عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
يهوى فارس الشامسي ممارسة هواية الصيد، فمنذ بزوغ الفجر يركب قاربه متجهاً إلى أبعد مسافة يحارب تيارات الهواء متشبثاً بسنارته يعدل وضعه بالجلوس مترقباً «غمز السنارة»، حيث تتنوع الأسماك، فالبرية والعومة، تتوافران في مايو ويونيو ويوليو، بينما يكثر الكنعد في شهري ديسمبر ويناير، أما سمك الحبار، فيكثر في أغسطس وسبتمبر، فيما الأنواع المتبقية تتوافر على مدار السنة.
خبرة 28 عاماً
يسترجع الشامسي بدايته مع رحلات الصيد، حيث بدأت رحلات الصيد مع عمه وهو في عمر 10 سنوات تعلم من خلالها الكثير من الخبرة والمهارة في صيد السمك وخاصة في بحر أبوظبي والغربية الذي يتميز بتنوع الأسماك فيه.
يقول «حب هذه الرحلات البحرية ولّد لديَّ عشقاً لا ينتهي منذ طفولتي حيث كنت أرسم الأسماك والبحر في صفحات كتبي وعلى هوامشها، وكبر الحلم مع تخرجي من الثانوية العامة بأن امتلكت (طراداً) لصيد السمك، وهنا بدأ الحلم يتحقق عام 2018، حيث كانت أولى رحلات الصيد بركوب الطراد الخاص بي لتكون تلك بداية الانطلاقة في عالم الصيد في مجال الحداق، واللفاح، وطريقة الشب، الريش، وهو نوع من أنواع صيد السمك ولكل طريقة ما يميزها في صيد الأسماك».
يضيف: منذ 28 عاماً في هذا المجال كل خبراتي في عالم السمك اكتسبتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و«اليوتيوب» وأحد الأصدقاء الذي علمني كل أسرار الصيد وأنواعه وكيفية الصيد واقتناص الفرص لصيد الأسماك الكبيرة التي كانت تستهويني من اللحظات الأولى أثناء رمي خيط الصيد، لتكون أول سمكة أصطادها هي سمكة «السجل» التي كانت تزن 20 كيلو.
صيد اللفاح
صيد اللفاح من أكثر الطرق التي تستهويني في صيد السمك وما يميزها، كما يقول الشامسي: أنها ممتعة للغاية، ولكنها تحتاج إلى صبر وطول بال ولياقة وتستخدم هذه الطريقة عندما تتوافر الأسماك وليس لها وقت معين وطريقتها هي رمي الخيط لأبعد مسافة ويكون الييم صناعي «الميرور» وسحب الخيط مرة أخرى ويقوم الشخص بتكرار هذا الأمر، الرمي والسحب، حتى تأتي سمكة معينة وتضرب على الخيط وأكثر ما نستخدم هذه الطريقة لصيد سمك الكنعد والهامور.
فريق الصيد
حب عالم البحر دفع الشامسي إلى تأسيس فريق للصيد، حيث يقول عن ذلك: بالفعل عام 2017، تم تشكيل فريق من 5 شباب يتمتعون بمهارة صيد الأسماك بمختلف أنواعها وخاصة كبيرة الحجم، وقد شاركنا في عدة مسابقات بحرية ومن أهم المشاركات في مسابقة بطولة دبي لصيد سمك «الكنعد والسجل»، وقد حصدنا المركز الثاني، مؤكداً: كثيراً ما تستهوينا رحلات الصيد، وخاصة أن كل الشباب يملكون الخبرة والمهارة في صيد الأسماك كبيرة الحجم، ولا نرجع من تلك الرحلة، إلا بعد أن نكون محملين بالخيرات من بحر أبوظبي، الذي تتوفر فيه كل أنواع الأسماك.
طرق الصيد
وعن الأنواع الأخرى من الصيد، تظل صيد الحظرة، مصيدة للأسماك الساحلية، يقول الشامسي: «حيث يُستخدم في بنائها جريد النخل أو القصب، ويتم بناؤها على الساحل أو الأماكن التي انحسر عنها الماء، بارتفاع حوالي 50 سم لتحجز خلفها مساحة من المنطقة الشاطئية المعرضة للمد والجزر، حيث تدخلها الأسماك أثناء حركة المد، أما بعد انحسار الماء في حالة الجزر فيقوم صاحب الحظرة بالتقاط الأسماك المتجمعة، ويشيع استخدام الحظرة في المنطقة الغربية من الدولة، إلى جانب انتشارها في معظم دول الخليج، وتمتد الحظرة لمسافة عدد من الكيلو مترات بمحاذاة الشاطئ، ويتم عبر هذه الطريقة صيد عدد كبير من الأسماك، مثل: الصافي، والسلس، والنيسر، والجد.
