الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

موظفون يودعون العمل الافتراضي بثقة وتفاؤل

عودة الموظفين للعمل ترافقها مسؤولية والتزام
4 يوليو 2020 00:25

أشرف جمعة (أبوظبي)

في هذه الأيام يستعيد الكثير من الموظفين ذاكرة العودة للعمل، بعد أن أمضوا وقتاً طويلاً يختبرون أنفسهم تحت مظلة العمل عن بُعد، نتيجة الأوضاع التي ألزمت الجميع البقاء في المنازل للحد من انتشار «كوفيدـ 19» ولكن في هذه الأثناء تشرق حياة أخرى بين جنبات المكاتب بعد أن عاود العديد من الموظفين مهامهم داخل أروقة العمل، وهو ما يضعهم أمام تحديات جديدة من أجل الحفاظ على أنفسهم باتخاذ التدابير الوقائية، التي تكفل لهم العمل في بيئة آمنة، ومن ثم اتخاذ كافة الاحتياطات التي تضمن سلامتهم داخل العمل المكتبي أو في مضمار العمل الميداني، وهو ما يؤكد أن التحديات الجديدة هي جسر العبور إلى الحياة الطبيعية التي يمارس فيها الموظف دوره على أكمل وجه، في بيئة استطاعت أن توفر كل السبل من أجل صحة وسلامة الأفراد في كل مكان.

يقول الخبير الدولي في الإدارة والتخطيط د. طلال الجنيبي، إن عودة الموظفين لأروقة العمل أمر مبشر، حيث يسهم في استعادة الموظف لثقته ومهام عمله، وهو ما يجعل كل واحد في بيئات العمل المختلفة أمام مسؤولية اجتماعية كبيرة من أجل الحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين، في ظل انتشار وباء كورونا المستجد، موضحاً أن كل موظف أمام تحديات كبيرة حتى تكون العودة إلى العمل آمنة، وتضمن لكل موظف أن يتفاعل مع حياته الوظيفية بسلاسة وبشكل إيجابي، مشيراً إلى أن اشتراطات السلامة التي وفرتها المؤسسات لها دور كبير في تسيير حركة العمل داخل المكاتب بالشركات والمؤسسات، ولكن تبقى هناك مسؤولية فردية على كل موظف من خلال إدراكه لطبيعة الحياة في إطارها الجديد والثقافة التي خلفها «كوفيد ـ 19»، في محيط الحياة العامة، وأن من أهم هذه التحديات أن يكون على وعي ودراية بمخاطر المرحلة، ومن ثم العمل على وقاية نفسه من خلال محيطه الفردي ثم محيطه الجماعي. 

تحديات جديدة
ولا يخفي أيمن المزني (موظف)، أن الحياة الوظيفية في إطارها المعتاد لها شكل آخر عن طبيعتها عن بُعد، وهو ما يجعل كل موظف عائد من الحجر المنزلي يشعر بالسعادة الحقيقية، لكونه عاد إلى بيئته الطبيعية التي يمارس من خلالها دوره المسؤول في إنجاز المهام والتفاعل بشكل حي مع تجاربه السابقة، في ميدان العمل الوظيفي غير الافتراضي، مشيراً إلى أنه يحاول أن يطبق الإجراءات الموصى بها من أجل الحفاظ على نفسه كون المسؤولية الآن أصبحت فردية ولكنها لا تنفصل عن المسؤولية الجماعية، وهو ما يضعه أمام تحديات جديدة تكمن في الحفاظ على سلامته أثناء التعامل المباشر مع بيئة العمل، ومن ثم الحفاظ على المجتمع من خلال اتباع السلوكيات الصحيحة التي تسهم في الحد من انتشار الفيروس بعد العودة للمكاتب، مؤكداً أن فرحة جميع العائدين للعمل كبيرة في ظل هذه الظروف المبشرة.

تحقيق الأهداف
ويورد فريد نايل (موظف)، أن الحالة الإيجابية التي يعيشها المجتمع في هذه الفترة ولدت لدى جميع الموظفين الذين أصبحوا يباشرون عملهم بشكل طبيعي فرحة غامرة، وخصوصاً أن العمل داخل المكاتب يوفر للموظف إمكانات كاملة وهو ما يجعل الجميع يشعرون بالتفاؤل من خلال هذه العودة الحميدة، التي يؤدي معها كل موظف دوره لكي يواصل عمله ضمن أهداف المؤسسة التي ينتمي إليها لتحقيق تلك الأهداف من خلال اتخاذ الإجراءات كافة، التي تضمن له أن يتفاعل مع بيئته الوظيفية بطاقة إيجابية وقدرة على التفاعل مع كل مجريات الحياة الوظيفية بأمن وأمان، وأن هذا هو المطلوب لكي تكون العودة للعمل فعالة بجهد أكبر وتفاعل إيجابي مثمر.

أجواء مبشرة 
تذكر عائشة محمد (موظفة)، أن العودة للعمل صاحبتها فرحة غامرة في نفوس جميع الموظفين الذين عادوا يمارسون عملهم بشكل طبيعي كما كان في السابق، ولكن هذه العودة وضعت الجميع أمام مسؤوليات جديدة في ظل البحث عن سبل أمان فعالة من شأنها أن تحافظ بشكل حقيقي وإيجابي على صحة وسلامة كل موظف، مشيرة إلى أنها بعد أن عادت للعمل أصبحت ملزمة بالحفاظ على نفسها أكثر من أجل أن تكون مصدر أمان لأسرتها وللمجتمع، في ظل مزاولتها لنشاطها العملي بشكل يومي في بيئة العمل الأصيلة، وترى عائشة أن الأجواء الحالية مبشرة وتجعل كل موظف يعيش في بيئة آمنة من خلال الإجراءات الوقائية التي جعلت لعودة الموظفين بُعداً آخر في الحياة.

ثقافة ووعي
أشار د. طلال الجنيبي إلى أن الإطار الجديد لممارسة الأعمال الوظيفية جاء بعد أن أصبح كل فرد في المجتمع على معرفة تامة بما له وما عليه، ومن ثم القدرة على التعايش وسط المجتمع وفي بيئات العمل في ظل وباء «كوفيد- 19»، رغم انحساره بشكل ملحوظ في بيئة الإمارات بفضل الجهود الحكيمة التي أثمرت عن محاصرته بطرق علمية ووقائية وإبداعية في الوقت نفسه.
 ويؤكد الجنيبي أن الفترة المقبلة تحتاج من كل موظف أن يسعى إلى التعامل بشكل إيجابي مع الوضع الحالي، والتفاعل مع بيئة العمل بثقافة ووعي، من خلال الحرص على السلامة وفق الإجراءات الاحترازية التي أصبح الجميع على دراية بها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©