عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
تبدو خيول حناطير مراكش حزينة ومتعبة في هذا الصيف، بسبب تداعيات جائحة «كورونا» التي أثرت على آمال أصحاب تلك «الحناطير» أو «الكوتشي»، كما يسمونه في المغرب.. وتزين تلك العربات أزقة وحدائق مراكش، المدينة التي تحتل مركزاً متقدماً بين المدن، التي تجذب السياح، بفضل ما تحظى به فنادقها ورياضاتها العتيقة، وبفضل شهرة ساحتها «ساحة جامع الفنا»، المصنفة كتراث عالمي.
حناطير مراكش، تشتهر بألوانها الزاهية، ويفضلها السائح، الذي يعشق «الكوتشي»، أو الحنطور المراكشي، وخيولها الجميلة في مكانها المعتاد الذي لا يبعد سوى أمتار من ساحة جامع الفنا، وغير بعيد عن صومعة الكتبية الشاهقة.
يقول أحد أشهر أصحاب الحناطير في مراكش، علي التباع: السائح الأوروبي يتهافت على خدماتنا، وقد اعتدنا على أن ننقل السائح الأوروبي، أو الأميركي والياباني، أو العربي، العاشق لمتعة التجول بالحنطور أو«الكوتشي» في شوارع وحارات وساحات مراكش وحدائقها، وكنا نسعد بتقديم خدماتنا، التي تساهم في تنشيط السياحة المغربية بأجر غير مكلف، ولا يرهق ميزانية السائح، فرحلة في مراكش، والتي تمتد لأكثر من ساعة، لا تكلف السائح إلا عشرة دولارات، أو أكثر بقليل، حسب عدد الأفراد وطول المسافة.
وأشار علي التباع إلى أن كورونا أثرت كثيراً على الأوضاع، في ظل قيود السفر، تماشياً مع الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس، معرباً عن أمله أن تعود الحياة، ليعود السائح يركب الحنطور المراكشي الذي أعد أساساً لخدمته، ليكتشف معالم المدينة وشوارعها ومآثرها الكثيرة.
أما صلاح الحمري، وهو صاحب حنطور معروف لدى ساكني مراكش، كواحد من أوائل من احترفوا مهنة سياقة «الكوتشي»، فيقول: متعة ركوب الحنطور في مراكش لا تضاهيها متعة أخرى، فأنت بركوبك الحنطور تستمتع بمناظر ساحرة في مدينة مراكش، وتستمتع بدقات أجراس الحنطور ودقات حوافره، كأنها سيمفونية موسيقية تثير فيك مشاعر الصفاء والفرح.
ومن أهم المناسبات التي يقبل فيها المغاربة على الاستمتاع بالحنطور، أيام العيد وفرحته، وفي مناسبات الأعراس، كما أن فصل الربيع هو الفصل الذي يُقبل فيه الناس على الحنطور واستعماله، للاستمتاع بمآثر مراكش وحدائقها الغناء.
