الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تضبط «بوصلتك الداخلية» ؟

كيف تضبط «بوصلتك الداخلية» ؟
7 أغسطس 2020 01:18

كثيراً ما نسمع عن أهمية أن تكون نفسك، وأن تمسك بزمام حياتك.. وليس هذا كلاماً أدبياً يقصد به التحفيز والتشجيع، بل  هو نتائج دراسات علمية حديثة نشرت في الدورية العلمية (بيرسوناليتي آند إندفيديوال ديفرنسز)، وتناولت أهمية (البوصلة الداخلية) للإنسان... تواصلنا الباحثة بنينيت روسو نيتزر Pninit Russo-Netzer، الباحثة الرئيسية في الدراسة.. لمعرفة تفاصيل هذا الموضوع…

ما المقصود بالبوصلة الداخلية؟
هي إحساسك بالتوجيه الداخلي، طموحاتك، وأهدافك، وقيمك، واهتماماتك ذات الأهمية بالنسبة لك. هذه الأشياء ترشدك وتوجه حياتك، وتساعدك في اتخاذ قراراتك، بناء على دافع داخلي. وامتلاك بوصلة داخلية واضحة، يشمل إحساسك بكل ما تقدره وتريده وتحتاجه، وينعكس هذا على تصرفاتك. ويمكن اعتبار ذلك عنصر قوة محتملاً، يساعد الناس في مواجهة تحديات الحياة وصعوباتها، مثل خوض مرحلة المراهقة والبلوغ.. فوجود بوصلة داخلية أصيلة ومتماسكة، نابعة من الفرد، تساعده في اختيار طريقه بنفسه، ويضع خططه، ويتخذ قراراته التي تتوافق مع احتياجاته وقيمه الذاتية، بدلاً من الرضوخ للضغوط الاجتماعية وتركها تتولى قيادة حياته، دون رغبة حقيقة منه.. فيجد أنه لا يعيش حياته، بل حياة شخص آخر!

ألا يمكن أن يكتسب الشخص بوصلته من المجتمع فقط؟
يجب أن تتمتع البوصلة «بالأصالة»؛ أي أن تعبر عما في داخل الفرد نفسه. فطبقاً لنظرية تقرير المصير، من الضروري أن يتمتع الإنسان بقدر من الاستقلالية وحرية اتخاذ القرار، لأن هذا احتياج نفسي أساسي.. يعزز شعور الإنسان بوجود قيم نابعة من ذاته، تصيغ طموحاته وأهدافه الشخصية، وهي الأمور التي تلعب دور البوصلة التي توجه حياة الإنسان، وتعطيه الحماس والمثابرة بداخلي شخصي قوي، على عكس من يكتفي بمجاراة من حوله فقط.

ما هي الفوائد النفسية لوجود بوصلة داخلية نابعة من الفرد؟
هذا مهم للصحة النفسية… إذ يساعد في زيادة تقدير الإنسان لنفسه، وتحقيق الذات، وحُسن الحال وترسيخ معنى الحياة.. بالإضافة لذلك، فإنه قد يقلل فرص الاكتئاب والاضطرابات السلوكية والعاطفية، ويساعد الشخص في مقاومة الضغوط الاجتماعية (كأصدقاء السوء).. ففي دراستنا وجدنا أن هذا يجعل الإنسان يولي أهمية للأشياء ذات المعنى، التي تجعل حياته أفضل ككل، وهو ما يزيد من فرص السعادة في الحياة..

بماذا تنصحين لضبط البوصلة الداخلية؟
هناك عدد من الأمور التي يمكن القيام بها.. منها: 

1- لضبط البوصلة الداخلية، ينبغي ملاحظة المعنى الكامن وراء كل لحظة نعيشها، فهذا هو جوهر الحياة. المفتاح الرئيسي لذلك هو تنمية الوعي بالذات، أن تفهم نفسك، وأن تكون باحثاً عن المعنى في كل تجاربك وذكرياتك وخياراتك، وأن تصيغ معنى يجعل قصة حياتك أكثر اتساقاً، يخلق آمالك وشغفك وأحلامك.
 اسأل نفسك عن الأشياء التي تسير على ما يرام في حياتك، كي تحافظ عليها وتنميها.. تخيل نفسك في المستقبل وأنت في أفضل حال ممكن، واكتب ما تتصوره بالتفصيل، لأن هذا يعطي وضوحاً لقيمنا وتصورنا عن المستقبل، وشعوراً بوجود اتجاه نسير فيه..
اسأل نفسك دائماً: «لماذا» تقوم بأي فعل أو تراودك أي رغبة؟ لأن هذا يزيد فهمك لنفسك، ويعطيك الحيوية والحماس. يمكننا استخدام هذه المشاعر، كمؤشر داخلي، لمعايرة البوصلة الداخلية.

2- لضبط البوصلة الداخلية، هناك ثلاثة مسارات يمكن للأشخاص اتباعها لغرس المعنى في حياتهم: المسار التجريبي، والمسار الإبداعي، والمسار الفكري. 
المسار التجريبي: هو المعنى المستمد من «هدايا» الحياة، مثل الحب والعلاقات والفن والطبيعة والموسيقا، والتي تنطوي على التذوق، والانخراط في الجمال، والامتنان. 
المسار الإبداعي: على تحديد بصمة الفرد الفريدة ومساهمته في العالم من خلال العمل، أو الإبداع، أو عمل الخير. 
المسار السلوكي: الموقف الذي يتخذه المرء تجاه النكسات الحتمية، المحن في الحياة، المواقف التي لا يمكن تغييرها، أو المعاناة التي لا مفر منها.

3- لضبط البوصلة الداخلية، علينا إدارة أولوياتنا.. الإنسان العادي يقضي ما يقرب من 79 عاماً أو 28835 يوماً على الأرض. لذا، فإن السؤال هو: هل نقضي أيامنا بالطريقة التي نريد أن نقضي بها حياتنا؟ 
هل تستثمر مواردك الأكثر قيمة ووقتك وطاقتك في الأشياء التي تضفي معنى على حياتك؟ 
هل أيام حياتك التي تمضي، متماشية مع أولوياتك؟
ما مدى توافق روتينك اليومي مع قيمك الشخصية؟ 
كيف قضيت آخر 24 ساعة؟ آخر أسبوع؟ آخر عام؟
وبالنسبة للمراهقين على وجه التحديد -تتابع الباحثة- تسلط دراستنا الضوء على الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الآباء والمعلمون من خلال تشجيع اتخاذ القرارات باستقلالية، كجزء من تطوير شخصية المراهقين، كي يحظوا بصحة نفسية أفضل في المستقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©