السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

في ضيافة «الأميش» (1)

في ضيافة «الأميش» (1)
6 أكتوبر 2020 01:06

من فوائد السفر أن تتعرف على الشعوب وعلى عاداتهم ومعتقداتهم، وإن اختلفت معهم، فهكذا تتوسع المدارك، وتكتشف نقاط الالتقاء بينك وبينهم، اليوم رحلتنا مع طائفة «الأميش» التي توجد في الولايات المتحدة الأميركية، قرأت عنهم كثيراً قبل زيارتهم، تلهفت للقائهم والتعرف عليهم، فليس الخبر كالمعاينة، هم أناس يقاومون التغيير فهل سينجحون؟
من أقوالهم المأثورة «سيضيع إيماننا إذا اعتمدنا على التكنولوجيا»، حياتهم تقليدية تدور بين الإيمان والأسرة والعمل، جلست معهم وأكلت من طعامهم، لم أصدق وجودهم في القرن الحادي والعشرين بهذه العقلية التي تقاوم كل ما هو حديث، وبكل صراحة وجدت منهم لطفاً في التعامل وبساطة في المعشر.
هناك حوالي 40 مجموعة فرعية من «الأميش» تعيش باستقلالية تامة، لا يوجد لديهم كتاب يضم كل القواعد والقوانين، بل يُنشئ كل مجتمع مجموعته الخاصة من القواعد غير المكتوبة أو Ordnung. والتي تنعكس على كل جوانب حياتهم، بدءاً بلون العربات، مروراً بأسلوب اللباس وطرق التعامل، وانتهاءً باستخدام التكنولوجيا. ولا تزال بنسلفانيا وأوهايو وإنديانا تستضيف ما يقرب من ثلثي سكان «الأميش» في أميركا، والذين يبلغ عددهم الآن حوالي 261.000، كما يوجدون في بعض مناطق كندا.
يتحدثون ثلاث لغات: الألمانية التي تسمى «بنسلفانيا داتش»، ولغة «هاي جيرمان»، والإنجليزية التي تستخدم في مدارسهم التي لا يدرسون فيها التاريخ الأميركي، ولا الدراسات الاجتماعية، ولا مواد الفن والموسيقا والعلوم الحديثة، وهم مستثنون من التدريس الإلزامي، بناء على قانون صدر في عام 1972.
يستخدم «الأميش» التكنولوجيا بشكل انتقائي، على الرغم من أن كل كنيسة تتخذ قراراتها الخاصة بهذا بشأن، فإنهم جميعاً يرفضون التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر وملكية السيارات، يسمحون باستخدام الكهرباء بجهد 12 فولتاً من البطاريات، وبعضهم يسمح بجهد 110 فولتات للمعدات الخاصة، يعتمد بعضهم على الطاقة الشمسية. 
وقد وضعت الحكومة هواتف في شوارعهم لاستخدامها في أوقات الطوارئ، كما يستخدمون الخيول لسحب المعدات الزراعية، أصبح هناك تساهل الآن في استخدام بعض مظاهر التطور، كتشغيل الثلاجات بغاز البروبان، وتعتبر ملكية السيارات من المحرمات، إلا أن العديد من الكنائس تسمح للأعضاء باستئجار سيارات وسائق من غير «الأميش» لغرض التنقل المرتبط بالعمل، اقتنعوا مؤخراً بأن يبطنوا العجلات الحديدية لعرباتهم وآلياتهم بالمطاط، حتى لا تفسد الشوارع المرصوفة، لهم بنوكهم الخاصة، ولا يصوتون في الانتخابات، ويمتنعون عن التعامل مع نظام الرعاية الصحية، ويعتمدون فقط على الطب التقليدي. 
أعفى الكونجرس «الأميش» من الضمان الاجتماعي في عام 1965، لاعتقادهم بأن أعضاء الكنيسة يجب أن يهتموا بالاحتياجات المادية لبعضهم البعض، وألا يعتمدوا على ما يسمونه «المنح الحكومية»، وبالتالي فهم لا يتلقون مدفوعات منه، وفي بعض الولايات، يُعفى أفراد «الأميش» من التأمين على إصابات العمل لأنهم يغطون نفقاتهم الطبية الخاصة.
وللحديث عنهم بقية، فهذه الطائفة تستحق قصاصة ثانية...

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©