الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كابتن فاطمة سليمان.. تحييكم من كابينة الطائرة

كابتن فاطمة سليمان.. تحييكم من كابينة الطائرة
14 أغسطس 2020 00:22

ماجدة محيي الدين (القاهرة)

بمجرد أن يذكر اسم قائد الطائرة أنه سيدة، تزداد المخاوف عند بعض الركاب من الجنسين، لعدم الاعتياد على ذلك، ولأن البعض الآخر قد لا يثق في قدرة السيدات على هذه المهام الحساسة، ولكن مؤخراً أصبح ذلك معتاداً، وأثبتت الفتيات أنهن قادرات على ذلك وبمهارة فائقة. فاطمة سليمان، كانت تنظر إلى السماء مثل كل الأطفال، ولفتت انتباهها الطائرات المحلقة، تتابعها بانبهار وإعجاب، وتردد بداخلها ولمن حولها أتمنى أن أطير معهم، ويتابع الأب والأم الأمنية البريئة، ولا أحد يمكن أن يتوقع أنها ستتحول إلى حقيقة، وتصبح فاطمة «كابتن طيار»، وتنضم لقائمة تضم عدداً محدوداً من السيدات المصريات اللاتي اقتحمن هذا المجال. كابتن فاطمة حصلت على إجازة طيار خط جوي، وفي انتظار الترقية لرتبة قائد طائرة.«الاتحاد» تلتقي بها لتتعرف على حياتها والتحديات والمواقف التي واجهتها في طريق تحقيق حلمها، وظروف الحياة بين الأرض والسماء.

تقول فاطمة: فكرة العمل كقائد طائرة ولدت في رأسي وعمري عشر سنوات، وظلت تلازمني وتكبر معي، الحلم أن أقود الطائرة، وصارحت والدي وأنا في المرحلة الثانوية بأني أرغب في الالتحاق بأكاديمية الطيران، فطلب مني دراسة الهندسة أولًا، والحصول على الشهادة الجامعية اللائقة التي طالما تمناها لي، أما والدتي، فكانت تشجعني وتقف معي وتحملت الكثير حتى أصل إلى ما تمنيته.
وتضيف: التحقت بالأكاديمية البحرية لدراسة الهندسة، ونجحت بتفوق، وبعد التخرج، لم يفارقني حلمي، وتوجهت لدراسة الطيران، وتقدمت للدراسة مع 150 شاباً، وكنت الفتاة الوحيدة بينهم، وأنهيت دراستي وتدريباتي في ستة أشهر فقط، كنت سعيدة جداً بدراسة الطيران وانتظرت اللحظة التي أطير فيها بمفردي بالطائرة، ووجدت في تلك الدراسة الشيقة، ما كنت أريده بالفعل، ولا أنسى أول مرة أقود طائرة بمفردي، وبعدها تلقيت اتصالاً من والدي الذي هنأني.
وعن أصعب المواقف والضغوط التي تعرضت لها خلال عملها، تقول: إن قائد الطائرة يخضع لاختبارات مستمرة ودورية لضمان التأكد من لياقته، ولذلك لا أعتقد أن هناك مواقف يمكن وصفها بأنها صعبة، وإنما هي دائماً تحديات ومواقف عادية تدخل في صميم وطبيعة العمل.. وبالنسبة لي لا تهمني مسافة الرحلة، وإنما أستمتع بالتحديات فبعض المناطق لها طبيعة جغرافية وتضاريس معينة تحتاج إلى طيار ماهر.
وعن شعورها بالسعادة بعد التحليق بين السماء والأرض لساعات طويلة وأثره على أسلوب حياتها، تقول: إن كل عمل له متعته وله جوانبه الأخرى، ومنها على سبيل المثال اختلاف الضغط الجوي الذي نتعرض له بحكم طبيعة المهنة، ولذلك عندما تكون لدي إجازة ليوم واحد أفضّل قضاءها في البيت ولا أذهب لأي مكان.
وحول تأثير عملها على حياتها الخاصة، وهل يتعارض مع الزواج والاستقرار الأسري تكشف كابتن فاطمة أن زواجها كان مفاجأة لها هي شخصياً، وقالت الحمد لله زوجي متفهم جداً لطبيعة عملي ويقدره، ويساعدني لأنجح، فهو أيضاً طيار يعمل بنفس المجال ويعرف طبيعة العمل وظروفه.

صعب على الفتيات
تعترف الكابتن طيار فاطمة سليمان بأن الحصول على فرصة عمل للفتيات كقائد طائرة ما زال أمراً غير سهل، وقد خضعت لتدريبات عملية على طائرة سسنا Cessna-172R من دون ركاب، وبعد 190 ساعة طيران حصلت على إجازة طيار تجاري، ثم تم تدريبي على طائرة Airbus 320. 310 متوسطة المدى تحمل من 180 إلى 200 راكب، وسجلت 1600 ساعة طيران، وبعدها حصلت على إجازة طيار خط جوي، والآن في انتظار الترقية إلى رتبة قائد طائرة. وحول الفرص المتاحة للفتيات في هذا المجال غير التقليدي تؤكد أن الكفاءة هي المعيار الأساس والإصرار يحقق للإنسان ما يريد، حيث تقدمت للعمل في عدد من شركات الطيران، وتم قبولها في الشركة التي تعمل فيها حالياً، وتعتبر نفسها محظوظة لأن الشركة تشجع الفتيات وتدعم نجاحهن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©