الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

إلهام المرزوقي: الإبداع أقوى من «كورونا»

إلهام المرزوقي: الإبداع أقوى من «كورونا»
29 يونيو 2020 01:51

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

إلهام المرزوقي.. أول عازفة تشيللو إماراتية محترفة، عزفت مع الأوركسترا داخل وخارج الإمارات في العديد من الحفلات، وشاركت العزف مع الأسطورة أندريا بوتشيللي، عازف التشيللو العالمي والمغني الأوبرالي والموسيقار الإيطالي «الكفيف»، بحفلين؛ الأول في أبوظبي، والثاني في السعودية بمهرجان «شتاء طنطورة»، وتعلمت منه الكثير من حب الموسيقى والإصرار على تحقيق النجاح في أصعب الظروف، وصار ذلك منهجها في حياتها العملية، رافعة شعار لا شيء اسمه المستحيل مع الإرادة.
شاركت المرزوقي الموسيقار والمؤلف الفلسطيني «إياد الريماوي» في بعض الحفلات الموسيقية، وتعتبر الإماراتية الوحيدة التي انضمت رسمياً للعزف مع الأوركسترا الوطنية في الدولة «NSO»، كما شاركت بحفلات موسيقية في بريطانيا والبحرين، وكان لديها العديد من النشاطات الاجتماعية والتطوعية الإنسانية، خاصة مع الأطفال المرضى في المستشفيات، وأطفال مرضى التوحد، وأهمها الأولمبياد الخاص عام 2019.
اختارت المرزوقي التشيللو رفيقاً وشريكاً تحمله بين أحضانها، وترحل معه إلى عوالم أخرى، لا يسكنها سوى سحر الموسيقى العذبة الصادرة من هذه الآلة الفخمة، موضحة أنها تعيش مع «التشيللو» حكاية عشق، حيث بدأت في مجال الموسيقى بالعزف على البيانو، وقدمت العديد من الحفلات التي نالت إعجاب الكثير، لكنها بعد فترة وجدت أنها أحبت آلة التشيللو، وأن تميزها سيكون عبر هذه الآلة، خصوصاً أنه لا يوجد الكثير من المتخصصين في العزف عليها، لافتة إلى والدتها التي كانت تملك معهداً للموسيقى في أبوظبي، فترة الثمانينيات، شجعتها منذ طفولتها على دخول هذا المجال، بعد أن لاحظت ميلها إلى الموسيقى.

تأثير إيجابي
وعن تأثير الموسيقى في الوضع الحالي مع «أزمة كورونا» التي يعيشها العالم، قالت في حوارها مع «الاتحاد»: «أرى أن كل حدث في هذه الحياة له جانب مشرق وآخر مظلم، فإن أثرت جائحة (كورونا) سلبياً على وظائف الموسيقيين، إلا أنها أثرت إيجابياً على نوعية موسيقاهم، وساعات تدريبهم، وقدرتهم التعبيرية على وصف الأزمة من خلال الموسيقى، وتحفيز الناس على تخطي المحنة بالتزامهم التام، من خلال موسيقاهم وحفلاتهم التي أقاموها (عن بُعد)، أو مبادراتهم عبر حساباتهم بمواقع التواصل».
وأشارت المرزوقي إلى أن الموسيقى تعتبر غذاء للروح، ولها تأثير إيجابي على الصحة النفسية والعقلية، كما أنها لغة مشتركة يفهمها جميع البشر، وجسر حضاري يربط الشعوب، قديماً وحديثاً ومستقبلاً، بالثقافة العالمية، لذلك فهي تسعى لنشر ثقافة الموسيقى الكلاسيكية الاحترافية، وتشجيع المواهب الفنية في الدولة، خصوصاً أنها تؤمن بأن الموسيقى لغة العصر التي تحاكي القضايا الإنسانية.

النشيد الوطني 
وصرحت المرزوقي التي درست القانون باللغة الإنجليزية في المملكة المتحدة، أنها استثمرت فرصة بقائها في المنزل، خلال فترة جائحة «كورونا»، للتدريب بشكل أكبر على تقنيات جديدة ومستحدثة، لتقديم مقطوعات مختلفة ومتفردة على آلة التشيللو، كما نفذت النشيد الوطني مع بداية انتشار «كورونا»، مع مجموعة من الموسيقيين الإماراتيين، منهم محمد مرشد (ساكسفون)، وشمسة الجنيبي (عود)، وإيمان الهاشمي (بيانو)، وخالد بن خادم (قانون)، وتم عرض العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك اعتزازاً بما قدمته الإمارات من جهود للحد من انتشار «كوفيد - 19».

مبادرات موسيقية
وعبرت المرزوقي عن سعادتها البالغة بما قدمه أغلب الموسيقيين في العالم من مبادرات موسيقية خلال أزمة الفيروس المستجد، وقالت: «المبدعون لا تحدهم حدود، ولا يستطيع (كوفيد - 19) إيقافهم عن تقديم إبداعاتهم للناس، فقد استغلوا المنصات الرقمية بأحدث صورة، لتقديم حملات ومبادرات وحفلات موسيقية ترفيهية، تساعد الناس على الاستمتاع بها ومشاهدة نجومهم (عن بُعد)، فكان لهذه المبادرات تأثير إيجابي على ما يعيشه الناس في ظل هذه الظروف الصعبة»، موضحة أنها تعاونت خلال فترة الحظر، مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في تنفيذ فيديو موسيقي، احتفالاً بمرور 40 عاماً على العلاقات الإماراتية الكورية الجنوبية، حيث تم تقديم موسيقى تراثية كورية، كما قدمت هي عزف النشيد الوطني الإماراتي مع مجموعة من الموسيقيين المحليين، وكذلك قدمت أغنية «نشرق معاً» مع مجموعة من المغنين في دولة الإمارات.

«والد الموسيقى»
واعتبرت أن العازف والمؤلف والملحن والموسيقار الألماني العالمي يوحنا سباستيان باخ هو مثلها الأعلى في عالم الموسيقى والعزف، وقالت: «(باخ) حالة موسيقية خاصة وفريدة من نوعها، فبالنسبة لي، في كل مرة أعود إلى الاستماع إلى موسيقاه، أجد إحساساً جديداً وفريداً، لأنه ببساطة (عبقري عظيم)، ولذلك يلقب بوالد الموسيقى إلى يومنا هذا، رغم مرور مئات السنين، وسيبقى كذلك مدى الحياة».

تقنيات إلكترونية
أوضحت إلهام المرزوقي أن الموسيقى تتطور عبر العصور، من حيث التكنولوجيا، ولكن ليس من ناحية اللحن، فهو أزلي ولا يتغير؛ لأنه لغة مستقلة بحد ذاتها، والدمج بين القديم والحديث سيكون بين إدخال التقنيات الإلكترونية الجديدة، لتسهيل وتطوير الآلات الموسيقية وليس طبيعة اللحن وجذوره، مؤكدة أنها تطمح نحو مستقبل موسيقى كلاسيكية مشرقة ببصمات إماراتية، كما تتمنى أن تشهد الفترة المقبلة دخول العديد من الإماراتيات في تعلم العزف على آلة التشيللو.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©