الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الحكواتي».. من «كان يا ما كان» إلى «النت»

«الحكواتي».. من «كان يا ما كان» إلى «النت»
18 يوليو 2020 00:16

أحمد القاضي (القاهرة)

في بدايات القرن التاسع عشر ظهرت مهنة الحكواتي للمرة الأولى، وانتشرت في مصر وبلاد الشام والمغرب، وطوال عقود، ظل الحكواتية يجولون البلدان العربية، يقصدون المقاهي الشهيرة والميادين العامة، ويرفعون أصواتهم ليجتمع المارة حولهم، وتبدأ رحلة سفر إلى أرض الخيال، قبل أن تختفي المهنة تدريجياً في العقود الأخيرة، حتى باتت جزءاً من التراث العربي.
لكن شغف بعض الشباب العربي بالحكايات، قادهم إلى محاولة إعادة إحيائها وتطويرها بما يتلاءم مع تكنولوجيا العصر الحديث، من بين هؤلاء الحكواتية المعاصرين الشاب المصري هيثم السيد، الذي نشأ على صوت والدته منذ الصغر تروي له قصصاً من ابتكارها، فرغم كونها غير متعلمة، فإنها برعت في تأليف حكايات قبل النوم، وإخبار صغيرها بها كل ليلة، حتى يحظى بنوم هادئ، ويذهب بخياله إلى أراضي الأحلام، واستمرت هذه الحكايات حتى شب الصغير وأصبح مدرساً بإحدى المدارس المصرية.
اعتاد الشاب - الذي يعمل مدرساً - أن يخصص وقتاً من حصته المدرسية ليقصّ على تلاميذه حكاية جديدة، ربما تكون من تأليفه الخاص، أو يأتي بها من أحد كتب الحكايات العربية أو الأجنبية، فكانت حصته، هي المفضلة لدى الطلاب، فاستمتعوا بكل موقف وكل قصة، وتأصلت في نفوسهم القصص التراثية، وتبادلوها مع أسرهم.
بدأ هيثم يشعر بفيض من الحكايات التي تحتاج إلى جمهور أكبر من طلاب فصله الدراسي، ومنذ 5 سنوات حصل على سيارة بها الكثير من مؤلفات القصص والروايات، وبدأ يسافر عبر المحافظات المصرية ليلتقي أطفال القرى البعيدة، يجمعهم حول سيارته الصغيرة، ليحكي لهم القصص، ويحاول أن تكون متنوعة، وألا تكون قديمة عتيقة التراث، وإنما يكسوها بحلة معاصرة؛ حتى تجذب الصغار، ولا ينصرفون سريعاً.
ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أضاف بعداً جديداً للحكواتي، فأصبح من السهل نشر الحكايات دون مجهود كبير من الراوي، عكس ما كان يحدث قديماً، حيث اعتمد الراوي على شخصيته وموهبته في تأليف قصة تبدو وكأنها فيلم سينمائي، حيث يعرّف شخصيات قصته، ويتحرك بسلاسة بين الأحداث، حتى يصل إلى ذروتها، فتزداد الحماسة، ويطالب الجمهور بنهاية مشوقة، ودائماً ما كانت الحكايات ترسخ مفاهيم الفضيلة، والمروءة والشجاعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©