عدد اليوم
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
على امتداد البصيرة نستخدم البصر، وبامتداد الأذرع نحتضن أبناءنا، بالشعور بالألم نحتسي الدواء، وبين كل ذلك يبقى الأمل في الرؤية، في الاحتضان، والشفاء.
بعين لا ترى وأخرى يأمل «م.ح» في أن يعود بصره، فيذهب لمستشفى سوهاج التعليمي في صعيد مصر، على أمل أن يتمكن من رؤية ابنه وهو يحتضنه في عيد ميلاده العاشر، لكن الأسوأ كان أكبر باكتشاف إصابته بفيروس «كورونا» المستجد خلال حجره بالمستشفى.
شهر كامل قضاه المريض داخل المستشفى، بحسب الدكتور محمد شيخون، المشرف على العملية، لـ «الاتحاد الأسبوعي»، حيث غاب عنه البصر، مصاب بفيروس «كورونا» المستجد، بالكاد تمكنا من عزله في المستشفى مع أزمة الأسرة التي تواجه جميع دول العالم، ومع ذلك كانت زوجته الممرضة بالمستشفى سبباً رئيساً في مساندته ودعمه نفسياً وطبياً، حتى تم الحصول على تصاريح عمل العملية كافة.
وأضاف أن العملية استغرقت 4 ساعات كاملة، لننجح في النهاية في إعادة الشبكية بالكامل، وأصبح يرى النور، الأمل في احتضان ابنه وهو يراه بعينه وليس بصيرته، حصل على الشفاء الذي ترجاه بعد الألم، لكن أهم ما سأل عنه هو زوجته التي استمرت في دعمه كل هذه الفترة.
وأشار شيخون إلى أن المريض كان يشكو من فقدان للرؤية بالعين اليمنى، وبعد الفحص تبين أنه يعاني من انفصال شبكي كامل مع ثقب بمقولة العين اليمنى، ولما كانت تلك الحالة من حالات الطوارئ التي لا تحتمل التأجيل تم عمل قرار طوارئ وتحضير المريض بالفحوص المختلفة اللازمة للعملية، وتم عمل عملية إزالة الجسم الزجاجي وإصلاح الانفصال الشبكي ومقولة العين، مع ليزر داخلي وحقن زيت سيليكون بقسم الرمد بالمستشفى تحت مخدر موضعي.
بعد 24 ساعة من العملية، رأى المريض زوجته من خلف زجاج، تواصل المستشفى عمل اللازم لعمليتين أخريين، لعدم عودة أي مشاكل، أصبح الرجل على بعد مسحة واحدة من التعافي من فيروس «كورونا» المستجد، وحسب مدير المستشفى، هناك 10 أيام فقط، ويمكنه العودة لمنزله مرة أخرى متعافياً من فقدان البصر وفيروس «كورونا» معاً.
