عدد اليوم
أشرف جبريل
«عندما يتجاوز طفلك عامه الرابع.. لا تجتهد في تغيير نظامه الغذائي، فالإلحاح عليه لتناول أطعمة معينة يأتي بنتائج عكسية، وينفره أكثر من الأصناف التي تراها ضرورية».. نصيحة أطلقها علماء جامعة ميشيغان الأميركية، لتضع حداً لصراع أسري تدور حلقاته يومياً على موائد الطعام في معظم البيوت: الطفل يتمسك بالبطاطس المحمرة والكاتشب، والأم تحاول بكل الطرق إجباره على تناول السلاطة واللحوم، وتعلو الأصوات لحد الصراخ، ويصل الأمر إلى الضرب والبكاء، ويصبح الاجتماع حول المائدة طقساً يومياً ثقيلاً على النفس.
وكشفت دراسة أجراها علماء الجامعة ونشر موقع «بزنز انسايدر» نتائجها، أنّ استخدام أسلوبي الضغط والإلحاح مع الأطفال لإجبارهم على تناول أصناف معينة من الطعام غير مجدين على الإطلاق، وأشارت إلى أنّ تعمد تغذية الصغار بطريق يرى الوالدان أنها صحيحة يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً، خاصة مع الأطفال الذين تخطوا العام الرابع، فبعد هذا السن من الصعب وربما المستحيل تغيير السلوك الغذائي للطفل أو فرض نوع معين من الطعام عليه.
واستند الباحثون إلى قاعدة معلومات شملت السلوكيات الغذائية لأطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات، ينتمون إلى 317 أسرة منخفضة الدخل تعيش في ولاية ميشيغان، على مدى 5 سنوات.
وأكدت الدراسة أن الفرضية السائدة حول تغيير الأطفال لعاداتهم الغذائية السيئة مع تقدم أعمارهم غير صحيحة غالباً، إذ تبقى نسبة كبيرة الأطفال المتمردين على النظم الغذائية على حالها حتى بعد مرحلة البلوغ، بل والمراحل التي تليها أيضاً، فيما تفاقمت «الفوضى» الغذائية لدى نسبة منهم بشكل أكبر مع التقدم في العمر.
ورصد الباحثون وجود علاقة قوية واضحة بين تشدد الآباء والأمهات في تغيير عادات أبنائهم الغذائية وبين توجه الأبناء إلى السلوك الغذائي الفوضوي، وأكدوا أنه كلما ألح الوالدان على الطفل لتناول أنواع معينة من الطعام كلما زاد رفضه لهذه الأنواع وكلما أصبح سلوكه الغذائي فوضوياً أكثر.
وخلال رصدهم للسلوكيات الغذائية وتطوراتها، اكتشف الباحثون أنّ الأطفال الفوضويين في تغذيتهم غالباً ما يكونون غير مستقرين عاطفياً عند مقارنتهم بأقرانهم ذوي النظام الغذائي المعتدل، كما أنهم أقل قدرة على التحكم بمشاعرهم.
ولخصت رئيسة فريق البحث النتائج، قائلة: «نتائج بحثنا رسالة للوالدين باتباع سلوكيات أكثر تسامحاً مع أطفالهم فيما يخص قضية تغذيتهم، وإن كانوا مصممين على فرض نمط غذائي معين، فعليهم أن يحاولوا مع الصغار قبل الوصول للعام الرابع».
