عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
العلم، «نفط المستقبل» الذي لن ينضب، والثروة الحقيقية لرفاهية الشعوب، والاستثمار الأمثل للأمن القومي والصحي، وخط الدفاع الأول، الذي يهزم كل الجيوش الجرثومية، ليكون المنتصر بامتياز أمام أي حروب بيولوجية تهدد سيادة الدول وتصادر رخاءها، كما أن البحث العلمي يعتبر المصل الحقيقي ضد أي أمراض معدية أو أوبئة مستقبلية.
اليوم، وبعد أن توقف أكثر من ملياري إنسان عن العمل، وأغلقت الأندية ودور السينما ومراكز الترفيه أبوابها، وتحالفت المراكز الصحية والمستشفيات الميدانية مع مختبرات البحث العلمي لإنقاذ البشرية، وفتح جبهات مضادة لمواجهة الوباء العابر، أيقن العالم أن صناعة الكوادر العلمية وإنتاج العقول تتطلب نفقات هائلة، ما يجعلنا نحاول البحث عن كوادرنا العلمية في مختبرات العالم، للاستفادة منها في بلداننا العربية.
تشغل عشرات العقول العربية المهاجرة مواقع قيادية في كبرى مراكز الأبحاث في الدول الغربية، وتحتل الصفوف الأمامية في إدارة مستقبل البحوث العلمية في مختلف المجالات، وتطول القائمة، وكل يوم يلمع اسم عربي جديد، يدير مستقبل البحوث العلمية في الغرب.
أحمد الطيبي
الطبيب الفلسطيني أحمد سعيد الطيبي المختص في مجال الطب الوراثي، اكتشف 35 متلازماً جينياً سميت العديد من هذه المتلازمات الجينية باسمه، وقدم 200 ورقة علمية طبية، ولديه كتاب يتحدث عن الأمراض الجينية عند العرب، وهو ما شكل النواة الأولى لتأسيس«الجمعية الأميركية الشرق أوسطية لأطباء الوراثة».
إلياس الزرهوني
الطبيب الجزائري إلياس آدم الزرهوني يتبوأ منصب مدير معاهد الصحة القومية الأميركية بولاية ميريلاند، وهو منصب لم يصل إليه أي عالم عربي من قبل. ويعمل في هذه المعاهد عشرة آلاف موظف وباحث، وموازنتها تفوق مرتين موازنة الدولة الجزائرية في جميع المجالات. وغيرهم الكثير.
عمر ياغي
يعد العالم الأردني، عمر ياغي، من أبرز أساتذة العلوم الفيزيائية والكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا الأميركية، وقد هاجر إلى أميركا وعمره 15 عاماً، وحصل على الدكتوراه في جامعة إلينوي- أوربانا العام 1990، ويعمل حالياً مديراً لمختبر لورانس بيركلي ومعهد كالفي لعلوم النانو، ويتمثل إنجازه الأشهر في قيادته لفريق بحثي صمم نموذجا أوليا لجهاز يساعد على استخلاص المياه من الهواء.
محمد صوان
هاجر العالم اللبناني، محمد صوان، إلى كندا في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وحقق العديد من الإنجازات العلمية في مجال الهندسة الطبية خلال ترؤسه لأهم مراكز الأبحاث في جامعة مونتريال الكندية، ويدير الآن مختبر التكنولوجيا العصبية، ويشرف على 50 باحثاً في قسم الدراسات العليا، إضافة إلى إدارته لمركز أبحاث أنظمة الجزئيات في مقاطعة كيبيك الكندية. ويأتي ما يعرف بـ «العين الإلكترونية» على رأس إنجازاته العلمية، حيث نجح في غرس هذه العين في رأس رجل أعمى، وقد ساعدته على الإبصار، وتتألف من قطعتين، الأولى خارجية مصحوبة بكاميرا لالتقاط الصور. أما الثانية فداخلية تزرع في الدماغ بعملية جراحية.
جورج الحلو
عُين عالم الفضاء اللبناني، جورج الحلو، مديراً تنفيذياً لمختبر المعالجة بالأشعة تحت الحمراء وتحليل البيانات في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وكان أول من قدم وصفاً عن ألوان المجرات بالاستناد إلى الأشعة ما دون الحمراء.
ولد الحلو في العام 1954، وحصل على الدكتوراه في علوم فيزياء الفلك من جامعة كورنيل الأميركية العام 1980، والتحق بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا للعمل في مشروع رسم خريطة للكون بالأشعة ما دون الحمراء، وشغل موقع المدير التنفيذي لمركز أيباك المسؤول عن تلسكوب سبيترز.
وفي العام 1983 كان الحلو ضمن فريق عمل أعدته ناسا لوضع تلسكوب يرسم خريطة النجوم بالأشعة ما دون الحمراء، ونشر أكثر من 200 بحث علمي.
إبراهيم سمك
يعد العالم المصري، إبراهيم سمك، من أبرز خبراء الطاقة النظيفة في أوروبا، وعُين رئيساً للمجلس الأوروبي للطاقة المتجددة لفترتين على التوالي، ويشرف الآن على مشروع تصدير الطاقة الشمسية من شمال أفريقيا إلى أوروبا. هاجر إلى ألمانيا العام 1976، وهناك اخترع مصباحاً كهربائياً يمكنه العمل لمدة خمسة أيام من دون إعادة شحن، ووضع خلية الطاقة الشمسية لمحطة قطار برلين أكبر محطة قطار في العالم، وأنشأ شركة تعمل في مجال الإضاءة الشمسية، وقام بتغذية أشهر المباني الألمانية بالطاقة الشمسية، مثل مبنى البرلمان، ومبنى المستشارية.
منير نايفة
ولد عالم الذرة الفلسطيني، منير نايفة، في ديسمبر العام 1945 بقرية شويكة الفلسطينية، وحصل على الدكتوراه في الفيزياء الذرية وعلوم الليزر من جامعة ستانفورد الأميركية العام 1974، وأعد أكثر من180 بحثاً علمياً.
من أهم إنجازاته العلمية نجاحه في تحريك الذرات منفردة في العام 1977، وهي التقنية التي زادت من كفاءة أداء الآلات ما بين 100 مليون و10 آلاف مليون مرة على الطرق التقليدية بحسب الموسوعة البريطانية «بريتانيكا». وفي العام 1980 التحق نايفة بجامعة إلينوى، ويشغل حالياً منصب مدير مختبرات الليزر.
بلقاسم حبة
ولد العالم الجزائري بلقاسم حبة العام 1957، ويعد من الباحثين الأكثر اختراعاً، حيث يملك في رصيده 1296 براءة اختراع في مجال الإلكترونيات والتكنولوجيا الدقيقة، وأسهمت اختراعاته في تطوير وظائف الرقائق الإلكترونية الموجهة لصناعة الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، ويشغل مواقع قيادية في مختبرات شركة تيسيرا تكنولوجيز الأميركية. التحق حبة بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وحصل على الدكتوراه في الطاقة الشمسية.
الإمارات تكتشف جينوم «كورونا»
في خطوة عملية، نجح البحث العلمي الإماراتي في مكافحة هذا الوباء الأسود، بعد أن تم تسجيل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس «كورونا» المستجد، وتم تسجيل هذا التسلسل للفيروس بنجاح من مريض في دبي من قبل باحثين بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية.
ويساعد الاكتشاف العلماء والباحثين في تحقيق مستويات متقدمة من العلاج وفهم كيفية انتشار الفيروس بشكل أفضل، ويعتبر هذا الاكتشاف ثمرة جهود علمية تبرز الدور الحيوي للعلم وتراهن على المجتمع العلمي في تعزيز قدرات مكافحة الوباء، تماماً كما وصفها نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية وعضو مجلس علماء الإمارات ورئيس اللجنة العلمية الاستشارية لمركز التحكم والسيطرة، الدكتور علوي الشيخ علي، كما اعتبر مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية ورئيس المركز، الدكتور عامر أحمد شريف، أن الإمارات تمتلك عناصر قوية في البحث العلمي بكونها ترتكز على مؤسسات أكاديمية تستطيع التعاون مع مختلف القطاعات الأخرى لمكافحة الوباء.
