عدد اليوم
نسرين درزي (أبوظبي)
يسعى معرض 421 في أبوظبي إلى المساهمة في تعزيز وتحفيز المواهب الفنية، بهدف المساهمة في رسم المشهد الإبداعي المتنوع الآخذ في التطور داخل الدولة، من منطلق أن دعم المواهب الفنية الشابة رسالة وطنية. ومنذ انتشار وباء كورونا يواصل المعرض برامجه المبتكرة عن بعد، متيحاً المجال أمام المهتمين بالفنون من مختلف الأعمار للتفاعل الحر فيما بينهم، وعرض أعمالهم على منصة واسعة تضم الهواة والمحترفين، وتدعوهم للمزيد من الابتكار.
عن أجواء الدعم والتفاؤل الحسي الذي تبثه الفنون البصرية على أنواعها، تحدث فيصل الحسن مدير معرض 421 في أبوظبي لـ«الاتحاد»، مشيراً إلى السعي الدائم لإبراز وتنمية المواهب المحلية والإقليمية، عبر سلسلة من التكليفات غير التقليدية والمبادرات، لتحفيز الفنانين والمبدعين في الإمارات والمنطقة، وتمكينهم من مواصلة أعمالهم وترك بصمات واضحة في هذا المجال.
التفاعل الرقمي
وأوضح أن معرض 421 يعنى بالأعمال المتفردة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا وجنوبي آسيا، من خلال تعاونه مع عدد من الجهات المحلية والإقليمية والعالمية، لتوفير فرص تعليمية تفاعلية للطلبة من مختلف الأعمار، ولمحبي الفنون والفنانين المحترفين لتطوير ممارساتهم والارتقاء بقدراتهم نحو الابتكار.
وأوضح أنه خلال الظروف الاستثنائية التي فرضتها كورونا أطلق المعرض عدة مبادرات، بينها «صندوق دعم المشاريع» كجزء من البرنامج، الذي يهدف إلى التخفيف من الآثار السلبية للجائحة على جماعات الإنتاج الإبداعي، من خلال دعوة مفتوحة للفنانين التشكيليين والبصريين والقيمين الفنيين ومبدعي الأدب والمصممين والموسيقيين في المنطقة، بالإضافة إلى أجندة «الإقامة الفنية المنزلية» التي تمكن الشباب، على اختلاف هواياتهم وتخصصاتهم، من إنتاج الأعمال الإبداعية واستكشاف أشكال التفاعل الرقمية عبر تخصصات تشمل الفنون التشكيلية والبصرية، والتقييم الفني، والتصميم، والتكنولوجيا، والآداب، والموسيقا، وفنون الطهي، والمسرح والأداء الفني.
منصات إلكترونية
وذكر الحسن أنه بعد إغلاق المركز مؤقتاً في 15 مارس الماضي، تماشياً مع التوجيهات الحكومية بالالتزام في المنزل، أطلق معرض 421 باقة مبادرات عبر المنصات الإلكترونية، لاقت استقطاباً عالياً، ولا تزال قائمة حتى اليوم، وتشمل مناقشات القراءة عبر الإنترنت، والمحادثات المجتمعية، والموسم الثالث من النادي الصيفي، بما فيه ورش عمل افتراضية مصممة لمشاركة الأطفال والمراهقين، من خلال برامج خاصة تهدف إلى تعزيز المهارات الحركية الدقيقة، وإثراء الخيال وتعليم المشاركين الحرف والفنون.
وتطرق الحسن إلى أحد أهم البرامج التي يتبناها معرض 421 وتستهدف الفنانين الواعدين داخل الإمارات، وهو «منحة سلامة بنت حمدان للناشئين»، بإشراف «مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان»، بالشراكة مع كلية رود آيلاند للتصميم، والتي تستمر لفترة عام كامل، ويتم من خلالها تقديم الدعم في مجالات الفنون المرئية.
مشهديات مغايرة
منذ افتتاحه في العام 2015 يلتزم معرض 421 بتقديم وسائط التعلم في مجالات الفنون، وباقة من الفعاليات والأعمال التكليفية، بينها: معرض «التأرجح والسياقات العبثية»، ومدى انتشار مفهوم التواصل والفراق والنزعة الفردية، ومعرض «الكسّارة» عن ساحات تفكيك السفن في بنغلاديش وباكستان والهند، واستخدمت فيه الصور ومقاطع الفيديو مع العناصر الصوتية، في رؤية سريالية للأراضي البحرية المستلهمة من الموروث التاريخي المستمر على ساحل الخليج العربي.
ومن العناوين اللافتة معرض «كيف تناور»، الذي ضم أعمالاً مبتكرة لأكثر من 40 فناناً ومؤلفاً وناشراً على مستوى المنطقة والعالم، شملت مشهديات مغايرة بعيداً عن المفاهيم والتصورات النمطية، ومعرض «علامات رحّالة»، الذي تضمن 9 أعمال متنوعة لفنانين من الإمارات والسعودية ولبنان والأردن وسوريا وفلسطين، في استعرض للدور المهم الذي لعبته النصوص القديمة لصون الهوية الثقافية لحضارات منطقة الشرق الأوسط.
3 استوديوهات
تعنى المساحات الجديدة داخل المركز بتقديم تجربة أفضل للجمهور، وتوفير بيئة ملائمة تضمن التباعد الجسدي، وتعمل على تحفيز الإنتاج الإبداعي والملهم، من خلال 3 استوديوهات ومتجر عصري ومقهى وركن المكتبة.
النادي الصيفي
يشمل النادي الصيفي ورش عمل افتراضية مصممة لمشاركة الأطفال والمراهقين من المنزل، ويستهدف 3 مجموعات عمرية، وهي: 5 - 8 سنوات، و8 - 12 سنة، و13 سنة، وما فوق. ويشهد كل أسبوع برامج خاصة تهدف إلى تعزيز المهارات الحركية الدقيقة، وإثراء الخيال، وتعليم الحرف والفنون، بينها: الطهي، والخبز، وصناعة الصابون، والرسوم المتحركة، وتتخللها فقرات روائية وقصصية.
