الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحمد المنصوري يعزف على أوتار المـوروث

أحمد المنصوري يعزف على أوتار المـوروث
19 يوليو 2020 01:16

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

نشأ الموسيقي وعازف العود الإماراتي أحمد المنصوري، منذ طفولته، على حب الموسيقى التي يعشقها؛ لذا دفعه الشغف لتعلم العزف على آلة البيانو في الثالثة عشرة من عمره، ولأنه يتمتع بموهبة كبيرة، فكان حين يسمع الأغاني لعمالقة الفن والموسيقى المحليين، ومنهم علي بن روغه وميحد حمد وغيرهما، يقوم بعزف ألحانها على الفور، وبدأ الحلم يكبر لدى المنصوري، حتى وصل إلى «بيت العود العربي» وتخرج فيه عام 2017 بدرجة امتياز.
تعلم المنصوري أساسيات المدرسة العراقية على يد الموسيقي والعازف نصير شمة، والمدرسة المصرية على يد الدكتور الموسيقي أحمد عبد الستار، والمدرسة التركية على يد الموسيقي خالد محمد علي، وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية داخل الدولة ممثلاً للفن الشعبي المحلي، خصوصاً أنه شغوف بالأغاني التراثية، حيث يسعى من خلال الموسيقى التي يقدمها وتخصص فيها، إلى نشر التراث الشعبي في كل أنحاء العالم، والمحافظة على هذا الفن من الاندثار.
أكد المنصوري أن حلمه في عالم الموسيقى لم يتوقف على العزف فقط، بل امتد طموحه إلى الدخول في مجال البحث العلمي في التراث الشعبي الإماراتي، ليحول هذا الحلم إلى معرفة وعلم وثقافة، ليكون أكثر عمقاً وخبرة في هذا المجال، وقال: خلال فترة البقاء في المنزل بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، اقتربت أكثر من الموسيقى، بحيث تغيرت وتوسعت نظرتي، كعازف، من أجل تطوير موسيقى الفن الشعبي الإماراتي؛ إذ قمت بعمل دراسة بحثية مطولة في موسيقى التراث الإماراتي، حيث لا توجد أي دراسة سابقة تتعلق بهذا الجانب، وهذه تعد أول دراسة بحثية في التراث الإماراتي، هذه الدراسة وضعت الأساس لتأسيس المدرسة الموسيقية الإماراتية، ودونت فيها أسلوب استخدام الريشة الإماراتية بالشكل الأكاديمي، إضافة إلى البناء اللحني والإيقاعي المميز، واعتمدت هذه الدراسة على شخصيات من التراث الإماراتي أمثال، علي بن روغه وجابر جاسم وميحد حمد، خصوصاً أن المكتبات تفتقر إلى هذه النوعية من الأبحاث، وهذه تُعد أول دراسة من هذا النوع تم إنجازها على يد عازف عاشق للتراث الإماراتي وفنونه، بهدف الحفاظ على إرث الفنون الخليجية، ولتكون مرجعاً لجميع الموسيقيين في كافة أنحاء الوطن العربي، بما فيها المؤسسات التعليمية والفنية بدولة الإمارات.

تقنيات حديثة
وتابع المنصوري: فيما يخص التقنيات التي قمت بإضافتها في العزف، فقد تعلمت تقنيات تخص دول جنوب شرق آسيا، ومن بينها كوريا والصين، وطورت هذه التقنيات باستخدام ريشة العود، وأعمل على توظيف تقنيات عالية المستوى في الموسيقى الغربية للعمالقة من أمثال «باخ» و«موزارت» و«باقانيني»، كما درست تقنيات الموسيقى، علمياً ونظرياً، لأرتقي بالعزف على آلة العود، وتوظيف هذه التقنيات للارتقاء بموسيقى التراث، حيث أضفت أسلوب «الترل» أو «النقر» باليد اليسرى على الوتر بسرعة، لتكون مطابقة لسرعة الإيقاع، لتعطي جمالية رائعة لفن التراث الإماراتي أثناء العزف.

موسيقى وعلاج
أوضح المنصوري، أنه شارك في العديد من الحفلات الموسيقية داخل دولة الإمارات، وأهمها حفلات «بيت العود العربي»، والحفلات التابعة لدائرة الثقافة والسياحة في المجمع الثقافي، كما قدم حفلاً أقيم في حلبة ياس ضمن فعاليات الفورمولا - 1، كما تطوع بالمشاركة في العزف بمستشفيات الدولة، كأحد أساليب ما يعرف بالمعالجة بالموسيقى. وأكد أن الموسيقى لها تأثير كبير في تحسين الحالة النفسية؛ لأنها في الأساس علاج نفسي، وفي ظل أزمة «كوفيد - 19»، شهدنا حفلات موسيقية تقام «عن بُعد»، عبر منصات المواقع الرقمية والتواصل الاجتماعي، التي نفذها نخبة من موسيقيي الوطن العربي والعالم، ونالت إقبالاً كبيراً من الناس، كما حفزت البعض على تعلم الموسيقى بشكل كبير وملحوظ، وهذا مؤشر على أهمية الموسيقى في حياتنا اليومية، ومدى تأثيرها وقت الأزمات.

دعم المواهب
ولفت المنصوري إلى أنه يطمح لتعلم المزيد، ولديه شغف كبير نحو تأسيس مدرسة موسيقية إماراتية، تكون بمثابة أكاديمية لتعليم الأجيال الأنواع المختلفة من الموسيقى والعزف على آلة العود تحديداً، مع آلات أخرى متعددة، وقال: لن أكتفي بهذا فقط، بل سأعمل جاهداً على تطوير الموسيقى الإماراتية، وتوظيف جميع مهاراتي لتحقيق هذا الهدف، خصوصاً أنه في رحلتي البحثية اكتشفت أشياء كثيرة في التراث، أتمنى تطبيقها على أرض الواقع، متمنياً أن تكون هناك مؤسسة ثقافية مدعومة من الجهات المعنية بالفن والثقافة، لتحتضن المواهب، وتوفر بيئة ملائمة للإبداع الموسيقي للفنان الإماراتي.

«مسبار الأمل»
قال عازف العود الإماراتي أحمد المنصوري، إن تخرجه في «بيت العود العربي» بدرجة امتياز، منحه دَفعة معنوية قوية لتقديم المتميز في عالم الموسيقى، حيث لحن وألّف مقطوعات موسيقية جديدة، كان آخرها مقطوعة باسم «مسبار الأمل»، والتي سيطلقها قريباً، تزامناً مع الإنجاز التاريخي للإمارات في غزو «الكوكب الأحمر»، كما أسس مؤخراً فرقة موسيقية باسم «ذكرياتي»، سيكشف عنها تفاصيلها قريباً.

موسيقى غربية وشرقية
لم يكتفِ أحمد المنصوري بعزف المؤلفات الشعبية فقط، بل طور من نفسه، حيث عزف المؤلفات الغربية الكلاسيكية بآلة العود، وعن ذلك قال: تميزت من خلال العزف على العود، ونجحت في دمج موسيقى غربية مع آلة شرقية، ورغم صعوبة إتقان ودمج هذه النوعية من الموسيقى، فإنني احترفتها وتلقيت العديد من ردود الأفعال الإيجابية عليها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©