الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

نورة المزروعي: الموسيقى.. رسالة تصنع الأمل

نورة المزروعي (تصوير عبدالعظيم شوكت)
27 يونيو 2020 00:31

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

ترى الموسيقية وعازفة القانون الإماراتية د. نورة المزروعي، أنه رغم توقف الأنشطة الموسيقية مع بداية انتشار جائحة كورونا، إلا أن عطاء الفنانين وصناع الموسيقى لم يتوقف عن بث الرسائل الإيجابية وصناعة الأمل عبر المنصات الرقمية والحفلات الموسيقية «عن بُعد»، مشيرة إلى أن توحد الفنانين في كافة أنحاء العالم على تقديم معزوفات موسيقية تحمل شعارات «نتحدى كورنا»، و«معا ضد كورونا»، و«خليك في البيت»، و«إذا لم تأتِ للاستماع إلى الموسيقى، فالموسيقى ستأتي إليك»، و«عالم واحد: معاً في البيت»، كانت مبادرات مثمرة ولها التأثير الكبير على حث الجمهور على البقاء في منازلهم، والمحافظة على الصحة العامة من انتشار الفيروس القاتل.

قالت نورة المزروعي في حوارها لـ«الاتحاد»: تفاعلت قاعدة جماهيرية من مختلف شرائح المجتمع، مع المبادرات الموسيقية التي قدمت في الفترة الأخيرة، خلال فترة البقاء في المنازل، خصوصاً في الإمارات، من خلال الفعاليات الفنية التي أقامها المجمع الثقافي في أبوظبي، وأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، و«بيت العود العربي»، حيث قدم الفنانون حفلات عبر المنصات الرقمية لرفع معنويات الجمهور، ورأينا كيف توحد أبناء المجتمع من مواطنين ومقيمين، بأداء النشيد الوطني الإماراتي في منازلهم، كما رأينا كيف انتشر الغناء في المستشفيات لرفع معنويات المصابين، وكذلك في العالم الغربي حيث نفذت جهات فنية مبادرات إنسانية بالغناء والعزف من قبل الجمهور عبر شرفات منازلهم، فكانت الموسيقى هي العلاج الأنسب والإيجابية المبتكرة لمحاربة الطاقة السلبية والحد من «الخوف المرضي»، ومحاولة لرفع معنويات ومواساة ضحايا الفيروس خاصة في الدول الأوروبية.

  • نورة المزروعي

«الطفل والعزف»
وكشفت نورة المزروعي أنها فكرت في تنفيذ مبادرة خاصة بالطفل خلال بقائها في المنزل، وقالت: أؤمن بأن الإنسان يولد فناناً بالفطرة ولكن المشكلة هي كيف يكتشف ذلك؟، وهذه مسؤولية تشترك فيها الدولة والمدرسة والأسرة لاكتشاف المواهب الدفينة بداخل الطفل، ولذلك أرغب في فكرة مبادرة «الطفل والعزف» أن أتحمل المسؤولية في استخراج أجمل ما بداخل الطفل في عالم العزف والموسيقى وخصوصاً على آلة القانون، حيث لاحظت أن هناك فضولاً عاماً لدى الأطفال حينما يرونني أعزف القانون ويطلبون منى بشغف العزف على هذه الآلة، وبناء على طلبهم ستقدم هذه المبادرة لتعليم الأطفال مهارات العزف «عن بُعد»، وكذلك لمن يرغب من فئة النساء، ولاسيما أن الكثير منهن يرغبن في التعلم ولكن يشعرن بالإحراج أحياناً لممارسة العزف علناً.

نشر الأمل 
ولأنها تعلم جيداً تأثير الموسيقى في الحالة النفسية للإنسان وخصوصاً في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي يعانيها العالم، فقد شاركت المزروعي مؤخراً في إحدى حفلات المجمع الثقافي في أبوظبي، وتم العرض على منصات التواصل الاجتماعي و«يوتيوب»، وقالت: عدد كبير من الفنانين في أنحاء العالم قاموا بإحياء حفلات بدون جمهور، ويأتي الغرض منها لتقديم صناعة الأمل والإيجابية وعدم الاستسلام للخوف والملل من الحجر الصحي، فكانت الموسيقى هي المنفذ والمنقذ للتخفيف من القيود التي فرضتها أزمة «كوفيد 19»، ورسالة لنشر الأمل لمواجهة هذه الأزمة.
وأضافت أن الحفلات والمهرجانات بشكل عام تحمل في طياتها مبادرة إنسانية، عن طريق جمع إيرادات الحفل لمساعدة المصابين وشراء مستلزمات طبية، وهذا ما حدث فعلياً في إسبانيا وإيطاليا، حيث أقام عدد من الموسيقيين ‏بمشاركة لاعبي الكرة مهرجاناً من أجل احتواء أعداد المصابين، فيمكن القول إن رسالة الموسيقى توحدت عالمياً واستطاع الفنانون من خلالها بث رسائل إيجابية وتحدي جائحة كورونا بنشر الأمل.

  • نورة المزروعي تعزف على آلة القانون خلال إحدى الحفلات

تطوير الذات 
وأكدت المزروعي أن من إيجابيات كورونا أنها أعطتها الفرصة للاقتراب من ذاتها والموسيقى وقراءة الكتب التي تبحث في الروحانيات وعلاقاتها بالموسيقى، ومنها رسائل ابن العربي وابن سينا وفيثاغورس، ما دفعها للبدء في كتابة كتابين هما «تطوير الذات»، و«تأثير الموسيقى في حياتنا»، حيث استطاعت في فترة بقائها في المنزل إنجاز جزء كبير منهما، وقالت: لقد درست نظريات الموسيقى وركزت على التمارين من خلال التعليم «عن بُعد»، لافتة إلى أن أزمة كورونا منحتها فرصة لأن تبتعد عن دائرة الصخب المادي بما تحمله من متغيرات وتوترات وضغوطات نفسية، واقتربت كثيراً من الجانب الروحاني الذي تعززه الموسيقى، ولاسيما أنها تمنحها حالة من السكون والطمأنينة الذاتية لم تشعر بها قبل جائحة «كوفيد 19»، ولذلك فإن الفنون الجميلة تعمل على تهذيب النفس وتربي في الإنسان ذائقة فنية وتعزز الإنسانية وتنعكس على السلوك الحضاري للمجتمع.

معهد لآلة القانون
نورة المزروعي الحاصلة على درجة الدكتوراه في الدراسات الخليجية من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، ودرجة الماجستير من الولايات المتحدة الأميركية من جامعة أريزونا، تطمح لتأسيس معهد لتعلم آلة القانون، لكل من يريد أصول التعليم على هذه الآلة التي تعشقها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©