الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«التنمية الأسرية»: الأب هو الحصن والسند

«التنمية الأسرية»: الأب هو الحصن والسند
22 يونيو 2020 01:04

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

الأب هو الأمان والحصن والحنان.. هو أحد قطبي الأسرة وعمادها.. وجوده الفاعل يمثل التوازن والاستقرار والحماية والرعاية والقدوة والسلطة، فلا يمكن اختصار مكانته وحضوره في تأمين المأكل والملبس، وإنما يعني المشاركة في التربية، فالأدوار التي يقوم بها كل من الأب والأم لها أهميتها في الإنماء التربوي للطفل رغم اختلافهما، ومن أهمها اكتساب مجموعة من المهارات الهادفة للوصول إلى أسرة مستقرة منتجة تتمتع بعلاقة متوازنة بين جميع أفرادها. ويتحمل الأب مسؤولية كبيرة في بناء أسرة سليمة والوصول بها لحياة يسودها التوازن النفسي والحياة الهانئة، من هنا احتفى العالم أمس بـ«يوم الأب العالمي».

دور جوهري
 أمل عزام الخبيرة الاجتماعية بمؤسسة التنمية الأسرية تقربنا من أهمية دور الأب في حياة الأبناء، وكيف يحقق لهم السعادة في الحياة، مسلطة الضوء على برامج تقدمها مؤسسة التنمية الأسرية في تعزيز دور الأب في حياة الأسرة، وتقول: «إن للأب دوراً جوهرياً في توازن الأسرة، وفي حياة الأبناء، إلا أن بعض الآباء يشعرون بأن التربية من مهام الأم ويتركون المجال لها مفضلين الابتعاد»، مؤكدة أن «هذا الأمر يتسبب في فجوة لدى الأب بداية من سن الأربعين، نتيجة الفراغ العاطفي الذي يشعر به، نتيجة افتقاده الصداقة والرابطة بينه وبين أبنائه، خاصة أن هذه المرحلة في حياة الرجل تعتبر مرحلة تقييم، وتشمل الأداء في العمل والحياة والأسرة، فسرعان ما يكتشف الأب أن الأبناء بعيدون عنه، الأمر الذي يفسره بعدم تقديرهم لجهوده وما قام به من تضحيات من أجلهم».

تنمية مهاراته
 وأكدت عزام أن مؤسسة التنمية الأسرية فطنت لهذا الأمر، وباتت تنمي مهارات الآباء حتى قبل أن يولد الأطفال، كون علاقة الطفل بوالده تبدأ مبكراً، ومن هنا تعمل المؤسسة على تأهيل المقبلين على الزواج حتى يكون لديهم استعداد كامل لدخول هذه الحياة الجديدة، موضحة أن بعض الآباء إذا لم تكن له دراية كافية بدوره الطبيعي في الأسرة قد يتسبب في عدم توازن الأسرة ويلقى بجميع أعباء تربية الأبناء على الأم، ولهذا الغرض نبدأ بتأهيل الأزواج، في فترة ما قبل الزواج ونحدد معهم الهدف من الزواج والتخطيط الأسري وأسلوب التربية، حتى تكون هناك أسرة إيجابية ترسخ المفهوم الصحيح عن الأب والأم لدى الطفل، فالأب القوي المشارك في بناء الأسرة يمنح المجتمع أبناء أقوياء ناجحين اجتماعياً وعملياً، ومن هذا الباب فإن الأب يجب أن يكون مصدر قوة، وأب لأبناء يدينون له بالود وصدق المشاعر، ولا يبادلونه بالاحترام فقط من باب الواجب، وقد اكتشفنا أن سبب ابتعاد الأبناء عن الأب في هذه الفترة من العمر هو ابتعاد الأب عن أبنائه وعدم مشاركتهم لحظاتهم السعيدة أو الحزينة، بحيث يكتفي بسد الاحتياجات المادية تاركا وراءه أمور التربية للأم. 

توعية وتثقيف
وأضافت أمل: تعمل مؤسسة التنمية الأسرية على تقديم الكثير من برامج التوعية والتثقيف التي تعزز دور الأب في الأسرة، ومن هذه البرامج العلاقة الوالدية، وفيها نتناول عن طريق التخييل ما يريده الأب من أبنائه بعد 20 سنة مثلا، كيف تتخيل علاقتك مع زوجتك ومع أبنائك؟ هل تتمناها علاقة مشاركة وحب ومشاعر أو ابتعاد، وأدركنا من خلال ذلك أن أغلب الآباء يحتاجون إلى وعي وتثقيف، لاسيما أنه في بعض الأحيان يترك الأب دور التربية للأسرة الممتدة، وهنا نؤكد أن دور الأب لا يتقنه غيره، فالأجداد مصدر أمان، إلا أن دور الأب يبقى هو الأساس، مع بعض الاستثناءات التي تمليها الظروف، ففي بعض الأحيان ونظراً لغياب الأب فإننا نعمل على تعزيز دور الجد في حياة الحفيد كونه يشكل مصدر الأمان له. 
ومن البرامج التفاعلية أيضاً مجلس الأسرة الاجتماعي، فمن خلاله نعزز حضور الأب في حياة الأبناء، ونقيس مدى انعكاسها عليهم، من خلال قصص تدفع الحضور لتخيل المستقبل، حيث إن هناك الكثير من الآباء الذين يعتبرون العمل أولوية أكثر من الأسرة، وهنا نقوم بتعليمهم مهارات بسيطة وسلوكيات تصنع الفرق في حياة الأسرة وتنعكس على توازنها، وذلك بإعادة ترتيب الأولويات، كما نقوم بحملات سنوية لدعم واستقرار الأسر، حيث نتناول في النصف الأول من السنة دور الأب في حياة الأسرة وفي نهاية العام تتضمن الحملة كيفية حماية الأبناء والعلاقة السليمة بين الأب وأبنائه، حتى يكون كاتم أسرارهم ومصدرا لثقتهم. 

توازن الأسرة
من جهتها، قالت مريم الكتبي اختصاصي علاقات أسرية، إن مؤسسة التنمية الأسرية خصصت خدمة تركز على دور الأب في أسرته بعنوان «تعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية» ضمن خدمات المهارات الوالدية الفاعلة، انطلاقاً من أهمية دور الأب الفاعل في الأسرة، ومن إيمانها بالدور القوي الذي يلعبه في توازن الأسرة واستقرار الأبناء.

 الابنة المراهقة
تقول أمل عزام «نظراً لإيمان المؤسسة بالدور الكبير للأب، سننظم جلسات مشتركة يحضرها الابن والأب، لتحديد المسؤوليات بينهما، من خلال مشاهد وقصص تمثيلية يتم عرضها خلال الجلسات، توضح ما يجب أن تكون عليه هذه العلاقات، وتحفز الابن على كيفية بناء علاقة قوية تكون مصدر سعادة». 
وأوضحت عزام أن للأب دوراً وجودياً في حياة الابنة المراهقة، من خلال تكوين الصور الإيجابية أو السلبية عن الذكور في حياتها، وتبني تصورها للأسرة، موضحة أن الدراسات أثبتت أن العلاقة التي تتميز بالقوة والصداقة بين الابنة والأب، تجعل الفتاة أقل عرضة للمشاكل في المستقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©