الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عبدالله الشحي: «مدرب الحياة» يستهدف إسعاد الناس

عبدالله الشحي خلال ممارسة العمل عن بُعد (الاتحاد)
6 يونيو 2020 00:10

أحمد السعداوي (أبوظبي)

«مدرب الحياة»، مفهوم حديث نسبياً في منطقتنا العربية، رغم أنه معروف عالمياً وله أهميته بالنسبة لكثير من شرائح المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع تداعيات انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وما قد يتركه من آثار نفسية على البعض. هذا ما أكده مدرب الحياة عبدالله الشحي الذي أوضح أن الهدف الرئيس من عمل مدرب الحياة، هو مساعدة الآخرين، لحل ما قد يعترضهم من مشاكل أو تحقيق هدف وتعلّم مهارات حياتية لا يستطيع البعض تطبيقها بشكل صحيح، ويمكن القول إنه الشخص الذي يساعد الآخرين على إدارة حياتهم بأفضل طريقة ممكنة، موضحاً أنه يقدم استشارات أسرية عن بُعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل البقاء في المنزل نتيجة انتشار وباء (كوفيد - 19).

ترابط إيجابي
ويشرح الشحي أن هذه الأهداف يمكن الوصول إليها من خلال الترابط الإيجابي بين مدرب الحياة والشخص المعني، وتنفيذ الخطة التي يضعها مدرب الحياة للوصول إلى الأهداف الموضوعة، وهذه الخطة تستلزم فترة زمنية قصيرة أو طويلة بحسب نوع الأهداف، ولا بد أن يكون هناك اتفاق مسبق بين مدرب الحياة والمتلقي، وتواصل يومي لمتابعة تنفيذ الخطة الموضوعة للوصول إلى الأهداف، موضحاً أن أهم المجالات التي يقدمها مدرب الحياة ويكون له دور مؤثر فيها هي المشكلات والعلاقات الاجتماعية، والتي تبدأ من علاقة الإنسان بنفسه، لكون كل المشاكل الخارجية منبعها الإنسان ذاته، لأنه من الممكن أن يوسع نطاقها، ويمكن أن يهملها ويدعها تصغر في نفسه نتيجة التغاضي عنها، وعلى سبيل المثال إذا كان لدى الشخص مشكلة مع الأهل، يقوم بطرحها على مدرب الحياة فيقوم بمساعدته على مواجهتها والتغلب عليها.

  • مدرب الحياة يستهدف الأطفال من عمر 3 سنوات (الاتحاد)

فوائد التخصص
وعن فوائد هذا التخصص في زمن «كورونا»، أوضح الشحي أن هذه التجربة جديدة على العالم بأسره، وبالتالي هناك من تأثر نفسياً بهذه الجائحة، وهناك من تعامل معها برضا وتصالح مع الذات وبأنها فترة وستنقضي بأمر الله، وبخصوص من تأثروا نفسياً فهؤلاء الأشخاص يحتاجون لمن يعطيهم طاقة إيجابية ويساعدهم في التغلب على هذه الأزمات من خلال اعتماده على الأسلوب العلمي والخبرة المهنية التي يتمتع بها، فيخبرهم بأن هذا الفيروس له إيجابيات أيضاً، ومنها أن كثيراً من الأشخاص صارت علاقتهم أقوى بأفراد عائلاتهم، كما أن الطبيعة صارت أفضل وانخفضت الآثار السلبية للانبعاث الحراري، ما جعل الطبيعة تتنفس وتعود إلى سابق عهدها بعيداً عن أسباب التلوث العديدة الناجمة عن حركة الطائرات والمصانع والسيارات وغيرها من أساليب الحياة العصرية، كما أن الفيروس رغم خطورته إلا أنه يمكن الوقاية منه باتباع التعليمات الصحية التي تطلقها الجهات المعنية باستمرار وبشكل يومي، وبالإمكان استثمار هذه الفترة في تعويد الصغار على أشياء نافعة، منها تحمل المسؤولية المجتمعية عن طريق الالتزام بالجلوس في البيت والتباعد الجسدي، وهكذا نستطيع غرس قيم ومبادئ في زمن «كورونا» كنا نبذل جهداً كبيراً في الحياة العادية حتى نرسخها في نفوسهم.

فئات المجتمع
وعن الفئات التي يتم التوجه بالعمل إليها من خلال هذا التخصص، أورد الشحي أنه يستهدف الصغار والكبار، وبما أن الإنسان يحيا على هذه الأرض، فلا بد أن يواجه صعوبات وتحديات، ويحتاج في أوقات عديدة لمن يساعده في التغلب عليها، وهنا يبرز الدور المهم لمدرب الحياة. مبيناً أن هناك صعوبات متنوعة تواجهه خلال تنفيذ مهامه التدريبية، ومنها أن تدريبات الحياة لا بد أن نبتعد فيها عن المحاضرات النظرية قدر الإمكان، ونعتمد على أدوات فاعلة في مواجهة المشكلات، ومنها ممارسة بعض الألعاب التفاعلية التي نسعى من خلالها إلى حل مشكلة داخلية عند البعض، كما أن بعض المشاكل حلها لا يعتمد على طرف واحد، خاصة في المشاكل الزوجية، لذا لا بد من التعامل مع الطرفين، وبالتالي نجد صعوبة في التواصل مع الزوج أو الزوجة وتطبيق استراتيجية العلاج، إضافة إلى أن كثيراً من مشاكل الأطفال التي يتعرضون لها يكون منبعها الوالدان أو أحدهما، وهما لا يدركان ذلك، وبالتالي يضطر إلى وضع خطة علاج ثلاثية تضم الأهل إلى جانب أبنائهم.

صدفة البداية 
وأوضح الشحي، أن بدايته مع عالم «مدربي الحياة» بدأت بالصدفة قبل عدة سنوات حين كان يحضر رسالة الماجستير، حين علم أن هناك «كورس» خاصاً بتدريبات الحياة، فقرر خوض التجربة، وبالفعل وجده مفيداً ومثمراً لاكتشاف مكامن السعادة في الحياة، ويتمثل في مساعدة الآخرين لنرى الابتسامة تعلو وجوههم من خلال ما تقدمه من جهد، وهكذا بدأت مسيرته في هذا العالم عام 2014، لينطلق بشكل عملي لمساعدة الآخرين.

حلم الدكتوراه
وعن طموحات الفترة المقبلة، قال الشحي: «بالنسبة لي أنا مدرب حياة أتابع من سبقوني في هذا المجال، وأعمل دوماً على حضور دورات وورش عمل، وطموحي في هذا المجال أن أتوسع فيه باستمرار، خاصة أنني قدمت محاضرات في بعض دول الخليج، وأقدم ورش عمل يستفيد منها أكبر عدد من الناس، مبتعداً تماماً عن المحاضرات النظرية، أما الهدف الذي أخطط إليه حالياً هو الدكتوراه في علم الاجتماع، بعد أن حصلت على دبلوم مستشار أسري من جامعة الشارقة، وعلى درجة الماجستير في الإدارة، خلال السنوات الماضية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©