الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الخروفة».. دراما شعبية

«الخروفة».. دراما شعبية
25 يوليو 2020 00:09

هناء الحمادي (أبوظبي)

«يدوه قولي لنا خروفة».. بصوت هادئ ونظراتها التي تراقب كم عدد الأطفال الذين وقفوا أمامها ليسمعوا الخروفة قبل النوم، تقول: «كان يا مكان في قديم الزمان»، وبتلقائية وبارتجال شديد الحبكة والقافية والوزن، تبدأ في سرد «الخروفة» التي لا تخلو من الغناء الخافت: «خريريفة مجيريفة، سبع قطيوات معلقات في التنور، والتنور يبغي حطب، والحطب في السمرة، والسمرة تبغي جدوم، والجدوم عند الحداد، والحداد يبغي فلوس، والفلوس عند العروس.

«الخراريف» عالم من الحكاية الشعبية أبدعت فيها الجدات، وأثرين خيال الأطفال بحكايات وأساطير شكلت عقولهم ومخيلتهم لترسم مستقبلهم، حفظوها لكثرة ترددها وذكرها عبر سردها، تتنوع في مضامينها بين الدينية، والحكم، والواقعية، الخيالية. وعادة لا تتجاوز رواية الخروفة 10 دقائق في اليوم الواحد.
الخراريف ومفردها «خروفة»، أصلها في اللغة كلمة خرافة، أو الحكايات الشعبية، هي قصص خيالية، كانت الجدات يروينها في الماضي للأطفال، وكانت غالباً ما تدور عن شخصيات أسطورية وفي عوالم يمتزج فيها الواقع مع الخيال.
لم يقتصر دور «الخراريف» قديماً على تسلية الأطفال، أو حثهم على النوم المبكر فقط، ولكنها كانت وسيلة للتعليم والتثقيف في زمن لم تكن فيه مدارس أو وسائل حديثة للترفيه وكسب المعرفة مثل الراديو والتلفزيون، كانت تقدم للأطفال معلومات عن العالم والناس والعادات والتقاليد التي تختلف من منطقة لأخرى، والتعرف إلى السلوك الإنساني في المواقف المختلفة، وكيف يمكن أن يكون الإنسان واسع الحيلة، ويتصف بالحكمة والشجاعة في الوقت نفسه.
كان للرواية والتي غالباً ما تكون الجدة التي تسرد الخرافية تتوقف فجأة في وسط الحكاية لتسأل الأطفال عن كيف يمكن أن يتصرف البطل في الموقف الذي يتعرض له، تنمي لديهم القدرة على اتخاذ القرار، وتتأكد من جدية متابعتهم لما ترويه، كذلك كانت تحرص على أن تتوقف عند نقطة معينة تتسم فيها الأحداث بالإثارة، لتخبرهم أن عليهم الانصراف للنوم، على أن تكمل لهم الحكاية في اليوم التالي، وهو ما يدفع الأطفال إلى التفكير في كيفية سير الأحداث في الجزء المتبقي من الحكاية ووضع سيناريوهات لها.
كثيراً ما ترتبط الخروفة بالبيئة الجغرافية، فاتسمت حكايا تمثل الصحراء ومناخها وشكل الحياة فيها، وكانت تدور حول موضوعات الكرم، والفروسية، أما حكايات أهل القرى، فكانت تتناول أحوال الناس البسطاء ومعاناتهم من أجل الحصول على قوتهم، وكذلك الكرم والمروءة، وأهل المدن حول التجّار ومغامراتهم ومغامرات أبنائهم.
من أجمل الخراريف التي ما زالت عالقة في أذهان «الطيبين» في تلك الفترة، خروفة «أم الدويس»، وهي شخصية خرافية، كانوا يذكرون صفاتها المرعبة لتخويف الأطفال بها كي يناموا، وإلا فإنها سوف تحملهم وتلقيهم في البحر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©