الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

القراصنة.. والأخبار الخادعة

القراصنة.. والأخبار الخادعة
18 يوليو 2020 00:14

عرض: كريس بوهجاليان

في سرد «دانيال ديفو» عام 1665 عن سنوات الطاعون، لاحظ أن «المزاج الغريب لسكان لندن في ذلك الوقت ساهم كثيرا في تدميرهم». لقد شهدنا في ربيعنا الوبائي لعام 2020 شيئاً مشابهاً، يطلق عليه الإنترنت، والطريقة التي يتشبث بها الكثير من الناس بالأخبار الكاذبة –العلاجات واللقاحات ومعدلات الوفيات –مثل المتشبث بجزء طافٍ من حطام سفينة.

في فيلم الإثارة الجديد «ذا بالادين»، يستكشف «ديفيد ايجناتيوس»، جزئياً، الهرمجدون (أو نهاية العالم) التي يمكن أن تحدث عبر هذا النوع من الصوت والغضب عبر الإنترنت. تخيل مجموعة من قراصنة الإنترنت ومصممي البرامج الأذكياء يصنعون أخباراً ومقاطع فيديو زائفة تبدو حقيقية لدرجة أنها بمجرد نشرها على الإنترنت، فإنها تحطم الأسواق وتسقط حكومات.
حسناً، ليس من الصعب تخيل ذلك. فهذا يحدث حالياً. وهذا هو لب رواية «إيجناتيوس»، كاتب العمود بصحيفة «واشنطن بوست»، الذي يجلب مهاراته الهائلة كصحفي إلى روايته، ويبحث الفكرة ويثري حبكته الدرامية مع أحدث مهارات التجسس والأعمال السرية لوكالة الاستخبارات المركزية.
«ذا بالادين» هي قصة «مايكل ديون»، 40 عاماً، عميل وكالة الاستخبارات المحطم الذي، عندما تبدأ الرواية، كان خرج لتوه من السجن بعدى أن أمضى عقوبة بالحبس لمدة عام. وجريمته هي انتهاك «الحقوق الدستورية للآخرين من خلال إدارة عملية استخباراتية ضد صحفيين أميركيين». وفي الواقع، قام رؤساؤه في الوكالة بإلقائه تحت حافلة: لقد كان، حرفياً، يتبع أوامرهم بالتسلل والتجسس على مجموعة حرية التعبير التي تطلق على نفسها اسم الإمبراطورية الساقطة وتعمل خارج أوربينو، إيطاليا. والصحفي الأميركي، في نظره، هو شاب فوضوي «ومن أشد المعجبين بسنودن» يدعى «جيسون هاو»، والذي يشعر بالفزع الشديد من فساد الديمقراطيات الغربية لدرجة أنه يريد إسقاط النظام بأكمله (ومن هنا جاء اسم الإمبراطورية الساقطة). ويفسر جزء من فريق «ديون» طريقة عمل المجموعة، وهي مخيفة بقدر ما هي مألوفة: «وهي جعل الناس يغضبون من بعضهم البعض. فهم يبدأون بأشياء حقيقية وبعد ذلك يتحولون إلى أشياء زائفة. على سبيل المثال: الشركات تدمر البيئة.. يجب على السود قتل البيض العنصريين. كل هذا يثير الغضب».
وتنتهي العملية عندما يقع «ديون»، الذي تزوج وأنجب طفلة والطفل الثاني في الطريق، في فخ امرأة جميلة، يجذبه جمالها إلى نادٍ ويتم تصويره معها بطريقة مخزية بشكل مذهل. ويبدو أن الإمبراطورية الساقطة قد اكتشفت أن «ديون» هو عميل وكالة الاستخبارات الأميركية، وليس زميلاً من القراصنة، وكشفت حقيقته. فقد تم إرسال الصور إلى زوجته، الأمر الذي دمرها. وبعد ذلك جلبته وكالة الاستخبارات إلى المنزل وقالت إنه خالف الأوامر ولم يكن، في الواقع، ينفذ مهمة بناء على طلب رئيسه.
والآن، بعد أن خرج من السجن وابتعد عن زوجته وابنته، يريد«ديون» الانتقام. إنه يعلم أنه أساء الحكم وارتكب أمراً معيباً عندما سمح لرغبته بالتفوق على الحس السليم، لكن «جيسون هاو» وفريقه دمروا حياته. تدعي المجموعة أنها آسفة لما حدث له، وتتضمن اللفافة بعض المعلومات قد تساعد على العثور على «هاو»، الذي اختفى بينما كان «ديون» في السجن. ولكن ما أن بدأ كمحاولة لإيجاد ومواجهة «هاو» تحول إلى شيء أكبر وأكثر إزعاجا: خطة لاستخدام الأخبار الكاذبة لخلق فوضى اقتصادية عالمية على نطاق قد يبدو مألوفاً في الوقت الحالي. تذكرنا رواية «إيجناتيوس» المثيرة أننا قد أنشأنا عالما حيث الحقائق لها «بدائل» ولا يمكن الوثوق «بالأخبار» على الشبكات الاجتماعية. إنه إصدار مثير، يحمل أيضا قصة مثيرة للخوف تبين الطريقة التي يمكن بها تسليح الإنترنت.

كتاب: «ذا بالادين»
تأليف:  ديفيد إيجناتيوس
مؤلف 21 كتاباً حصلت على لقب الأكثر مبيعاً، أحدث رواياته «اللوتس الحمراء»

*ينشر بترتب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©