عدد اليوم
كلنا نعرف أن قضاء وقت في الطبيعة مريح نفسياً.. لكن هل تعلم أيضاً أنه مفيد لقدراتنا العقلية كذلك؟
في دراسة إسبانية، طلب العلماء من 250 متطوعاً أن ينظروا لمجموعة صور متنوعة لمعرفة تأثيرها النفسي عليهم، وكان من بينها صور تعكس جمال الطبيعة.. وكشفت هذه الدراسة التي نشرت مؤخراً في الدورية العلمية «إنفايرومنت آند بيهافيور» فوائد متعددة لتأمل الجمال الطبيعي.. حاورنا الباحثة الرئيسية في الدراسة سيليفا كولادو Silvia Collado.. للتعرف على التفاصيل..
* ما هو الأثر النفسي للتعرض للجمال الطبيعي؟
** أظهرت دراسات مختلفة في مجال علم النفس البيئي أن التعرض للطبيعة يساعد على استعادة قدراتنا على الانتباه، وهو أمر مهم نحتاجه في مهام حياتنا اليومية «مثل التركيز في العمل أو الانخراط في الدراسة أو القيادة في شارع مزدحم أو الإصغاء لمحاضرة مهمة.. إلخ». قضاء وقت في الطبيعة يجدد هذه القدرة على التركيز والانتباه لأداء مهامنا الحياتية بكفاءة أكبر.
علاوة على ذلك، يرتبط الاتصال المباشر والبصري بالطبيعة بشكل إيجابي بزيادة السعادة «الرفاه» والمشاعر الإيجابية، فالأشخاص الذين يتعرضون للطبيعة بانتظام يبلغون عن شعورهم بالسعادة والحيوية أكثر من أولئك الذين نادراً ما يتعرضون لجمال الطبيعة.
وبالإضافة إلى تحسين قدراتنا على الانتباه وزيادة المشاعر الإيجابية، فإن قضاء الوقت في الطبيعة يزيد من الوعي البيئي. بعبارة أخرى، يُظهر الأشخاص الذين يقضون وقتاً في الطبيعة مواقف بيئية أعلى ويتصرفون بطريقة صديقة للبيئة في كثير من الأحيان أكثر من أولئك الذين يكون اتصالهم بالطبيعة أقل!
* لماذا يحدث هذا التأثير؟
** هناك نظريات مختلفة تحاول تفسير علاقة الاتصال المباشر بالطبيعة بزيادة القدرة الذهنية على الانتباه وتعزيز المشاعر الإيجابية، لكن بعبارات عامة جداً، يمكن أن يساعد الوقت الذي يقضيه الشخص في بستان أو حديقة أو غرفة بها نباتات أو النظر إلى أشجار الشوارع من النافذة على كسب مسافة نفسية تبعده من متطلبات الحياة اليومية والانخراط بدلاً من ذلك في شيء ممتع. وهذه المسافة ستفسح المجال لتعافي قدراتنا على الانتباه، حتى نتمكن من استخدامها لاحقاً عند التعامل مع المهام الجديدة المقبلة.
* ما هي نصيحتك لقرائنا لتحقيق أقصى استفادة من هذا؟
** أقترح تخصيص وقت للتواجد في الطبيعة، أو التفكير فيها كلما أمكن ذلك. قد يكون هناك جمال طبيعي تراه وأنت في طريقك للعمل، أو تذهب إليه خلال عطلة نهاية الأسبوع.. يمكن أن تكون في حديقة في مدينتك، أو في مكان تحتاج زيارته الذهاب خارج المدينة.
ويمكن أيضاً تضمين بعض العناصر الطبيعية في البيئات التي نقضي فيها وقتنا عادةً، مثل المنزل أو العمل. فقد أظهرت بعض الدراسات أن إدراج النباتات وصور الطبيعة في المكتب يزيد من الرفاهية النفسية للعاملين.
ونصيحتي للوالدين، أحضروا أطفالكم إلى الطبيعة. يتعلم الأطفال من والديهم، ويعتمد تنقلهم بشكل كبير على ما يقرره والداهم. وما نعلمه هو أن قضاء الوقت في الطبيعة مفيد للغاية للأطفال كما للكبار، من حيث صحتهم الجسدية والنفسية وزيادة وعيهم البيئي. بالنظر إلى أن معظم المدارس لا توفر اتصالاً منتظماً بالعالم الطبيعي، أعتقد أن كلاً من الآباء والأطفال سيستفيدون من قضاء بعض الوقت معاً في الطبيعة.
