عدد اليوم
رضا سليم (دبي)
في زمن «كورونا»، تحولت الكمامة التي تمثل حماية للشخص من العدوي بفيروس «كوفيد- 19»، طبقاً للإجراءات الاحترازية في كل دول العالم إلى «موضة»، وظهرت في أشكال مختلفة وتصاميم مبهرة، لدرجة أنه في حفل الزواج يرتدي العريس كمامة بلون البدلة، بينما ترتدي العروسة كمامة مزركشة بلون الفستان، إلا أن «الكمامة الرياضية» هي الأبرز في الساحة، بعدما قامت الأندية الأوروبية الكبيرة، مثل ريال مدريد، وبرشلونة، ويوفنتوس، وأي سي ميلان، بتصميم كمامة عليها شعار النادي، من أجل تشجيع الجماهير المنتمية إليها على ارتدائها بشكل مستمر، وهو ما تحول إلى «بيزنس»، وهو ما امتد أيضاً في الأندية العربية والإماراتية.
لجأ الممارسون للرياضة لأنواع معينة من الكمامات، تساعدهم على التنفس بشكل جيد، وبعض الكمامات بها فلتر لتنقية الهواء، وتسمح بخروج الزفير الذي يحمل ثاني أكسيد الكربون، خاصة أن التنفس أثناء التدريب ينطوي على تعزيز الشهيق والزفير، ويؤدي فيما يتعلق بالرئتين على تحسين قدرة تحملهما في التدريبات الهوائية، وتدريب العضلات مع التنفس السليم، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تحسين جودة التمارين الرياضية.
وجاءت ممارسة الرياضة، ضمن الحالات الاستثنائية لارتداء الكمامة، والتي اعتمدتها اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، ضمن مجموعة من الإرشادات الخاصة باستخدام الأشخاص للكمامات في الأماكن العامة، وفي كافة الأوقات التي يتواجدون فيها خارج المنزل، ولمختلف الفئات العمرية، في ضوء التوصيات المرفوعة من «مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا»، والمبنية على أساس مقارنة علمية دقيقة لأفضل الممارسات المتبعة في هذا الشأن حول العالم، وبما يكفل الحماية لجميع أفراد المجتمع في كافة الأوقات، ويحفظ عليهم صحتهم وسلامتهم.
وجاء وضع الرياضة ضمن الحالات الاستثنائية، التي تتطلب أسلوباً خاصاً في التعامل مع الكمامات، لا سيما أصحاب الهمم من ذوي إعاقات محددة وصغار السن وأصحاب الحالات المرضية المزمنة المرتبطة بالجهاز التنفسي.
تتطلب ممارسة الرياضة مجهوداً جسدياً كبيراً، سواء في المناطق المغلقة أو المفتوحة، يقاس من خلال تسارع في دقات القلب، منها ألعاب الجري وركوب الدراجة الهوائية وغيرها من الرياضات، مع أهمية الحفاظ على التباعد الجسدي بين الأشخاص، وفي حال كان الطريق المعتاد مزدحماً، فمن الأفضل البحث عن مكان آخر، أو الجري في وقت أقل ازدحاماً.
وقدم خبراء الرياضة مجموعة من النصائح والإرشادات، التي من شأنها أن تساعد أي شخص على ممارسة التمارين، منها ارتداء أقنعة لا تسبب صعوبات في التنفس قدر المستطاع، والتوقف عن ممارسة التمرين في حال حدثت مشاكل، وتعليق الكمامة حول الرقبة أثناء المشي أو الجري أو ركوب الدراجات، بحيث يمكن سحبه على الفم والأنف عند اقتراب أشخاص آخرين لمسافة قريبة، ينبغي أن تجري وحدك دون رفقة، وتحرص على ألا تقل المسافة بينك وبين أي شخص آخر عن 6 أقدام، وإن كان المسار المعتاد مزدحماً، فمن الأفضل أن تبحث عن مكان آخر أو تجري في وقت أقل ازدحاماً.
احذر أن تلمس الكمامة أو أي جزء آخر من وجهك بعد انتهاء التمرينات، خاصة أنها تكون مبللة وتحتوي على العديد من الفيروسات، وبعدما تنزع القناع، قم بغسل يدك مع الكمامة أيضاً على الفور بالماء الساخن والمنظفات، أما بالنسبة للرياضيين المحترفين فعليهم البحث عن منطقة نائية في الهواء الطلق، والتمرن من دون «كمامة»، مع مراعاة اتباع قواعد التباعد الجسدي.
100.000
كان نادي بايرن ميونيخ الألماني الأسبق في مجال كرة القدم، حيث قرر صناعة الكمامات من أوشحة النادي، وتخصيص حصيلة بيعها لصالح الجمعيات الخيرية، التي تواجه انتشار «كورونا»، وتنوعت أسعار الكمامات من 5 إلى 14 يورو، وتم عرضها على المتجر الرسمي للنادي البافاري، وبعد مرور أقل من 24 ساعة فقط، أعلن النادي بيع أكثر من 100 ألف كمامة، ليستمر في إنتاج الكمامات الخاصة به حتى الآن بشكل طبيعي.
فيما خرجت فكرة استخدام قمصان وشعارات الأندية في صنع الكمامات من الدوري الأميركي لكرة السلة، الذي أعلن منتصف أبريل الماضي، عن إطلاق خط لإنتاج كمامات تحمل شعار المسابقة والأندية التابعة لها، ويتراوح سعر الكمامة الواحدة يبلغ 15 دولاراً، وفي حالة الحصول على 3 كمامات سيكون سعرها 25 دولاراً، على أن تذهب قيمتها إلى بعض المؤسسات الخيرية.
