عدد اليوم
وائل بدران (أبوظبي)
على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كال الانتقادات للسناتور كمالا هاريس، التي اختارها المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، لتخوض معه السباق على منصب نائب الرئيس، إلا أن ترامب كان من أشد مؤيدي «هاريس»، بل وتبرع لها مرتين!
وانتقد ترامب ترشيح بايدن لهاريس قائلاً: «إنها لم تكن تحترم بايدن خلال المناظرات»، وكانت «تسيء له بشدة» خلال الانتخابات التمهيدية، مؤكداً أنه فوجئ باختيار بايدن السناتور كامالا هاريس نائبة له. وقال ترامب: «هاريس أكثر أعضاء مجلس الشيوخ وضاعة وفظاعة وعدم احترم للآخرين».
لكن على رغم من ذلك، كان ترامب يوماً ما من مؤيدي هاريس، وتبرع لحملتها الانتخابية إجمالاً بـ6 آلاف دولار عندما كانت مرشحة لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا في عامي 2011 و2013، حسبما أكدت سجلات الولاية الأميركية. وكان ترامب حينئذ مواطناً عادياً. وأصبحت هاريس، البالغة من العمر 55 عاماً، أول امرأة سوداء تخوض الانتخابات على منصب رئاسي كبير في تاريخ الولايات المتحدة، فيما يمنح بايدن شريكاً في وضع جيد يتيح له مواصلة الهجوم على ترامب. وفي ظل اضطرابات اجتماعية تشهدها البلاد منذ شهور بسبب الظلم العنصري ووحشية الشرطة ضد الأميركيين السود، واجه بايدن ضغوطاً متنامية لاختيار امرأة غير بيضاء لخوض الانتخابات نائبة له.
وهاريس، المحامية وعضو مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا، كانت سعت للترشح في انتخابات الرئاسة قبل أن تتخلى عن محاولتها وتؤيد بايدن. وعلى رغم من أن كامالا تُصنف على أنها هندية، ومن أصحاب البشرة السوداء، لكنها ترى نفسها أميركية بالدرجة الأولى. ووالدة هاريس هي شيمالا غوبالان عالمة تاميلية هندية متخصصة في سرطان الثدي، وهاجرت إلى الولايات المتحدة من مدينة «مدراس» بولاية تاميل نادو الهندية عام 1960 للحصول على درجة الدكتوراه في الغدد الصماء من جامعة كاليفورنيا. ووالدها دونالد هاريس، أستاذ في علوم الاقتصاد بجامعة ستانفورد، وهاجر من جامايكا في 1961.
واختارت والدة هاريس منح ابنتها اسماً سنسكريتياً مستمداً من الأساطير الهندية بهدف الحفاظ على هويتها الثقافية. وانفصل والداها عندما كانت هاريس في الخامسة تقريباً، فربتها والدتها، التي توفيت في 2009، مع شقيقتها مايا.
