الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سميرة توفيق: الإمارات أعادتني للحياة من جديد

سميرة توفيق: الإمارات أعادتني للحياة من جديد
4 أكتوبر 2020 01:18

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

بعد أن تكللت عملية قسطرة القلب التي أجرتها منذ فترة في مستشفى «كليفلاند - أبوظبي» بالنجاح، طمأنت الفنانة اللبنانية القديرة سميرة توفيق جمهورها عبر حوارها مع «الاتحاد» على حالتها الصحية، بعد خروجها من المستشفى مؤخراً، لافتة إلى أنها أصبحت في تحسن بعد أن عانت كثيراً في بداية الأمر من تدهور وضعها الصحي، وأنها حالياً تخضع لمرحلة الفحص والمراجعة بين فترة وأخرى، موجهة شكرها وتقديرها إلى دولة الإمارات على الرعاية والاهتمام من قبل قادتها الرشيدة، التي منحتها القوة والدعم المعنوي والنفسي للخروج من هذه المحنة والعودة إلى الحياة من جديد، مصرحة «من يعيش في الإمارات ينسى الدنيا وما فيها».

وجهت سميرة شكرها إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، على احتضان حالتها، وتوجيهاتهما لتلقيها العلاج في «كليفلاند»، وقالت: رغم الألم والمعاناة اللذين عشتهما في فترة مرضي، إلا أنه بفضل هذا الدعم الكبير والاهتمام والتقدير الذي يعبر عن مدى المحبة، ارتفعت معنوياتي وصمدت للخروج من هذه المحنة، لأنني شعرت وقتها بأنني أملك الدنيا، بسبب هذا الحب، والرعاية التي جعلت «قلبي بخير»، فشكراً إمارات العطاء، أرض التسامح والخير.

إنجاز تاريخي
وتابعت سميرة توفيق: أتذكر أن بداية زيارتي للإمارات كانت مع بداية اتحادها عام 1971، ومنذ هذا الوقت وأنا دائمة التواجد بها وعشت فيها سنوات طوال وكونت صداقات كثيرة، وحققت العديد من الإنجازات الفنية على أرضها ما بين أبوظبي ودبي والشارقة، وفي كل عام ألاحظ مدى التطور الذي تشهده في كل المجالات، والإنجازات المتعددة التي تحققها حتى جعلت منها «جنة» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بفضل قيادتها الرشيدة والحكيمة التي جعلتها رقم واحد في كل المجالات، مهنئة الإمارات على إنجازها التاريخي بإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ، الذي تعتبره شرفاً وفخراً لكل الدول العربية.

«عشرة عمر»
كما وجهت شكرها لجريدة «الاتحاد» التي تقدرها وتعتز بها وبكل القائمين عليها، وتعتبرها من أهم الصحف الخليجية والعربية، حيث تقدم محتوى إعلامياً وتثقيفياً مبتكراً، وقيماً وجاداً، إضافة إلى مصداقيتها العالية، وقالت: أنا و«الاتحاد» عشرة عمر، فعاصرت الصحيفة كل مراحل تطوري الفني، ودعمتني كثيراً من خلال لقاءاتها وأخبارها التي كانت تنشرها عني بين فترة وأخرى، فشكراً لكل القائمين عليها، فهم عمالقة في مجال الإعلام، وأتمنى لها النجاح الدائم وأن تظل دائماً في القمة.

تغير الزمن
لدى سميرة توفيق تاريخ حافل ومشرف، ومسيرة مليئة بالعطاء والإبداع والتميز، صنعت خطاً فنياً لنفسها وتميز بأداء اللهجة البدوية، فتصدرت المشهد الغنائي، وعن رأيها في الوضع الغنائي العربي الحالي بشكل عام، قالت: بحكم التطور التكنولوجي الذي نعيش فيه، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، والتوجه نحو موقع «يوتيوب»، اختلف الوضع الغنائي، وأصبح هناك الكثير من الألوان وظهر العديد من المطربين والمطربات، وأصبح المجال الغنائي مثل الحديقة المليئة بالزهور بمختلف الألوان والرائحة وعلى الجمهور أن يختار، خصوصاً أنه أصبح حالياً على درجة عالية من الوعي باختيار الجيد أو الرديء من هذه الأعمال، لافتة إلى أن النجومية والشهرة أصبحت سريعة وسهلة وليس كما عانى فنانو زمان حتى وصلوا إلى ما هم عليه في الفترة الحالية، مؤكدة من خبرتها الطويلة، أنه مهما تغير الزمن فهي مؤمنة بمقولة «من يحقق نجومية سريعة يخفت نجمه بسرعة أكبر».

الأغنية العراقية
وأضافت سميرة: الأغنية العربية في تطور كبير من ناحية الألحان والإيقاعات والتوزيع، منوهة إلى أن الأغنية العراقية نالت صدى كبيراً في السنوات الأخيرة، وحققت ضربات فنية بالمنطقة العربية لما تتميز به من أصالة، أما الأغنية البدوية فلا تزال مدرسة بحد ذاتها يتعلم منها الأجيال، متذكرة أغنيتها «يا عين موليتين» وهي فلكلور عراقي قديم، ولا تزال حتى الآن تسمع وتغنى في العديد من المناسبات حتى أصبحت مثل النشيد الوطني، مشيدة بكل من الفنانتين ديانا حداد وزين عوض اللذين استطاعا أن ياديا أغنياتها البدوية بإبداع وتميز واحترافية عالية، أما الأغنية الخليجية والإماراتية بالتحديد فتصدرت القمة في السنوات الأخيرة بحكم صناعها المتميزين الذين أخرجوها من نطاق المحلية إلى الخليجية والعربية، لدرجة أن بعض الفنانين العرب تغنوا بكلماتها وألحانها وحققوا نجاحاً وانتشاراً كبيرين من خلالها.

رئيس فخري
تولت سميرة مؤخراً منصب رئيس فخري لنقابة محترفي الموسيقى والغناء اللبنانية، وحول ما فكرت فيه لتطوير الأغنية العربية واكتشاف دماء جديدة في عالم الغناء، قالت: كان هناك الكثير من المخططات في هذا الشأن، لكن بسبب الوضع الذي يعيشه العالم بسبب تداعيات «كورونا»، الذي أثّر في كل المجالات وخصوصاً الفن، تأجلت كل المشاريع والأفكار حتى ننتهي من أزمة الفيروس القاتل.

مسيرة فنية حافلة
بدأت الفنانة القديرة سميرة توفيق مسيرتها الفنية عام 1948 عندما كان عمرها 13 عاماً، حيث أحيت بعض الحفلات في لبنان على مسارح عائلية شهيرة مثل مسرح عجرم، وتجولت في مناطق لبنانية مختلفة، وغنت على مسارحها أغاني لفنانين مشهورين، ثم انتقلت إلى الأردن ومن هناك كانت انطلاقتها الحقيقية، حيث بثت الإذاعة الأردنية الرسمية أغانيها عبر أثيرها تبعتها إذاعات عربية مختلفة، بعدها التقت الملحن اللبناني توفيق البيلوني؛ وكان من أكثر الداعمين والمشجعين لها، وانتقلت بعد ذلك إلى العالمية لتغني على مسارح المكسيك ولندن وفرنسا، وافتتحت «أوبرا هاوس» في أستراليا، ومن أبرز أغانيها البدوية التي اشتهرت بها «يا هلا بالضيف» و«أسمر يا حلو» و«وش حبيبك يا غزال» و«حسنك يا زين» و«يابو العيون حلوين»، كما توجهت نحو مجال التمثيل في عام 1960 عبر فيلم «مولد الرسول»، ثم شاركت بعدها في أكثر من 15 فيلماً منها: «البدوية العاشقة» و«عروس التحدي» و«بدوية في روما» و«عروس من دمشق» و«فاتنة الصحراء».

 قوة وإرادة
عبرت سميرة عن سعادتها البالغة التي شعرت بها حينما تلقت العديد من الاتصالات من الزملاء في الوسط والمحبين، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، للاطمئنان على حالتها الصحية، ما منحها القوة والإرادة لكي تمر من هذه المحنة، لافتة إلى أن هناك الكثير من الفنانين الذين يتواصلون معها باستمرار، وعلى رأسهم ديانا حداد صديقة العمر، التي تتواصل معها بشكل دائم، موضحة أنها تربطها بها علاقة صداقة وطيدة وبعائلتها في لبنان والإمارات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©