الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

في زمن «كورونا».. تدريب منزلي لتنمية مهارات أصحاب الهمم

في زمن «كورونا».. تدريب منزلي لتنمية مهارات أصحاب الهمم
9 أغسطس 2020 02:22

أحمد السعداوي (أبوظبي)

أكد أولياء أمور أصحاب الهمم اكتساب مهارات جديدة وخبرات عملية في التعامل مع أبنائهم، تساعد بشكل واضح في مراحل التأهيل والعلاج التي يخضعون لها، بالتنسيق مع الاختصاصيين الذين أشاروا إلى أهمية هذه الخبرات المكتسبة خلال فترة الحجر المنزلي لتجنب الإصابة بـ«كوفيد- 19»، واعتبروها خطوات واسعة على درب التأهيل والعلاج الناجع خلال الفترة المقبلة.

دور كبير
تقول والدة الطفل منذر عبد الله، وهو من مصابي التوحد: إنها استفادت كثيراً من تجربتها الفترة الماضية، وقيامها بدور كبير في المتابعة والعلاج والتأهيل خلال فترات التعليم عن بُعد، والتي كانت تتم دون اتصال مباشر مع مؤسسات التدريب والعلاج، مثل ما كان الحال في السابق، وبالتالي كانت أكثر قرباً من ابنها لمعاونته على اجتياز تلك الفترة، حيث كانت تجلس بجانبه وهو يتلقى بعض هذه الدروس والتدريبات عن بُعد، فأصبحت أكثر دراية بها، وكيفية تدريب ابنها على ممارسة ما تعلمه من مهارات وأساليب يطور بها قدراته الخاصة.

مثابرة واستمرار
أما والدة الطفلة جني منصور، فأكدت أنه في ظل جائحة «كورونا» وانتقالنا للتعليم عن بُعد، تغيرت الكثير من روتينيات التعليم والحياة، وكان الوضع أصعب قليلاً مع ابنتها وغيرها من أصحاب الهمم، ولكن مع المثابرة والاستمرار وتوجيه المشرفات أثمرت جهودنا جيداً.
وتابعت: كانت فرصة لي ولها لزيادة التواصل والتقارب، وزيادة معرفتي بنقاط قوة ابنتي ونقاط ضعفها، وزاد علمي بالأسلوب الذي تفضله في الدراسة واللعب والحمد لله، أصبحت هي أكثر رغبة بالتعلم لأنها مرتبطة بي بشكل كبير، وأصبحت سعيدة لأني أشاركها كل أنشطتها ودراستها، ولا أنكر أن هذا النظام تضمن بعض الصعوبات التي أثقلت كاهل الأهالي، خاصة أن الكثير من الأمهات عاملات.

أسلوب علمي
الاختصاصية النفسية بأحد مراكز تأهيل أصحاب الهمم بأبوظبي، إيمان لطفي، أشادت بهذه التجربة التي أفادت أولياء أمور أصحاب الهمم، على اختلاف درجاتهم العلمية والثقافية، مشيرة إلى أن كلاً من أولياء الأمور والطلاب استفادوا بشكل كبير، وصارت العلاقة بينهما أقوى، والتوجيهات والمتابعة تتم بأسلوب عملي، كما تشجع أولياء الأمور على استخدام التكنولوجيا والأجهزة الحديثة أكثر من ذي قبل، ما سيترك أثراً على عمليات التعليم المستمرة التي يحتاجها أصحاب الهمم، حتى يرتقوا بمهاراتهم ويصبحوا أكثر اعتماداً على أنفسهم في مراحلهم العمرية اللاحقة، خاصة أن أولياء أمور أصحاب الهمم صاروا أكثر ألماماً بأساليب التعليم المستخدمة مع أبنائهم، فيتكامل دور أولياء الأمور مع مراكز التأهيل، وهذا بحد ذاته من أهم عوامل نجاح خطة العلاج والتأهيل.
التعليم عن بُعد خير من البعد عن التعليم، بذلك ابتدأت معلمة التربية الخاصة إباء عبد الفتاح، حديثها، خصوصاً فيما يتعلق بالمكتسبات التي تحصل عليها أولياء الأمور خلال هذه الفترة المهمة من حياة أبنائهم أصحاب الهمم، وأضافت أن للتعليم عن بعد، بالنسبة لأصحاب الهمم في زمن الـ «كورونا»، نتائج رائعة، فلو أن الأم والأخصائيين تواصلوا بشكل فعال ومتواصل، فسيكون ذلك مدعاة إلى تطور الطالب، ولن ينعكس جلوسه في المنزل على قدراته وسلوكياته بالشكل السلبي، الذي لا محالة سيحصل في حال جلوسه في حالة من الفراغ أمام الشاشات ولو قام الأخصائيون بدورهم في شرح الأهداف بالطريقة الكافية.

منحة
الاختصاصية النفسية بأحد مراكز التأهيل بأبوظبي، نهى فرج علي، ذكرت أن كل محنة يمر بها الإنسان يكون داخلها منحة عظيمة، وقال: من المحن التي مررنا بها الأشهر الأخيرة، هي جائحة الـ «كورونا»، «كوفيد- 19»، وتبين لنا الجانب الإيجابي أنه أعطى فرصة لكل أم لتتعرف على قدرات ابنها من ذوي الهمم، من خلال تنفيذها لأهداف خطة «التعليم عن بُعد»، حيث كانت هناك بعض أمهات ترى أن ابنها قدراته منخفضة، لا يستطيع تحقيق الأهداف، وأمهات أخريات يرين أنهن لا يستطعن تدريب الابن لأنه يدخل في نوبات غضب معهن، وأخرى ترى أن الاختصاصية فقط تستطيع تدريبه، وأم ترى أن ابنها قدراته عالية وليس من الضروري استمرارية التدريب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©