عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
يسكن التراث في وجدان الباحثة فاطمة بلغيث من جامعة سوسة التونسية وتبحث في مجاله، وألفت كتاباً عن فخار مدينة سجنان التونسية الذي صنف منذ سنتين كتراث عالمي ضمن «اليونيسكو»، حيث قالت: إن الفخار ميّز المرأة السجنانية عن غيرها من الحرفيات بمجال صناعة الفخار في تونس، وهذه الركيزة العلمية، هي من بين المواد التي تعتمدها اتّفاقية منظمة اليونيسكو لتصنيف التراث الّلا مادي في القائمة العالمية الإنسانية.
ورداً على سؤال: كيف يمكن استغلال الطين مادّة صناعيّة؟، تقول: «يجب أن يتحوّل الطين المحلّي لأيّ منطقة عربية إلى مادّة تصنيعيّة، بتوظيفه لصالح التنمية من خلال الصناعات الثقافية بين الدول العربية، فالطين يمكنه أن يكون مصطلح للصناعة الثقافية في عصر التكنولوجيا، كما يمكنه أن يكون منتجاً للثقافة وفق اقتصاديات السوق المفتوح، لنصنع من الطين هوية مشتركة للإنسان بخلق مشاريع تجارة وترويج للثقافي.
وعن أهمية هذا القطاع في الوطن العربي في ظل الحداثة التي أتت على الكثير من المقومات، قالت: يجب أن نتفق أوّلاً أنّنا انتقلنا من الحديث عن مصطلح «التراث اللامادي» إلى مصطلح «التراث الثقافي اللامادي»، إضافة كلمة الثقافي دليل على تغير وجهات نظر عديدة عبر التاريخ ووجود معوقات ضمن القطاع نفسه، وكأننا هنا صرنا بحاجة لمصطلح جديد يناسب المرحلة التاريخية، ومن أهم معوقات هذا القطاع في العالم العربي كونه قطاع يحاول أن يكون ويتواجد في زمن السيادة الحضارية، ولا بد للعالم العربي أن يكثّف الاهتمام بتراثه اللامادي عبر تفعيله في المحافل الدولية سويّة، حتى يتحوّل هذا التراث الثقافي إلى مادّة تواصليّة، تثاقفيّة، أو إلى سياسة دولية لتمتين وتمكين العلاقات بين الأجيال.
وأشارت إلى ضرورة وجود اقتراحات بديلة تكمّل فعل البحث العلمي والتوثيق وجرد التراث اللامادّي في كلّ العوالم العربية، موضحة أن تسجيل أيّ تراث في القائمة العالمية لليونيسكو أو عدم تسجيله هو موضوع يرتهن دائماً لحسن تداوليّة هذا التراث، أي سبل تداوله من جيل إلى جيل، ودعت الباحث والمختص في مجال التراث اللا مادّي إلى حصر العناصر الثقافية المشتركة بين دول العالم العربي واستكشاف آليات دمجه في مختلف نواحي الحياة المعاصرة بمفاتيح ومادّة تكنولوجية مواكبة لهذا الزمن.
