الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«مسبار الأمل».. من قصص الأولين إلى ريادة المريخ

«مسبار الأمل».. من قصص الأولين إلى ريادة المريخ
16 يوليو 2020 00:13

نسرين درزي (أبوظبي) 

تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة زمن استكشاف الفضاء الخارجي، بإرسال أول مسبار عربي وإسلامي «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ، ليصل إليه بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام الاتحاد، هذا الحدث التاريخي تسجل من خلاله الدولة، قيادة وشعباً، بصمة عالمية في خدمة البشرية، ليترك أثراً دامغاً في نفوس كل من عاش على هذه الأرض، وعايش زمن الأولين، وما تكبده الأجداد من متاعب، للوصول عبر الإصرار والتصميم إلى قمم النجاح، وتصدر سلم الريادة بحجم الإنجازات على الأرض وباتجاه الفضاء. كبار السن في الإمارات كيف عبّروا عن فخرهم بتحقيق حلم الوصول إلى المريخ؟  وكيف ينظرون إلى مستقبل الجيل الجديد في ظل ما حققته الدولة من مكانة عالمية؟

حلم يتحقق
عن الإنجاز الخارق بإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ، تحدث المستشار التراثي في إدارة الأنشطة التابعة لنادي تراث الإمارات، حثبور الرميثي، واصفاً إياه بحلم يتحقق، وأضاف: أشعر بالفخر لما آلت إليه دولتنا الحبيبة من تطور ملموس في مختلف الميادين العمرانية والتعليمية والثقافية والصحية وصولاً إلى المريخ، وتوجه للشباب قائلاً: إلى الأمام، وهذا درس بأن تتعلموا كيف تبنى الأوطان ويرفع اسمها عالياً. 
وعاد حثبور الرميثي بذاكرته عشرات السنين إلى الوراء، عندما كان طفلاً صغيراً وعاش في بيئة صحراوية، بعيداً عن أوجه العمران والحداثة، أيام ركوب الجمال ورحلات الصيد بالصقور والغوص للبحث عن اللؤلؤ، واعتبر أن شباب اليوم محظوظون، لكونهم كبروا في ظروف معيشية متطورة، تملك كل مواصفات الرفاهية، بعكس ما نشأ عليه الأولون، وعليهم أن يستفيدوا من الإمكانيات الكبيرة التي توفرها الدولة لهم، ليخوضوا أكثر في مجالات العلوم، ويحافظوا على ما وصلت إليه الإمارات من مكانة عظيمة، واسترجع علاقته بالبحر عندما كان في التاسعة من عمره، وخاض غمار الموج مع والده، واكتسب خبرة في الصيد.

إنجاز تاريخي
وعلّق النوخذة علي محمد العلي على إطلاق «مسبار الأمل» بعبارات مؤثرة، واصفاً طبيعة الحياة على أرض الإمارات قديماً وحديثاً، وقال: ما وصلت إليه الإمارات لم تتمكن من تحقيقه دول أخرى، و«الشمس لا يغطيها الغربال»، فنحن عشنا أياماً صعبة للغاية، تعبنا في البحر والبر والصحراء والبادية، والكلمات لا تكفي للتعبير عن حجم الذهول بالإنجازات التي حققتها الدولة في فترات قياسية، تمكنت خلالها من الوصول إلى المريخ، وتصدر الرقم 1 في كل شيء. 
واعتبر العلي، أن مستقبل الإمارات سيكون مضيئاً في ظل القيادة الرشيدة، التي لم تبخل على شعبها في تسهيل كل سبل الارتقاء بالعلوم والتطور لاجتياز الصعوبات والاحتفال دائماً بالنجاح، متذكراً الحياة قديماً على ظهر «المحمل»، كما كان يطلق على سفينة الصيد، وكان النوخذة المسؤول عن تطبيق قوانين الإبحار، يعاونه «المقدمي» و«السكوتي» و«الغيص»، يرافقهم في رحلتهم «التباب» أي صغار السن ليتعلموا أسرار البحر. 
وأراد العلي، في هذه الرواية الإضاءة على أهمية أن يكون جيل الشباب جاهزاً اليوم للاستفادة من علوم الحياة والإنجاز التاريخي بالوصول إلى المريخ، بهدف إكمال المسيرة بنجاح وتألق، واستطرد قائلاً: الإمارات اجتازت الكثير من التحديات، وأرى أن الغد سيكون أكثر إشراقاً بالجهود الحثيثة التي تبذل بما يفوق الخيال، ويكفي أن يعرف أبناؤنا كيف تعبنا ليصلوا إلى ما هم عليه اليوم من تطور، حتى يقدروا معنى الإرادة الصلبة، ويفخروا بوصول الدولة إلى المريخ، فنحن كنا نغوص ونمسك بحبل «الايدة»، ونضع «الفطام» على الأنف وصولاً إلى قاع البحر، حيث تبدأ مهمة الترقب والجر والسحب، وهو عمل شاق ومحفوف بالمخاطر.
 واعتبر د. أحمد خوري، المهندس والخبير في الشؤون التراثية، أن «مسبار الأمل» لم يأت من فراغ، وإنما حصيلة عقود من الجهود والإنجازات التي سهرت على تنفيذها دولة الإمارات، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وحتى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله».  وعاد خوري بالذاكرة إلى أكثر من 53 عاماً، مع بداياته في الإصرار على التحصيل العلمي استجابة لنصيحة الوالد المؤسس، وكان لا يزال طالباً في التدريب المهني، واستطرد أنه عندما سافر إلى بريطانيا لاستكمال دراسته الجامعية مع قيام الاتحاد، كان زملاؤه الأجانب لا يعرفون شيئاً عن دولة الإمارات، وكانوا يسألون عن موقعها على الخريطة. 
وذكر خوري، أن ما حققته الإمارات من خلال إطلاق «مسبار الأمل» أمر لم يكن متوقعاً على الإطلاق بالنسبة لجيله، إذ إنه لم يحلم يوماً بأن المستحيل قد يتحقق، وهو اليوم فخور بهذه البصمة التاريخية، التي يدعو الشباب إلى تعزيزها ومتابعة خطواتها المشرقة، لتطوير المزيد من الابتكارات، وصولاً إلى الرؤية المستدامة التي تطمح إليها الدولة لخدمة كوكب الأرض.

«الرقم 1»
وتحدثت الوالدة آمنة محمد الرميثي، الباحثة في التراث، عن المكانة العظيمة التي حافظت عليها الإمارات على مدى العقود الأخيرة، قائلة: نعم سوف نصل إلى المريخ، وليس بجديد على دولتنا تحقيق التميز في كل شيء، نحن أبناء زايد الذي زرع فينا قهر التحديات، ولم تتأخر علينا الدولة يوماً في الدعم، وتوفير كل سبل العيش الكريم لتحقيق الأهداف السامية بالوصول إلى أفضل المراتب. 
واعتبرت أنه لولا التأكيد على العلم والتطور لما تمكنت الدولة من إطلاق «مسبار الأمل»، ولا بد أن يستمر جيل الشباب في طلب المزيد من التخصصات الحديثة في مجال الفضاء والتكنولوجيا حتى نثبت للعالم أننا دائماً الرقم 1، وأضافت: نحن سافرنا إلى أهم عواصم العالم، ولم نجد أجمل من الإمارات في خيرها وكرمها وحسن تعاملها، فنحن فعلاً أسعد شعب. 
وختمت كلامها بدعوة الشباب إلى التفاؤل بمستقبل مبهر، مشيرةً إلى أنها تترقب مسيرة «مسبار الأمل» منذ بداية الحديث عنه، وتحتفل اليوم بالإنجاز الذي حققته الدولة، ورفعت به اسم الإمارات عالياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©