السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بين الذرة والمجرة

بين الذرة والمجرة
3 أغسطس 2020 01:37

حين راهن والدنا الراحل الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، على أبنائه، كان يعلم تماماً، غفر الله له، أن الرهان سيكسب، وأن مقولته الذهبية «الرجال هي اللي تصنع المصانع، والرجال هي اللي تصنع سعادتها، والرجال هي اللي تصنع حاضرها ومستقبلها» كانت استشرافاً للمستقبل، ورؤية استراتيجية عميقة، رغم أن الاستشراف والاستراتيجية لم يكونا متداولين بكثرةٍ بعدُ، كمصطلحين للتطوير والبناء والتخطيط المستقبلي، مثلما هما اليوم أساس العمل ومحرك رئيس في كل المؤسسات على مستوى العالم.
هذا يعني أن زايد الخير كان سابقاً لعصره برؤيته الثاقبة تلك، فقد عمل على بناء الكفاءات من الرجال، والنساء كذلك، ليقوموا اليوم بترجمة القول إلى الفعل والعمل الجاد، والتخطيط السليم لبناء المصانع التي منها انطلقوا نحو الفضاء والعالمية، إن الإمارات تقف شامخة على الأرض لتحقق القفزة النوعية نحو الفضاء والذرة والمستقبل، وتلوّن السماء بإنجازات غير مسبوقة، لتصنع للعرب والمسلمين تاريخاً جديداً جديراً بالفخر والاعتزاز.
إن الإعلان عن الإنجاز التاريخي غير المسبوق عربياً، والذي تمثل في نجاح الدولة في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، في محطات براكة للطاقة النووية بأبوظبي، والذي يأتي بعد إطلاق مسبار الأمل نحو المريخ، يؤكد صحة وصواب رؤية القيادة الرشيدة، حفظها الله، التي لم يُعطلها الانشغال بوباء كوفيد - 19 عن مواصلة المسيرة، حيث إن لكل مهمة في الدولة أبطالاً يقفون في الخطوط الأولى، كلّ بحسب مسؤولياته وتخصصاته، يمارسون شغفهم بالعمل والتميز، ويقدمون النجاحات تلو النجاحات، بفضل الله تعالى، ومن ثم فكر وتخطيط وتطلعات القيادة، حفظها الله، لتحقيق هذه الإنجازات التي تشرئب لها أعناق كل أبناء الوطن والمقيمين على أرضه.
وبين الذرة والمجرة، تقف الإمارات شامخة، لا يوقف طموح قيادتها وأبنائها عقبات أو تحديات، فمن استطاع أن يشطر الذرة، يمكنه بطموحه العالي استكشاف المجرة وتحقيق المعجزات، إن أبناء الوطن المخلصين الذين يجدون الشكر والتقدير، والشجاعة والتشجيع من قيادتهم الرشيدة، قادرون على تجاوز المستحيلات، لأنهم يؤمنون بقيمة الرقم واحد، هذا الرقم الذي صعُب على الكسر عند الكثيرين، عدا الإمارات.
هذا الوطن يكبر بعمل وإيمان قيادته، وجهود أبنائه البررة الذين بارك الله في عملهم ووفقهم، ليصبحوا اليوم مضرب المثل في تحقيق التطلعات وتحويلها إلى واقع ملموس ينال إعجاب العالم فيُصفق للإمارات، ويبارك إنجازاتها التاريخية، وبين الذرة والمجرة، هناك وطن يعشق النجوم، وينظم القصائد لتصبح قلائد تُعلّق على بوابة التاريخ، هذه هي الإمارات، هذا هو وطن الحب والتعايش والسلام، وهذه هي َدار زايد الخير والبركة والعطاء. وعَمار يا بلادي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©