الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تصبح صبوراً؟

كيف تصبح صبوراً؟
31 يوليو 2020 00:06

أي نجاح حقيقي في الحياة يتطلب جَلَداً ومثابرة.. كالمذاكرة لسنوات طويلة، أو التركيز في مشروع حتى يؤتي ثماره، أو الالتزام بنظام غذائي للحصول على جسد مثالي.. فكيف نستطيع الصبر على كل هذا؟

في واحدة من أشهر التجارب النفسية (التي سميت دراسة المارشميلو) وضع الباحث قطعة من الحلوى أمام طفل وطلب منه ألا يأكلها، ووعده أنه سيحضر له قطعتين بدلاً منها لو فعل ذلك، ثم قام وترك الطفل وحيداً في الحجرة أمام الحلوى. فهل يستطيع الصبر؟ هل يتخلى عن المكافأة الفورية مقابل مكافأة مستقبلية أكبر؟ 
وجد الباحثون في هذه الدراسة الكلاسيكية أن الأطفال الذين استطاعوا الصبر على الحلوى، أصبحوا أكثر نجاحاً في حياتهم حين كبروا، لأن هذه القدرة على التحكم الذاتي من المهارات الضرورية لتحقيق أي إنجاز. 
الصبر هو التحكم الذاتي.. القدرة على احتمال الصعوبات في سبيل الحصول على مكافأة أكبر، وهو مهارة يمكن غرسها في الأطفال أو اكتسابها بالتدريب حين نكبر، بعدد من التدريبات النفسية، منها: 

تأجيل المكافآت
في حياتك اليومية، درب نفسك على تأجيل الأشياء التي تحبها لوقت لاحق، مهما كانت أشياء بسيطة.. مثل تأخير تناول الحلوى بعد الطعام لعدة ساعات.. وزيادة الصعوبة بالتدريج إلى حين الوصول لسياقات حياتية أكثر أهمية مثل تأجيل اللعب لما بعد المذاكرة أو تأجيل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي لما بعد الانتهاء من العمل، وهكذا.. ففي ذلك تدريب للنفس على الانضباط عموماً واعتياده.  

تدريب عضلة الصبر
التدريب على الالتزام بهذه المهام الصغيرة يقوي التحكم الذاتي، فقد وجدت دراسات الباحث إريك باومايستر أن إلزام الإنسان نفسه بعادات مهما كانت صغيرة، يساعده في تدريب نفسه على الالتزام في أمور أكبر.. لكنه حذر مما أسماه «استنزاف الأنا» أي الإفراط في ممارسة الصبر إلى درجة الإنهاك، إذ يمكن للصبر أن ينفد بالممارسة الشديدة لهذا السلوك.. ولذلك ينبغي تدريب عضلة الصبر دون إصابتها بالإنهاك، بالحرص على راحتها وتعويضها.. وعدم ممارسة الصبر في كل مجالات الحياة في الوقت نفسه.. إذا أردت الصبر في العمل -مثلاً- فعليك إراحة هذه العضلة الذهنية بعد العمل بالحصول على شيء تحبه كتعويض.. مع إلزام نفسك بعادات صغيرة غير مرهقة كي تعتاد الانضباط الذاتي عموماً. 

تغيير بؤرة التركيز
يسهل التحلي بالصبر حين يُمنّي الإنسان نفسه بمكافأة ستتحقق نتيجة صبره، لكن لو ظل يفكر في هذه المكافأة دون صرفها عن مخيلته، فإن هذا قد يشتته عن مهامه الحالية.. مثل الشخص الذي يقوم بحمية غذائية، لكنه لا يفكر إلا في الطعام اللذيذ فيسيل لعابه.. من المفيد للتحلي بالصبر، أن يصرف المرء ذهنه عن الفكرة غير المرغوبة ويركز في اللحظة الراهنة. وهو ما يسمى بالحضور الذهني.. أن يتعلم الانسان عيش اللحظة الراهنة وصب جل تركيزه فيها ولا يحيد عنها.. إذا دهمتك الفكرة المرفوضة، غيّر بؤرة تركيزك وانتبه لما حولك هنا والآن.. استمتع باللحظة وركز في إيقاع تنفسك.. إذا هاجمتك الرغبة شتت نفسك وراقب ما يحيط بك وانتبه لتفاصيله الدقيقة، ما تسمعه أو تراه أو تشمه أو تحس به من درجة حرارة أو ملمس الكرسي الذي تجلس عليه ..إلخ.
هذه التقنية تساعد على صرف الذهن عن المغريات غير الموجودة أغلب الوقت إلا في مخيلتنا!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©