الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عباءة نسائية شهيرة في تونس.. «السفساري» رمز الأصالة والجمال

عباءة نسائية شهيرة في تونس.. «السفساري» رمز الأصالة والجمال
20 سبتمبر 2020 00:55

ساسي جبيل (تونس)

«السّفساري»، لباس نسائي تقليدي فضفاض في تونس، يتمثل في قطعة كبيرة من القماش مصنوعة من الحرير أو القطن أو السندس وترتديه المرأة فوق ملابسها العادية بمجرد خروجها من منزلها لقضاء شأن ما في السوق أو لدى الجيران لتستر به جسمها من رأسها إلى أخمص قدميها.
و«السفساري»، هو في الأصل عباءة، أو لباس نسائي، كان يرمز إلى زينة وجمال المرأة التونسية وعفتها وحيائها، وهو من أصول أندلسية عريقة، يمتد وجوده مع قدوم اللاجئين من الجنوب الإسباني في القرن السادس عشر للميلاد إلى تونس، ليصبح من ذاك الوقت لباس الحواضر كتونس العاصمة ومدينة القيروان وأيضاً مدينة قسنطينية الجزائرية «قريبة من الحدود الغربية التونسية الجزائرية»، والتي يسمي بعض أهاليها هذا اللباس بـ«السفساري»، ويسميه البعض الآخر بـ«الحايك»، أو «الملحفة»، قبل الانتقال إلى مختلف بلدان المغرب العربي، وخاصة منها الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا.
وتوجد في تونس عديد الأنواع من «السّفساري»، الذي تختلف ألوانه وأشكاله حسب المنطقة، رغم أن اللون الأبيض، غير النّقيّ «الكرامي - القشديّ» أو القريب من الأصفر، مثل «الخردلي والليموني والكبريتي والعسلي» تبقى هي الألوان الأكثر شيوعاً.
وكان الشاعر الأندلسي «إبن الخطيب» قد تحدث على «السفساري» في كتابه الإحاطة في أخبار غرناطة، ووصفه باللباس الأبيض، الذي تغطي به المرأة نفسها آنذاك احتشاماً من الرجال الأجانب، كما ترتديه النساء أيضاً عند خروجهن من منازلهن لقضاء شؤونهن أو لزيارة الأقارب والجيران، ليقوم هذا اللباس مقام «الحجاب».
وقد أصبح هذا اللباس اليوم، أقلّ استعمالاً في تونس بسبب تخلّي الأجيال الجديدة عنه، واعتماد النساء والبنات اللباس الغربي، أما اللاّتي ينتمين إلى جيل سابق فيواظبن على استعماله.
ويقول المختص في تصميم «السفساري» محمود بن رجب: «إن صناعة العباءة التونسية أو «السفساري» أصبحت مهددة بالاندثار بعدما تخلت المرأة تدريجياً عن لباسها لصالح ملابس غربية حديثة لا تمت للتراث التونسي بصلة»، موضحاً أن «السفساري» التونسي يتطلب الكثير من الجهد لتصميمه حتى يكون ذا زينة وأناقة، كما أن ثمنه ليس باهظاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©