الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الطيور الناطقة».. تحلّق وتعود

«الطيور الناطقة».. تحلّق وتعود
29 أغسطس 2020 00:38

نسرين درزي (أبوظبي)

الطيران الحر من الهوايات التفاعلية المحببة التي يتقنها مدربون محترفون، يتبادلون الخبرات فيما بينهم، لتطوير مهاراتهم المبنية على الصبر وتحمل المسؤولية والقدرة على مواصلة التجارب. وهذا ما يبدع في استعراضه فريق الطيور الناطقة الذي أنشئ في العام 2005 على أيادي مجموعة شباب من مختلف الجنسيات والأعمار، تجمعهم هواية تربية أصناف الببغاء المعروفة بـ «المكاو» وتدريبها على الطيران الحر والعودة إلى نقطة الانطلاق بعد اجتياز 5 مستويات متنوعة، بحسب الزمان والمكان.  الهواية ترسم مشهدية مفعمة بالحراك الترفيهي، حيث يؤدي أعضاء الفريق استعراضاتهم أمام الجمهور، مختارين في كل مرة وجهة سياحية يطلقون عبرها طيورهم متعددة الألوان، ويدعونها للعودة إليهم من جديد، بهدف تعريف الكبار والصغار بهذه المهارة، وإظهار قدرات الطيور المدربة وأنشطتها.

الطيران الحر
وتلقى ممارسات الطيران الحر اهتماماً متزايداً من الشباب، ضمن الفريق الذي يروي قصصاً عن هوايته المتفردة وما تحمله من محطات طرافة وإبهار، ومساهمة في تعزيز الوجه الحضاري للدولة، حيث أطلق على نفسه «فريق الإمارات للطيور الناطقة»، وذكر عبدالقادر عثمان، وهو موظف وأب لـ 4 أبناء، أن شغفه بالطيران الحر بدأ منذ الصغر، إلا أنه بدأ يتفرغ لتربية الطيور الناطقة منذ 6 أعوام، حيث يربي 10 ببغاوات يعمل يومياً على إطعامها بنفسه، وتدريبها بشكل دوري على الطيران الآمن، مشيراً إلى أن هذه الهواية على متعتها تحتاج إلى تفرغ وسعة صدر، ولا يقدر عليها من لا يلتزم بتتبع كافة مراحلها، إذ إن التواصل مع طيور «المكاو» يتطلب تركيزاً عالياً وعلاقة ترابط، للتمكن من اتباع منهج علمي دقيق في تربيتها وتعويدها تدريجياً على التحليق والعودة. وقال: إن التدريبات لا حدود زمنية لها خلال فصل الشتاء، إلا أنه مع ارتفاع حرارة الطقس، يقتصر الأمر على الفترة الممتدة ما قبل أذان الفجر وحتى طلوع الشمس.

العودة الآمنة 
وتحدث إبراهيم المرعي عن أهمية العمل الجماعي ضمن الفريق، بحيث يتشارك الأعضاء الأبحاث المفيدة لتطوير مهاراتهم حول كيفية التعامل مع هذه المخلوقات الرقيقة وتعليمها مبادئ العودة الآمنة، بخطوات مدروسة وبالكثير من المسايرة، وأوضح أنه لشدة تعلقه بطيوره الخاصة، وجد أن التواصل مع هواة مثله، تجمعهم التطلعات نفسها، حاجة ضرورية لتفعيل الطيران الحر والتعرف إلى أفضل طرق العناية بـ «المكاو»، كنوعية طعامها والفيتامينات المغذية لها. وقال إنه تعلق بهذه الهواية منذ كان في المرحلة الابتدائية، وحرص على اقتناء النادر منها من مختلف البيئات العالمية، حيث خصص مكاناً لجمعها داخل منزله، وأوجد بيئة مساعدة لتكاثرها، واعتبر المرعي أن أجمل ما في التجربة أن يحلق 20 طائراً حراً في فعالية واحدة، وخلال الفترة الزمنية نفسها ترجع إلى صاحبها، مشيراً إلى أن الأمر لا يصل إلى هذه المرحلة إلا من خلال جهد جبار يبذله الهواة في أعمال التدريب المتواصل، متنقلين مع الطيور من موقع إلى آخر، وفقاً للتعاليم الموثقة.

الحاجة إلى العاطفة
«المكاو» تحتاج إلى الكثير من العاطفة، لأنها تخشى الوحدة والملل، وقد يصيبها الاكتئاب، والحل إما التفاعل معها بشكل مستمر، وإما اصطحاب ببغاء أو أكثر للعيش معها، ومن الضروري وضعها في أقفاص كبيرة حتى لا تضطر إلى ثني ريش ذيلها، مما يعرضه إلى الكسر، مع توفير ألعاب خشبية تشغلها، عندما تكون بمفردها.
 و«المكاو» لا تتغذى فقط على البذور، وإنما تحب الفواكه، والزهور، والأوراق، وجوز النخيل، والتين، والرحيق، وبعض أنواعها تحتاج إلى المزيد من الدهون في نظامها الغذائي، وهذه الببغاوات عادة ما تتزاوج مدى الحياة، وتتشارك الطعام مع رفاقها، وفي موسم التكاثر، تحتضن الأمهات بيضها، بينما يذهب الآباء للصيد والعودة إلى العش.

6 أجناس
تتميز «المكاو» وهي ببغاوات الإقليم المداري العملاقة، بألوانها فائقة الجمال وبمنقارها الكبير، ويبلغ طولها من الرأس إلى الذيل نحو 40 بوصة، أي ما يعادل 101 سنتيمتر.     
يتم تصنيفها إلى مجموعتين: الكبيرة، والصغيرة، وتنقسم إلى 6 أجناس و18 نوعاً، ويعود موطنها الأصلي إلى الجزء الجنوبي من أميركا الشمالية (المكسيك) وأميركا الوسطى وأميركا الجنوبية، وهي تفضل الأراضي العشبية، وتتغذى من قواقع الطين على ضفاف الأنهار في حوض الأمازون.

مرحلة مبكرة
أشار صالح المزروعي إلى أن اهتمامه بالطيور الناطقة بدأ في مرحلة مبكرة، مما جعله يحرص على نقل هوايته إلى ولديه اللذين يعاونانه يومياً في تربيتها. ولفت إلى أن التمرّس بالطيران الحر يعلم الصبر والترابط العاطفي، بحيث يصبح من البديهي إطلاق الطير وانتظاره ليعود أدراجه إلى موقعه من دون أي تأخير. وذكر أن أعضاء الفريق يحضرون دائماً لإطلاق أفكار جديدة يعملون على تنفيذها من خلال فعاليات ترفيهية، يجمعون حولها الجمهور، لتعزيز هوايتهم الشيقة وتشجيع المهتمين على رعاية الطيور الناطقة والحرص على تكاثرها وتدريبها. ولفت سالم الأصلي الذي يربي 40 طيراً من فئة «الكونيور» المخصصة للإنتاج، إلى أنه يمارس هوايته المفضلة مع ابنه عبدالله الذي كبر على تعاليم الطيران الحر، وذكر أن الفريق أخذ على عاتقه رد الجميل للدولة المعطاءة وإبراز معالمها السياحية من خلال ممارسة هذه الهواية، ولاسيما أن الطيور الناطقة المشاركة في الاستعراضات قادمة من الخارج، وتحمل ألواناً زاهية تلفت الأنظار. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©