الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحمد البدواوي.. «طالع النخل»

أحمد البدواوي.. «طالع النخل»
10 يوليو 2020 00:47

خولة علي (دبي)

اعتاد الصبي أحمد سعيد البدواوي أن يرافق جده إلى المزرعة كل صباح في موسم القيظ، حينما تثمر الأشجار، حيث يشارك في حصد المحاصيل، وتعلّم مهارة تسلق النخل وخرف رطبها المتدلية من الشماريخ، كعناقيد ذهبية لامعة في حتا بدبي.
 كان الأمر في البداية مهمة شاقة عليه، إلا أن الممارسة، والرغبة في السير على نهج جده وملازمته له، ولّدت فيه الثقة والقدرة على قراءة تفاصيل هذه المزرعة، التي شيدت بسواعد الأوّلين، ومنحتهم بعد جهد ومشقة، الكثيرَ من الخيرات.

أحمد البدواوي الذي ترتسم الابتسامة على وجهه، حينما يرى حصيلة ما خرفه من الرطب.. عبر عن سعادته، وبهجته، وهو يستخدم الحابول، (حبل يلف ظهر الخارف والنخلة)، حاملاً بين يديه المخرافة، (سلة من خوص النخل لوضع الرطب بداخلها)، مشيراً إلى حبه وتعلقه بالمزرعة ومتابعة شؤونها مع جده، ورعايته لزراعاته الصغيرة داخلها، خاصة في أيام في القيظ، والتي يتحدث عنها بفخر لأصدقائه، حيث تنتج الرطب والهمبا والزيتون «الجوافة»، والحمضيات.
تجربة أحمد في تسلق النخل وخرفه، جعلته أكثر قرباً في ملامسة حرفة الأجداد، وإدراك قيمتها ومكانتها، كموروث مهم لا بد من حفظه، فمن خلال تعاليم جده للوقوف على أعمال المزرعة، صار أكثر يقيناً بأهمية رعاية هذه الأرض المعطاءة، وأن كل معلومة يتلقاها، حصيلة يسجلها في ذاكرته، وعليه ممارسة الحرفة وقطف ثمار القيظ.

  • عملية تسلق النخلة وخرف الرطب تحتاج إلى سواعد قوية، وهي مهارة أجادها كثيرون من أبناء الإمارات في الماضي (تصوير يوسف العدان)
    عملية تسلق النخلة وخرف الرطب تحتاج إلى سواعد قوية، وهي مهارة أجادها كثيرون من أبناء الإمارات في الماضي (تصوير يوسف العدان)

 وعن حفيده، قال الجد أحمد البدواوي: «أحمد متفوق في دراسته بالصف الرابع وتعلم أن النخلة لا تنحني لأحد، لكنها ترحب بمن يتسلقها ليعانق ثرياتها، ويحصد ثمارها.. هكذا أثر التراث الإماراتي الأصيل في وجدان أحمد الذي لم يتجاوز الـ 10 سنوات، حيث تربى في (كنف جده)، وأصبح يتعلم من والده كل شيء عن الزراعة والحصاد، ومهارات تسلق النخل وخرف الرطب، عندما تتدلى من شماريخها كأنها عناقيد من لآلئ».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©