الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

اختيار الكلية.. «القرار الصعب»

اختيار الكلية.. «القرار الصعب»
15 يوليو 2020 01:52

أحمد السعداوي (أبوظبي)

طب، هندسة، قانون، إدارة أعمال، وغيرها من الكليات تمثل مسارات مختلفة للتعليم الجامعي، يقف خريج الثانوية العامة أمامها ليختار ما يناسبه منها، استعداداً لهذه المحطة الفارقة في حياته العلمية والمؤهلة للحياة العملية فيما بعد، غير أن اختيار التخصص الجامعي يرتبط بالعديد من المؤثرات، وأهمها القدرات الذاتية للطالب وميوله العلمية، وكذلك رغبة أولياء الأمور، مع عدم إغفال دور المدرسة، كعامل مساعد، في تهيئة الطالب لاختيار تخصصه العلمي والقضاء على الحيرة التي يعيشها الطلاب وأولياء الأمور، وبالتالي تفتح للأجيال الجديدة آفاق النجاح والمشاركة في مسيرة التنمية والعمران التي تعيشها دولة الإمارات.

حلم الهندسة
قال الطالب محمد سليمان الفزاري، الحاصل على مجموع 90 في المائة، إنه منذ سنوات بعيدة يراوده حلم العمل مهندس طيران، وهذا لا يتحقق إلا بدخوله كلية الهندسة التي سيعمل على الالتحاق بها العام المقبل، ليقترب من تحقيق حلمه خلال سنوات عدة يقضيها بكل همة وعزيمة، حتى يكون متفوقاً في دراسته، وينهي المرحلة الجامعية بأعلى الدرجات العلمية، مبيناً أن قرار اختياره دراسة الهندسة نابع من رغبته وبتشجيع الأهل الذين يدعمون تحقيق هذا الحلم دوماً، عبر التشجيع الدائم له، حيث يقولون له إنك ستكون من المهندسين الناجحين والمرموقين في مجال عملهم، وكان لهذا التشجيع المستمر أثره في تزويده بالطاقة الإيجابية.

قرار مؤجل
وأوضح جمال يوسف عدان، الحاصل على مجموع 83 في المائة من ثانوية الخالدية في دبا الحصن بالشارقة، أن قرار الالتحاق بالجامعة مؤجل الآن، مشيراً إلى أن الوالدين يريدان منه استكمال الدراسة الجامعية وخدمة الوطن عن طريق المساهمة في الحياة المدنية، وهو ما سيقرره تماماً عقب تأدية الخدمة الوطنية، حيث سيكون أخذ وقتاً كافياً لاتخاذ القرار الذي تتوقف عليه باقي مراحل حياته، ولذلك اعتبر يوسف أن التروي في اتخاذ قرار التخصص الجامعي يحتاج إلى أن يعرف كل طالب ميوله الشخصية، وفي الوقت ذاته، يستمع إلى رأي الوالدين ليكتسب من خبرتهما ورؤيتهما البعيدة للأمور، حتى تكون الرؤية كاملة أمامه قبل اتخاذ أي قرار.

مهنة إنسانية
حلا حسان السبع، الحاصلة على معدل 99.2 في المائة، أكدت أن ميولها منذ البداية هي نحو المواد العلمية، وقد شجعها أساتذتها في المدرسة ووالدها الطبيب على التقدم في هذه المواد، لافتة إلى أنها قامت بالاطلاع والتعرف إلى كل الاختصاصات والسؤال عنها بعمق، حتى اختارت لنفسها كلية الطب، لأنها مهنة إنسانية وفيها الكثير من الأبواب التي يمكن التطور فيها، كما أنها مهنة إنسانية بامتياز، وأكثر ما شجعها على ذلك والدها الطبيب الذي رأت مدى حبه لمهنته وإنسانيته تجاه عمله ومرضاه.
بدوره، الدكتور حسان السبع، والد الطالبة حلا، أوضح أنه كان مشجعاً لابنته على حب العلم بكل اختصاصاته، مع مراقبته ميولها وحبها لبعض المواد وتشجيعها في التعمق في الفروع التي تحبها، مبيناً أن دوره يتمثل في أن يشرح لها الظروف المستقبلية لكل اختصاص وفوائده وسلبياته، مع تشجيع ميولها العلمية، حتى ولو كانت ضمن اختصاص قد لا يرغبه، كونه يؤمن بأن النجاح يمكن تحقيقه في أي اختصاص، بشرط أن يكون الإنسان محباً لما يدرس أو يعمل.

رغبة وهدف
أما يارا محمود مرسي، التي تفوقت في الشهادة الثانوية بمعدل 98.9 في المائة، فأكدت أن هذه التجربة من أهم التجارب التي مرت بها، وما تعلمته منها يفيدها كثيراً في كل جوانب حياتها، ولم يكن الأمر مجرد تفوق في سنة دراسية. وقالت: «خلال سنوات الدراسة في المرحلة الثانوية، تكوَّنت لدي رغبة وهدف أكيد بأن أدرس إدارة الأعمال في الجامعة، وأتخصص في التسويق، وقد ساهمت في رسم هذا الهدف أمور أخرى كثيرة خارج نطاق الدراسة، منها التأثر بقصص نجاح بعض المتميزين في هذا المجال، التي تنشرها الصحف وتعرضها برامج التليفزيون وبعض أفلام السينما من وقت لآخر، إضافة إلى حبي الشديد لمادة علم النفس التي درستها في المدرسة وخاصة الجانب السلوكي، الذي يمكن أن يلعب التسويق من خلاله دوراً في ترويج المنتجات والأفكار وتسويقها للناس، اعتماداً على إثارة اهتمامهم بها، وكذلك حبي لفنون الإعلان والعلاقات العامة، ورسالتي لكل من سيلتحق بالثانوية العامة هي التوكل على الله والثقة بتوفيقه، وبذل المجهود المنظم في المذاكرة».

حرية الاختيار
محمود مرسي، ولي أمر الطالبة يارا، قال من جهته: «بالنسبة لتجربتي كأب، عودت ابنتي يارا وشقيقتها الأصغر نورا منذ طفولتهما على الاختيار، بدءاً من اختيار اللعبة واختيار الأصدقاء وحتى اختيار المدرسة والنشاط المدرسي، على أن أتابع كل هذا بإشراف أبوي لا يؤثر على تربية الاستقلال وتطويره لدى كل منهما. وعندما أطلعتني يارا على رغبتها في التخصص بدراسة التسويق لم أجب بـ«نعم» أو «لا»، بل تركت لها المجال، لأن تستكشف الكثير من المجالات ولا تلتزم باختيار واحد، لأن الحياة مليئة بالمفاجآت المثيرة. وفي الوقت نفسه، لم أعترض اختيارها، بل شاركتها في تطويره. 

مميزات وعيوب
لجين أمين رشيد، التي حصلت على أعلى معدل في امتحانات البكالوريا الدولية، (35 نقطة)، قالت إنها اختارت المواد الدراسية التي تميل إليها، ما كان سبباً رئيساً في تفوقها ونجاحها، رغم المشكلات الصحية التي عانتها العام الدراسي المنقضي، وحتى تحافظ على هذا النجاح، قررت الالتحاق بإحدى الكليات التي تدرس هذه المواد، وتحاول أن تجد ما تستمتع به عند دراسته، حتى تتفوق فيه؛ ولذلك ستناقش مع والديها اختياراتها والتعرف على المميزات والعيوب لهذا الاختيار، قبل اتخاذ القرار المناسب.

ميول الطالب
سحر هشام جبر، والدة الطالبة لجين أمين، شددت على أن لا يكون للأهل أي تدخل مباشر في تقرير ما يدرسه الطالب في المرحلة الجامعية، ولكن يتعيّـن أن يكون رأياً توجيهياً مبنياً على حقائق عما لوحظ من ميول الطالب خلال رحلته المدرسية منذ أن بدأها.
وقالت، لا يجب على الابن أو الابنة أن يكون نسخة أخرى من الوالدين، ربما يكونون أكثر طموحاً ورغبةً في النجاح، فلابد أن يكون الوالد عاملاً مساعداً للابن، ومن المهم مناقشة الابن بهدوء، ومن دون فرض رأي من أي من الجانبين، لأن التخصص أولاً وأخيراً سيدرسه الطالب، وإذا لم يكن مقتنعاً بما يدرس، فلن ينجح أبداً، وهي فرصة للوالدين لتعليم أبنائهما كيف يأخذون القرارات المصيرية في حياتهم.

مناقشة الأبناء طريق للاختيار السليم
عن طريقة الاختيار الصحيحة للتخصص الجامعي المناسب لكل طالب، يقول سعيد الطنيجي، مرشد أكاديمي في مدرسة الخالدية للتعليم الأساسي والثانوي بدبا الحصن، إن المدرسة تقوم بدور محوري في تحضير الطالب للدخول إلى المرحلة الجامعية، خاصة فيما يتعلق بالزيارات التي تقوم بها المؤسسات الجامعية للتعريف بتخصصاتها لطلاب الثانوية العامة، كما أن أولياء الأمور لهم تأثيرهم أيضاً في اختيار تخصصات تتناسب مع رغبة الوالدين، فيما يترك البعض الآخر حرية القرار للأبناء، وهو ما يجب مراعاته تماماً، حتى يستطيع الابن تكملة مسيرته الجامعية بحب ونجاح، وأفضل طريق في هذا الإطار، الدخول في مناقشات مطولة مع الابن عما يريد أن يكونه في المستقبل، وهل إمكانياته وقدراته تساعده على تحقيق هذا الطموح؟ والاستماع إلى الأبناء جيداً خلال هذه المناقشات، ونبتعد تماماً عن إجبار الطلاب على الالتحاق بكليات لا يرغبونها، لأنها ستكون تجربة فاشلة. ولفت عدنان إلى الدور الحيوي للمرشد الأكاديمي في المؤسسات التعليمية، ليكون حلقة وصل بين الطلاب وأولياء الأمور، ومعرفة احتياجات سوق العمل، حتى لا يكون هناك ضبابية أمام الطلاب، حين يأتي وقت اختيار الكلية التي يرغبون في مواصلة دراستهم الجامعية بها، ربما يكون الطالب لديه رغبة دراسية معينة ولا يجد وظيفة مناسبة لاحقاً، وهو ما يجب تجنبه من البداية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©