عدد اليوم
أزهار البياتي (الشارقة)
تجنباً لغيابها عن المشهد الثقافي، جراء تداعيات جائحة «كورونا»، وما صاحبها من إجراءات احترازية للحد من انتشارها، وفرت هيئة الشارقة للمتاحف حزمة مبادرات تروج للثقافة المتحفية عبر العالم الافتراضي، في سبيل البقاء على اتصال مع مختلف أفراد المجتمع.
إلى ذلك، تقول منال عطايا، المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف: «تأتي هذه المبادرات المتحفية ضمن خططنا التطويرية التي نسعى من خلالها إلى مواكبة المتغيرات المستجدة في هذا القطاع، وللاستفادة من المحتوى والمنصات الرقمية الخاصة بنا، من أجل جعل الاطلاع على مجموع مقتنياتنا التاريخية وبرامجنا التعليمية متاحة وفي متناول الجميع، حيث نحتاج في ضوء هذه الظروف الصعبة إلى إلقاء نظرة على الفرص المتاحة أمامنا والتأقلم معها، وأعتقد أن هذا سيمكننا من إعادة التفكير في كيفية تفاعلنا مع جماهيرنا مستقبلاً، والاستثمار- بشكل أفضل - في تفعيل أنظمة التقنيات الجديدة في دفع عجلة الحراك الثقافي للمتاحف».
ووفقاً لهذه الرؤية المستقبلية، وجهود الهيئة الحثيثة للعمل على تنفيذ استراتيجيتها الرقمية، توضح عطايا أن متحف الشارقة للحضارة الإسلامية أتاح للجمهور الاطلاع على نحو 88 قطعة من مقتنياته التاريخية القيّمة من المنزل، من خلال توظيف أحدث التقنيات الرقمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مع شرح مفصّل لكل تحفة معروضة، على موقع «متحف بلا حدود» (http://islamicart.museumwnf.org/pm_museum_items.php؟id=Mus21;ua&link=EPM).
وتعمل الهيئة على إتاحة جولات افتراضية أخرى في متحف الشارقة للفنون، معززة حضورها التفاعلي في العالم الافتراضي، عبر مواقع النشر الإلكتروني، من بينها جولة افتراضية في معرض «مسيرة قرن» الطويل الأمد، والذي يستضيفه التحف حالياً. علماً أن «أيقونة كاميرا» ستتيح للمتصفحين فرصة الاطلاع عن كثب، على ما يزيد على 100 من الأعمال الفنيّة المعاصرة لنخبة مختارة من الفنانين العرب، من أبرزهم ضياء عزاوي، وإيتيل عدنان، وإبراهيم صلاح، وسلوى شقير.
من جهة أخرى، توضح عطايا أن هيئة الشارقة للمتاحف نظمت ورش عمل وأنشطة تعليمية عبر «الإنترنت»، من منطلق حرصها على مواكبة الأحداث وتلبية متطلبات المرحلة، مستجيبة لاحتياجات الأفراد والأسر، وبالتزامن مع موسم العطلة الصيفية، حيث تتضمن الأنشطة، المتاحة عبر موقع الهيئة (www.sharjahmuseums.ae)، وعلى حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فعالية «ورشة خط المسند»، أو ما يعرف بالخط العربي الجنوبي الذي كان سائداً في منطقة اليمن قديماً، لتعريف الأطفال بحروف هذا الخط وما يقابله من حروف اللغة العربية الحديثة.
كما توفر الأنشطة المتحّفية المخصصة لفئة الصغار، فرصة استغلال أوقاتهم بالاستمتاع بنشاطات حيوية ومهارية أخرى، منها فعالية صنع سجادة من الشرق الأوسط، وتزيين أطباق وفناجين بتصاميم ورسوم إسلامية.
وتؤكد عطايا أن الهيئة مستمرة في تنفيذ استراتيجيتها الحضارية والثقافية، مفعّلة حملة شاملة على مواقع التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال مع متابعيها، باستخدام أوسام عالمية مثل #متحفك_في_بيتك، و#الثقافة_عن_قرب.
