الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

النحل.. «سر الحياة»

النحل.. «سر الحياة»
25 سبتمبر 2020 00:21

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

كشفت أبحاث أن دور النحلة بالغ الأثر على الزراعة بشكل خاص، وعلى البيئة بشكل عام ومن ثم حياة الإنسان، حيث تعد النحلة عنصر البيئة الوحيد الطبيعي الفاعل في التنوع البيولوجي، والعنصر الضروري في الإنتاج الزراعي والتوازن البيئي.   وأكد تقرير «الكوكب الحي 2020»، الذي صدر مؤخراً عن الصندوق العالمي للطبيعة، أن التدمير المتزايد للطبيعة يؤدي إلى آثار كارثية، ليس فقط على كائنات الحياة البرية، ولكن أيضاً على صحة الإنسان وجميع مظاهر الحياة البشرية.. وقد قال ألبرت إنشتاين منذ زمن: «لو أن النحلة اختفت من على الكرة الأرضية، فلن تدوم حياة الإنسان على سطحها أكثر من أربع سنوات».

نظام دقيق 
ودور النحلة بالغ الأثر على الزراعة، ومن ثم على التوازن البيئي، وهذا ما أكدته ليلى مصطفى عبداللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، وقالت: إن في الكون نظاماً دقيقاً وتوازناً مبهراً لمصلحة جميع المخلوقات، ولكل كائن حي دور في ذلك التوازن الذي ينعكس في النهاية على صحة الإنسان ورفاهيته. ولضمان استمرارية هذا التوازن، ثمة مؤشرات تساعدنا على تتبعه، ومن أهم تلك المؤشرات أعداد الكائنات الحية التي تعد أهم مقياس أو مؤشر على صحة النظام البيئي بأكمله، ولذلك يكون الانخفاض الكبير في أعداد الكائنات الحية مؤشراً على أن الطبيعة لم تعد قادرة على مسايرة احتياجاتنا وسرعة استهلاكنا لمواردها، حيث يصير معدل استهلاكنا أسرع بكثير من معدل تجديدها لتلك الموارد.

حفظ التوازن
وأضافت: «لكل كائن مهما صغر حجمه دور في الطبيعة وحفظ التوازن البيئي، وعلى سبيل المثال النحل، هي تلك المخلوقات الصغيرة في حجمها والكبيرة في الدور المهم الذي تقوم به لتأمين غذائنا، وحسب ما أعلنته الأمم المتحدة، فإن 90% من غذائنا يأتي من 100 نوع من المحاصيل، (71%) منها تعتمد على النحل في عملية التلقيح (خاصة الخضراوات والفواكه).

تعافي الأرض
ووجود النحل يسهم في تعافي الأرض والاهتمام به يزيد من فرص النجاة من المشاكل البيئية والعيش في أجواء مستدامة وسليمة، حيث أكدت ليلى عبداللطيف أن النحل له دور في حفظ التوازن واستمرارية الحياة على الكوكب، وأضافت: حسب تقرير الكوكب الحي الذي صدر عن الصندوق العالمي للطبيعة مؤخراً، فإن أعداد الكائنات الحية تتراجع بنسب 68% في أقل من نصف قرن، بسبب مظاهر الدمار البيئي كإزالة الغابات، والزراعة غير المستدامة، والاتجار غير المشروع في كائنات الحياة البرية، الأمر الذي يساهم في تفشي الفيروسات، مما يتطلب اتخاذ إجراءات عالمية فورية منسقة لوقف فقدان التنوع البيولوجي والحياة البرية في جميع أنحاء العالم. 

رسائل بيئية
وفي رسالتها للمجتمع، قالت ليلى عبداللطيف نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التحرك بشكل عاجل والعمل جنباً إلى جنب مع المنظمات والحكومات والأفراد لوقف التدهور البيئي والمساعدة في بناء مستقبل مرن لنا جميعاً، نحتاج ذلك ليس فقط لتعزيز الاقتصاد، ولكن لضمان أمن الأجيال القادمة أيضاً، رأينا خلال هذا الوباء سريع التطور، مؤشرات واضحة على التغييرات التي يمكن أن تساعدنا على البدء في استعادة بيئتنا إذا خففنا من وطأتنا عليها، ويصحب ذلك تغيير جوهري في أنماط حياتنا.

تعاون الجميع
وعن إعادة التوازن للكوكب، أشارت إلى أن التعامل مع المخاطر المترابطة المتعلقة بالطبيعة وصحتها وتوازنها، ومن أجل تأمين اقتصاد ومجتمع مرنين، يتطلب التعاون من قبل الجميع، حيث لا يمكن لمجموعة واحدة أو كيان واحد إيجاد حل لهذا التحدي الشامل بمفرده، موضحة أن جمعية الإمارات للطبيعة تعد شريكاً بارزاً ونشطاً في مهمة الإشراف البيئي في منطقتنا منذ 19 عاماً. وأضافت: نعمل على حماية الموائل الطبيعية لصالح الكائنات الحية المهددة بالانقراض، ونقدم في أبحاثنا المعلومات الضرورية اللازمة لوضع السياسات الوطنية المتعلقة بالقضايا الرئيسية، بدءاً من تحقيق أهداف الطاقة المتجددة إلى الإدارة المستدامة للأنظمة البيئية البحرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©