السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«طازوطات دكالة».. «أهرامات» المغرب

«طازوطات دكالة».. «أهرامات» المغرب
14 أغسطس 2020 00:22

محمد نجيم (الرباط)

أصبحت المعالم الأثرية، وكل ما يُصالح الإنسان مع ماضيه، من أهم الأمكنة التي تحظى باهتمام شديد من طرف السائح الباحث عن لحظة يجد فيها هذا الماضي الجميل، هذا الماضي، الذي أصبحت آثاره المُتبقية مُهددة بالانقراض والنسيان التلاشي.
ومن بين تلك المعالم الأثرية التي تثير إعجاب كل زائر لقُرى منطقة دكالة الفلاحية، والتي توجد في محور يربط بين مدينتي أسفي والجديدة، جنوب مدينة الدار البيضاء، هنا وسط تلك الحقول الشاسعة، تشدُّ نظرك ما يشبه أهرامات صغيرة، بُنيت بدقة متناهية، من الأحجار فقط، تبدو مثل مساكن «الإسكيمو» الشهيرة في المناطق الباردة المعروفة بوفرة الثلوج وتساقطها على مدار السنة.

الاسم المحلي
في منطقة «دكالة» المغربية، توجد تلك البيوت الحجرية التي تسمى محلياً «طازوطات»، وهو اسم أمازيغي، كما يقول فلاح عجوز من سكان المنطقة يدعى سي أحمد العوني، ونظراً لقدمها، فلا أحد يعرف متى بنيت تلك البيوت التي تشبه أهرامات صغيرة.
ويقول أحمد فلاحي، وهو من سكان المنطقة لـ «الاتحاد»: لا أحد هنا لديه فكرة عن تاريخ ونشأة تلك البنايات والبيوت الحجرية، وكل من عاش هنا ينظر باستغراب إلى تلك البيوت، ولا أحد يعرف متى وجدت على حقول أجدادهم، لكن ما نعرفه هو أن تلك التي تدعى محلياً «الطازوطات» ربما أقامها أقوام عاشوا في منطقتنا قبل قرون كثيرة، وهدفها الأساسي إنها تقيهم من البرد في الشتاء والحر في فصل الصيف، وهي بشكلها الدائري تبنى وِفق هندسة دقيقة وتقنية عالية تعكس مهارة وإبداع الإنسان وصراعه مع الطبيعة».

البيوت الأسطوانية
الباحث الأثري مصطفى البداري من أهل المنطقة، قال إن منطقة «دكالة» تنفرد بتلك البيوت الأسطوانية الشكل والمصنوعة بدقة عالية من الحجارة المصفوفة والمختارة بعناية كبيرة، لتكون ذلك المكان الآمن، الذي يختبئ فيه الإنسان هارباً من كل عدو قادم من القبائل الأخرى، أو من حيوان مفترس، كما تستعمل تلك البيوت الأسطوانية، والتي قيل عنها إنها بنيت في الحقبة الفينيقية أو الرومانية، كمخازن للحبوب والمحصولات الزراعية، أو مكان لحفظ لحوم الأضاحي في موسم الصيف الحار».
ويضيف: يحرص سكان منطقة «دكالة» المغربية، على حماية تلك البيوت الغريبة، التي وجدت منذ القدم على حقولهم والعناية بها، لأنها تعكس مدى عراقة تلك المنطقة الضاربة في عمق التاريخ المغربي، وتعمل هيئات وجمعيات ثقافية للمطالبة بتسجيل «طاروطات» دكالة في قائمة اليونيسكو للتراث المادي للإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©