عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
من بين الأفلام السينمائية المغربية الجادة والجديدة والتي أغنت، مؤخراً، المشهد السينمائي المحلي والعربي، فيلم «خريف التفاح» للمخرج المغربي محمد مفتكر، الذي راكم تجربة كبيرة في الإخراج السينمائي، ما أهّل أعماله لتصل إلى مهرجانات عربية وعالمية محترمة، وتفوز بأحسن وأرقى الجوائز، من بينها شريطه «جوق العميان»، وشريط «بيكاس» وأشرطة قصيرة أخرى.
في فيلمه الأخير «خريف التفاح» ومدته 120 دقيقة، يتناول المخرج بأسلوب شاعري، سواء في الصورة أو الديكور، موضوعاً شائكاً شغل المجتمعات الإنسانية منذ أقدم العصور وهو موضوع الخيانة الزوجية، من خلال النبش في حياة ونفسية طفل صغير، تشاء له الأقدار أن يُحرم من عطف الأمومة، فوالدته اختفت وتركته وحيداً في ظروف لا يعرف عنها شيئاً، بحكم صغر سنه، لكنه سيجد الحنان والعطف بين ذراعي جدته، وهو الدور الذي لعبته بإتقان واحترافية عالية، الممثلة المغربية الكبيرة نعيمة المشرقي، إلى جانب جده، الذي لعب دوره الممثل المغربي المعروف محمد التسولي، فيما تقمص دور والد الطفل الممثل الشاب سعد التسولي.
وتتواصل أحداث الفيلم بلغة سينمائية شاعرية يغلب عليها طابع الدراما، فيتعاطف المشاهد مع الطفل وأيضاً مع الزوجة الهاربة، في حين نجد الجد يتعاطف مع والد الطفل، لأنه ضحية خيانة زوجته التي دمرت حياته، وتستمر رحلة الدراما والغموض حين تقودنا المشاهد نحو الجد الذي غرس في حديقة البيت شجرة تفاح كبيرة تحظى بعنايته، ويداوم على الاعتناء بها، لكن هذا الجد لا يأكل من تفاح تلك الشجرة؛ لأنه يعتبرها شجرة الخطيئة الأولى في حياة البشر، وينتهي الفيلم حين يكتشف المشاهد أن أم الطفل، «الخائنة المفترضة» تسكن في بيت غير بعيد عن بيت الجد، وترى طفلها كل يوم، دون أن تشعره أنها أمه، وهو الدور الذي لعبته باقتدار، الممثلة المغربية الشابة فاطمة خير.
