عدد اليوم
خولة علي (دبي)
تمتاز الطبيعة بمخزونها الوفير من كائنات الحياة الفطرية، المتفاوتة من بيئة إلى أخرى، لتجد نفسها أمام عدسات الكاميرات التي تقتنص مشاهد حية ومختلفة مما تجود به من مخلوقات، في ظل وجود المحميات الطبيعية، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، الأمر الذي جعلها في مرمى عدسات المصورين الذين ساهموا بشكل أو بآخر، في الكشف عن روائع الكائنات الحية.
والفنان الفوتوغرافي مبارك المنصوري، هو واحد من بين الشباب الذين وجدوا متعتهم في استكشاف أسرار الطبيعية البكر، والتعرف على ما فيها من كائنات، من خلال توجيه عدسته لقنص جماليات عالم الطيور بشكل خاص، نظراً لروعتها وتنوعها.
لقطات فريدة
ويلفت المنصوري، قائلاً: آلة التصوير أداة مثيرة للاهتمام، كونها تقبع في ذاكرتها الكثير من اللحظات الجميلة، التي نسترجعها بين الفينة والأخرى، فلا يمكن أن أنسى آلة التصوير الفورية التي أهداني إياها والدي، والتي كانت بمثابة أول تعرف على التصوير الفوتوغرافي، وتعلقت بها بشدة، وكان ذلك في عام 1996، وكنت شغوفاً بعالم الطيور، ومراقبة نمط حياتها وسلوكها في الطبيعة، ومن هنا بدأت في تصوير الطيور وتوثيق نقاط هجرتها وأماكن تكاثرها منذ عام 2004، أما انطلاقتي الاحترافية في التصوير، فكانت في عام 2010.
ويؤكد المنصوري، قائلاً: لا تخلو البدايات من الصعوبات، وربما مصور الحياة الفطرية، قد يواجه بعض التحديات في البحث عن الطيور، وأماكن تواجدها، وسبر أغوار المحميات الطبيعية، ولكن كلما زادت هذه العقبات، ازداد إصراري ورغبتي في التصوير والتوثيق. ويضيف أن مصور الحياة الفطرية، حتى ينجح في الحصول على لقطة فريدة، يحتاج إلى معدات تصوير خاصة مثل العدسات ذات البعد البؤري الكبير، وكاميرات سريعة في عدد إطارات التصوير، وكذلك لباس التمويه، على حسب طبيعة المكان، كما أن تصوير الطيور أو الحيوانات البرية أو البحرية، يحتاج إلى الصبر، وإلمام المصور بسلوك أي طائر يود تصويره، وأن يكون جاهزاً لالتقاط الصور في اللحظة المناسبة.
«طائر الكركي»
ويشير المنصوري، قائلاً: كونت الكثير من الصداقات مع عدد من المصورين من دول أخرى، ولم أتوقف عند تصوير البيئة المحلية فقط، وإنما اتجهت لعدد من الدول الغنية بأنواع فريدة من الطيور، فكانت لي رحلة إلى اليابان لتصوير «طائر الكركي» ذي التاج الأحمر، والذي يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض، كما كانت لي تجربة أيضاً لجزيرة تابعة لإيرلندا لتصوير طائر «المهرج الوفي» ويسمى «طائر البفن».
ومن الطيور الصحراوية التي دائما ما أبحث عنها، في البيئة المحلية، طائر «البوم» وهو يعتبر من أمهر الطيور في التخفي.
