السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ما حقيقة «التنويم المغناطيسي» ؟

ما حقيقة «التنويم المغناطيسي» ؟
28 أغسطس 2020 00:35

يقف المنوم المغناطيسي ممسكاً بالبندول، أو محركاً كفيه بحركات استعراضية وكأنه يتحكم في طاقة خفية تنبعث من عينيه الثاقبتين، فيفقد الشخص الجالس أمامه وعيه تدريجياً، ليصبح مسلوب الإرادة، ويطيع كل ما يقوله له هذا المنوم.. هل يبدو هذا المشهد مألوفاً؟

هذه الصورة الطريفة التي رسختها الأفلام والفقرات الاستعراضية، أعطت تصوراً مغلوطاً عن هذه الممارسة وتطبيقاتها وحدودها..

ليس مغناطيسياً!
تعود تسمية التنويم المغناطيسي إلى «فرانز مسمر» الذي عاش في القرن الثامن عشر، وكان يمارس هذا الأمر معتقداً أنه يتحكم فيما يسمى «المغناطيسية الحيوانية» أي الطاقة التي تسري في الكائنات الحية، ومن هنا اشتقت التسمية الشائعة.. ولا علاقة له بالنوم أيضا بل هو حالة من الاسترخاء.. مع التطور العلمي استمرت هذه الممارسة، وأصبح «العلاج بالإيحاء» هو التوصيف الأكثر دقة. 

التنويم الإيحائي
كانت هذه الطريقة شائعة في أوائل القرن الماضي بين ممارسي التحليل النفسي، حيث مارسه معالجون مثل سيجموند فرويد كوسيلة للتعرف على ما يدور في العقل الباطن.. ومثل ميلتون إريكسون لعلاج حالات بعينها.. لكن مع تراجع مدرسة التحليل النفسي وظهور وسائل علاجية جديدة أكثر فعالية وتوفيراً للوقت، تراجع استخدام العلاج الإيحائي لكنه لم يختف تماماً.. إذ لايزال بعض المعالجين يستخدمونه حتى اليوم، ومنهم الطبيب والباحث الإيطالي جوزيبي ريجالدو Giuseppe Regaldo المتخصص في دراسات العلاج بالتنويم الإيحائي، والذي أكد لنا فائدته في كثير من المجالات، مثل تخفيف الألم وتحسين الأعراض النفسية والجسدية، وتحسين التركيز والقدرة على التعلم، والتحكم في العواطف وإدارة الشعور بالقلق، وتحسين جودة النوم وزيادة الأداء الرياضي.. 

كيف يعمل التنويم الإيحائي؟
يقول ريجالدو: إذا تخيلت طعاماً تشتهيه فإن جسدك يزيد من إنتاج اللعاب، رغم عدم وجود طعام حقيقي.. في الأحوال العادية لا يستطيع المرء التحكم في الغدد اللعابية، لكنه باستخدام التخيل يستطيع.. هكذا يعمل التنويم الإيحائي.. قوة الإيحاء والتخيل تجعل الإنسان قادراً على الوصول للقدرات الكامنة بداخله.. وهو أمر يحدث عادة حسب الحاجة دون تدخل واع منا.. فحين تشعر بالخطر تجد أنك قد أصبحت أسرع من المعتاد بشكل تلقائي.. وهي قدرات يمتلكها الجسم، ولكن لا تظهر في الظروف العادية. والتنويم الإيحائي يجعلنا قادرين على استدعاء بعض هذه القدرات.

التنويم الإيحائي الذاتي
هل يمكن أن يمارس الشخص التنويم الإيحائي على نفسه؟ يؤكد ريجالدو أن الإجابة هي نعم.. «التنويم الإيحائي الذاتي» يمكّن الشخص بشكل طوعي وواع من الوصول إلى موارده النفسية، لكن ينبغي التدريب أولاً على يد متخصص.. فيمكن خلال جلسة التنويم الإيحائي، أن يتخيل الشخص ويستشعر حالة من السعادة وحسن الحال النفسي والجسدي، ويتعلم كيفية استدعاء هذه الحالة مستقبلاً في ثوانٍ قليلة عن طريق أداء إيماءة رمزية متفق عليها.. كما يمكن للشخص أن يقاوم الأرق، ويجعل نفسه ينام في المساء في ثوان معدودة.

حدود الممارسة 
رغم انجذاب الكثيرين لفكرة العلاج بالتنويم الإيحائي، إلا أنها ليست حلاً سحرياً لكل شيء..
 قد تكون فعالة لدى البعض في بداية الإقلاع عن عادة سلبية مثلاً، إلا أن استمرار تأثيرها موضع شك بين الباحثين.. كما يحذرون أيضاً من أن التنويم الإيحائي قد يؤدي لخطر زرع «ذكريات كاذبة» في الذهن.. لأن الإنسان في حالة التنويم يصبح قابلاً للإيحاء ولا يفرق بين الذكريات الحقيقية والمتخيلة.. وهو ما يعني خطورة استخدامها بهدف استرجاع الذكريات المنسية. لذلك لا ينبغي ممارستها إلا على يد متخصص يدرك حدود الفائدة المرجوة منها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©