السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تخفف آلام الآخرين؟

كيف تخفف آلام الآخرين؟
3 يوليو 2020 00:05

يتعرض كثير من الناس هذه الأيام لضغوط نفسية متنوعة، وهو ما يزيد من استعدادهم للتنفيس عما في صدورهم، والفضفضة لشخص مقرب للخلاص من الحِمل الذي تنوء به أنفسهم.. فما الذي ينبغي فعله إذا تطلب الأمر أن نواسي أحداً؟ هل هناك طريقة صحيحة لذلك؟

دراسة حديثة للباحثة زي تيان وزملائها من جامعة بنسلفانيا، بحثت في أساليب التواصل المختلفة التي يستخدمها الناس مع شركاء حياتهم الذين يشكون لهم من ألم نفسي ما.. فوجدوا أن هناك طرقاً أكثر نجاحاً من غيرها.

حل المشكلة، ليس الحل!
وجدوا في هذه الدراسة أن الرد على شخص يعبر عن آلامه، بتقديم حل عملي وعقلاني يساعده للتعافي مما هو فيه، يبدو - على غير المتوقع- من أسوأ الطرق لتخفيف العبء النفسي الذي يعاني منه في هذه اللحظة! فمثلا، ليس من الجيد أن تبادر بالقول: اعتبر هذا درساً تعلمت منه ولن تكرره مرة أخرى، أو: ينبغي أن تكون أكثر حرصاً في المرة القادمة، أو: لا تحزن واخرج مما أنت فيه...إلخ
هذه الأساليب ليست مفيدة، وتشكل ضغطاً نفسياً إضافياً على الشخص ولا تريحه، بسبب نبرة التعالي والسيطرة والوصاية، ولأنها لا تلقي بالاً بمشاعر الشخص وأحاسيسه وعواطفه، بالإضافة لأنها تصادر حريته في اختيار الإجراء الذي يريد اتخاذه للتعافي.. ربما يكون هذا الأسلوب مفيداً أحياناً، لكن ليس في هذا التوقيت. 

الحل: تأكيد المشاعر 
حسب هذه الدراسة المنشورة في دورية جورنال أوف كوميونيكيشن، الوسيلة الأكثر فعالية هي التفهم والاعتراف بمشاعر الشخص وتقديم الدعم العاطفي أولاً.. كأن تقول مثلاً: يؤسفني ما حدث.. أتفهم إلى أي مدى أنت متألم لهذا الخبر.. بالتأكيد أمر محزن ومن حقك أن تتضايق.. أشعر بك.. عليك أن تعرف أننا هنا من أجلك.. إذا أردت مني أي دعم فأنا قريب منك دائماً….إلخ
تعتبر هذه الطريقة أكثر فعالية لأنها تعطي المرء مساحة للتعبير عن مشاعره دون مصادرة، وليس فيها تعالٍ بل هي تقبل وتوطيد لأواصر الثقة والفهم المتبادل.. وفيها اعتراف ضمني بخصوصية التجربة الإنسانية..
بساطة، لا تقدم الحلول في هذه اللحظة حتى لو كانت صحيحة. فالإنسان في هذه اللحظات يحتاج لمن يستمع إليه ويبدي تفهمه ويسمح له بترتيب أفكاره والتعبير عن مشاعره أولاً.. هذا أكثر أهمية من حل المشكلة ذاتها، إذ ليس مفيداً أن نحل المشكلة بينما صاحبها يعاني.
كل الناس عرضة للضغوط النفسية والرغبة عن التنفيس عما في داخلهم، لذا ينبغي أن نكون عوناً لمن حولنا، خصوصاً أننا قد نحتاج لمن يربّت علينا يوماً ما.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©