عُلا عن ذلك، بقولها: «بمجرد حضورهم في صوري يتولد لدي إحساس بأنني أعرفهم، ما شكل بيننا تواصل، وجعلني أرغب في الحديث معهم مجدداً، وأحياناً أحتفظ بأرقام هواتفهم للاتصال والاطمئنان عليهم». 
وترى عُلا أن الإنسان هو المدينة، فأنت عندما تتعرف على الأشخاص في مكان ما، تستشف تفاصيل وأبعاد المكان من التعامل والأخلاق المتبادلة في سيرورة المدينة، وهو ما يظهر بشكل واضح في مجموعة عُلا اللوز، المتعلقة بتوثيق الإفطار الجماعي والوجبات المجانية في شهر رمضان، التي أنجزتها على مدى 4 سنوات ماضية. 

تمازج الطبيعة
خالد الحمادي، شبه الاهتمام بتصوير المدينة، مثل اهتمام الإنسان بنفسه، فهي بمثابة حالة حُب، والمباني بالنسبة له، جزء لا يتجزأ من هوية المدينة، وهو يحاول طوال الوقت أن يلتقط روح تلك الأبنية وارتباطها بالطبيعة والكون ككل، سواء في الصباح الباكر، أو أثناء غروب الشمس، أو في حضور قمر عملاق، وقد قرر قبل 8 سنوات، وهو في مرحلته الجماعية أن يبدأ بتصوير مدينة أبوظبي بمنظوره الخاص، ساعياً لإيصال إحساسه للمشاهد، وأوضح الحمادي، قائلاً: «أعيش فترات طويلة مع الصورة، ولا أطلقها إلا وأنا راض عنها تماماً، يهمني ذلك التمازج للبيئة الطبيعية، مثل شجرة القرم التي تحوم المدينة بجمالها، وهو انعكاس لتقدير إنسان المكان، لهذا الالتقاء بين الطبيعة والعمارة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©