الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مقرئة القرية.. ثمانينية «كفيفة» تُبصر بالقرآن

مقرئة القرية.. ثمانينية «كفيفة» تُبصر بالقرآن
26 سبتمبر 2020 00:08

أحمد القاضي وأحمد عاطف (القاهرة)

على مسافة 40 كيلو متراً شمال القاهرة، تقطن أمينة إبراهيم، المقرئة المصرية التي تبلغ من العمر 79 عاماً، عاشت حياتها مكفوفة، تقرأ القرآن في منازل قريتها، وتحلم بأن تحج بيت الله الحرام يوماً ما. يعتبرها أهل القرية مصدر البركة والخير في قريتهم، فلا يوجد منزل إلا وقرأت فيه القرآن عندما يولد طفل جديد، وعندما يفارق أحدهم الحياة، ويعتقدون أن دخولها لأي منزل هو بمثابة إنزال للبركة والسكينة والسلام على أهل هذا البيت. ولدت طفلة سليمة تماماً بعيون خضراء، يقع في غرامها كل من يراها، وتوقعت لها سيدات القرية أن تكون أول من يتزوج من بين بناتهن، وأنها لن تكمل سن العاشرة إلا وهي في كنف زوج من أغنياء القرية، لكن كان القدر يخبئ لها مصيراً مغايراً، عندما شعرت بتعب في عينيها وذهبت إلى المستشفى. وفي سن الثامنة عرفت أنها لن تبصر النور مجدداً، وأنها ستصير فتاة مكفوفة في القريب العاجل، لم تتحمل والدتها الخبر ففارقت الحياة حزناً عليها، ولكن والدها كان له رأي آخر، ذهب بها إلى كُتاب القرية لتبدأ في حفظ القرآن الكريم وهي في العاشرة من عمرها. بعد ثلاث سنوات من الحفظ والدروس الإضافية التي تبرع بها الشيخ، حفظت الفتاة القرآن الكريم بالتجويد، وتعلمت بطريقة التلقين والترديد، وبدأت في تلاوة القرآن في بيوت القرية وهي صغيرة السن، وأصبحت هذه عادتها، حتى بعد أن أتمت التاسعة والسبعين من عمرها، وحتى اليوم لا تتأخر عن طلب لقراءة القرآن الكريم. تقول: «مهما كانت حالتي الصحية، ومهما بلغني من التعب، عندما يطلبني شخص ما لقراءة القرآن في منزله، أشعر وكأني في عز الشباب، وتسرى في روحي قشعريرة الحنين إلى آيات الله، وأذهب مسرعة وأقرأ القرآن بكل سعادة وحيوية». بعد أن أدت واجبها تجاه أسرتها وقرأت القرآن في كل منازل القرية، تشعر بأن الوقت قد حان لقراءته في المكان الذي أنزل فيه، تشتاق إلى أن تطأ قدماها أرض مكة المكرمة، وتذهب إلى بيت الله لتقرأ فيه القرآن، فهذه أول وآخر أمنياتها في الحياة، وتطلب من الله أن يحققها في أقرب وقت.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©