عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
عندما يفكر أي شخص في إنشاء حديقة لمنزله، فإنه في الغالب يذهب ذهنه إلى المناظر المبهجة والجمال والهدوء والنسمة العلیلة، إلا أن المهندس الزراعي نواف عكو في «جراسيا للزراعة»، طرح مفهوماً جديداً للحدائق لأسباب علمية وضروریة، وأطلق عليها اسم «الحدیقة الاجتماعیة»، لما تحقق من روابط أسرية وأيضاً اقتصادية وبيئية.
فضاء واسع
وقال: بعد انتشار وسائط التواصل الاجتماعي بین كل الشرائح العمریة والتعلق بها إلى حد الإدمان، أحياناً، لدى بعض الیافعین كألعاب أو كدردشة، وتحلیق كل فرد في جوه الخاص وفضائه الواسع، ما أدى إلى التباعد النفسي والمكاني وعزلة محسوسة بين أفراد الأسرة رغم تواجدهم تحت سقف واحد، ولاسيما بين الأطفال والمراهقین، لذلك كان من الضرورة الانتباه للإفرازات السلبیة لهذا الأسلوب في الحیاة ووضع حلول لهذه المشاكل، وبناء علی ذلك ارتأیت أن أقدم هذا الحل المتمثل في «الحدیقة الاجتماعیة»، إذ بالتفاهم مع الأبوین يمكن تقطيع مساحة الحدیقة المنزلیة إلى أجزاء تساوي عدد أفراد الأسرة، وبمساعدة المختصین بالزراعة، حيث تخصص لكل فرد قطعة لا تزید مساحتها عن مترين مربعين، ويصبح كل فرد من الأسرة مسؤولاً عن العنایة بهذه المساحة المخصصة له، وبتشجیع من الوالدین ومشاركتهما تتم زراعتها، بما يحبه الشخص من خضراوات وورقيات ونباتات عطرية، حسب المواسم.
شعور إيجابي
ويرى عكو، أن الحديقة يمكن غرسها بأنواع نباتات وخضار یسهل التعامل معها، مما یؤدي إلى جو من الألفة والتواصل المباشر بین أفراد الأسرة ومتانة علاقاتهم، وشغل أوقات فراغهم، وكخطوة تشجیعیة یقوم الوالد أو الوالدة بشراء إنتاج الأطفال، ولو بأسعار مرتفعة نسبیاً لتشجیعهم على المتابعة، وخلق روح التنافس والحماس بینهم، وترسیخ ثقافة جدیدة قد تؤدي مستقبلاً لدراسة الزراعة والاستثمار فیها.
وأضاف: بذلك نكون قد حققنا الهدف الأساسي من وجود الحدیقة وحققنا عوائد اقتصادیة وبيئية، وعززنا وجبات طعامنا بالخضار الصحیة والسلیمة، والأهم من ذلك نكون أيضاً حققنا التوازن النفسي والراحة الداخلیة لأفراد الأسرة باستنشاقهم الهواء النقي، بعیداً عن التكيیف، وتعرضهم لأشعة الشمس اللازمة المباشرة، لما لها من أهمية صحية.
